TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الصابئة المندائيون في ذي قار يعلقون احتفالاتهم بـ " دهوا ربا " تضامناً مع إحياء عاشوراء

الصابئة المندائيون في ذي قار يعلقون احتفالاتهم بـ " دهوا ربا " تضامناً مع إحياء عاشوراء

اقتصار المراسم على الطقوس الدينية

نشر في: 16 يوليو, 2025: 12:08 ص

 ذي قار / حسين العامل

أعلن الصابئة المندائيون في محافظة ذي قار تعليق الاحتفالات بعيدهم الكبير «دهوا ربا»، وذلك لتزامنه مع ذكرى عاشوراء، مؤكدين أن مراسم العيد ستقتصر هذا العام على إحياء الطقوس الدينية داخل المنازل ومراكز العبادة.

 

وقال ممثل الطائفة في ذي قار، سامر نعيم، لـ «المدى»، إن قرار تعليق مظاهر الاحتفال جاء احتراماً للشعائر الدينية الخاصة بعاشوراء، مبيناً أن «دهوا ربا» يُعد بداية السنة المندائية الجديدة، وهو مناسبة دينية واجتماعية تحتفي بخلق وتكوين العالم المادي بحسب معتقدات الديانة المندائية.
وأضاف أن طقوس العيد بدأت مساء الثلاثاء باعتكاف مدته 36 ساعة داخل المنازل، يتفرغ خلالها المندائيون للصلاة والعبادة، يليها التوجه إلى المندي – مركز العبادة – لاستكمال المراسم الدينية التي تمتد لثلاثة أيام.

بيانات تضامن من سوق الشيوخ
وفي السياق ذاته، أصدر مجلس شؤون الطائفة المندائية في قضاء سوق الشيوخ بياناً أعلن فيه إلغاء جميع الاحتفالات الخاصة بالعيد، وقال في بيانه الذي اطلعت عليه «المدى»: «تضامناً مع إخواننا المسلمين في العراق والعالم الإسلامي في هذا الشهر الحزين، الذي يصادف فيه ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته، قرر المجلس إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بعيد دهوا ربا»، مؤكداً على «الاقتصار على أداء الطقوس العبادية، التي تشمل طقوس الصباغة (الاغتسال بالماء الجاري) والصلاة الجماعية».
ويُذكر أن الصابئة المندائيين كانوا قد أعلنوا في تشرين الثاني 2023 إلغاء احتفالات عيد الازدهار (الدهفة حنينا) تضامناً مع ضحايا قطاع غزة، واقتصروا آنذاك على أداء الطقوس الدينية فقط.

الدهوا ربا.. طقوس دينية واجتماعية عميقة
يُعد «دهوا ربا» أو «الدهفة ربة» من أهم الأعياد الدينية الأربعة في الديانة المندائية، ويحتفل به سنوياً في منتصف تموز باعتباره بداية خلق العالم المادي، حيث يُعتقد أن الخالق العظيم «هيي ربي» أمر الملائكة بتكوين الأرض والسماء وبعث الحياة فيها.
ويمثل هذا العيد محطة دينية واجتماعية بارزة، تبدأ بطقوس اعتكاف تُعرف بـ «الكرصة»، تمتد 36 ساعة، تتخللها صلوات وتسابيح وتلاوة أدعية، وتُعتبر فرصة لتقوية الأواصر بين العائلات، حيث تجتمع أربع إلى خمس عائلات في بيت واحد، وتليها زيارات وتهاني وتوزيع صدقات وأعمال تطهير روحي واجتماعي.
ويتهيأ المندائيون للاعتكاف بيوم يُعرف بـ «كنشي وزهلي»، تُقام فيه طقوس التعميد وتُعد فيه الصدقات وتُنظف البيوت، كما تُحضر فيه المواد الغذائية لتغطية حاجة العائلة طوال فترة الاعتكاف. وتحمل ساعات الاعتكاف – بحسب الاعتقاد المندائي – بُعداً روحياً خاصاً، إذ تعرج الملائكة إلى السماء خلال هذه الفترة، ما يجعل الأرض - بحسب المعتقد - خالية من الحماية الإلهية، وتُعد عرضة لقوى الشر، لذا يتحصن المندائيون بالصلوات داخل بيوتهم.

حضور تاريخي وطقوس راسخة
تُعد المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، ومن أولى الديانات الموحِّدة في تاريخ البشرية، وقد نشأت في جنوبي العراق، وما يزال أتباعها يقيمون في المحافظات الجنوبية وبعض مناطق الأحواز في إيران، كما توجد جاليات مندائية كبيرة في المهجر، خاصة في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة. ويتوزع أتباع الطائفة المندائية، الذين يُقدر عددهم بنحو 100 ألف شخص، على أربعة أعياد رئيسة: البرونايا (عيد الخليقة)، الدهفة ديمانه (عيد التعميد الذهبي)، الدهوا ربا (العيد الكبير)، والدهفة حنينا (عيد الازدهار)، إضافة إلى ثلاث مناسبات دينية أخرى.
وتعتمد الطقوس المندائية على الماء الجاري كمكوّن أساسي في طقوس التعميد والتطهير، ويشترط حضور رجل دين برتبة «ترميذة» على الأقل لإجراء تلك الطقوس.
ويُعرف عن المندائيين تقليدياً مهارتهم في صياغة الذهب والفضة وتجارة المجوهرات، وهم يتمتعون بمكانة مرموقة في هذا المجال، كما ورد ذكرهم في عدد من الآيات القرآنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram