TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > أربيل تطلق مشروع الإمداد السريع للمياه: إنهاء أزمة وضمان الأمن المائي لـ 30 عاماً

أربيل تطلق مشروع الإمداد السريع للمياه: إنهاء أزمة وضمان الأمن المائي لـ 30 عاماً

نشر في: 21 يوليو, 2025: 12:03 ص

 اربيل / سوزان طاهر

افتتحت حكومة إقليم كردستان المرحلة الأولى من مشروع الإمداد السريع لتوصيل مياه الشرب إلى مدينة أربيل، في خطوة وصفت بأنها تحول استراتيجي في مواجهة أزمة شح المياه التي عانت منها المدينة لسنوات، وجرت مراسيم الافتتاح بحضور رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، الذي أكد أن المشروع يمثل استجابة مباشرة لمعاناة المواطنين اليومية، خاصة مع تفاقم الأزمة نتيجة التغيرات المناخية والتوسع العمراني.

وأوضح بارزاني أن الحكومة تعاملت مع هذه الأزمة بجدية منذ تشكيل الكابينة الحالية، مضيفًا أن مشروع الإمداد السريع يُعد من أضخم مشاريع البنية التحتية في قطاع المياه على مستوى الإقليم، ويهدف إلى ضمان الأمن المائي لأربيل لمدة تصل إلى 30 عامًا.
ودعا بارزاني المواطنين إلى ترشيد استهلاك المياه والتعاون في الحفاظ على الموارد المائية، مؤكداً أن المشروع جزء من سياسة حكومية أوسع تشمل تطوير القطاعات الخدمية الأخرى كالكهرباء، الزراعة، الصرف الصحي، والتحول الرقمي.

تحدي الظروف والأزمات
إلى ذلك يؤكد عضو برلمان إقليم كردستان جهاد حسن أن المشروع يمثل نقلة نوعية في تأمين المياه لأربيل، وتم استكمال كافة مراحل التنظيف والاختبار للأنابيب، وتم إيصال المياه فعليًا إلى عدد من شوارع المدينة، على أن تصل إلى مناطق جديدة".
وبين في حديثه لـ "المدى" إلى إنه "بالرغم من الأزمة المالية، فقد نجحت حكومة الإقليم بإنجاز مشاريع ستراتيجية في مجالي الكهرباء والماء".
وأضاف أنه "في مجال الكهرباء فقد نجحت حكومة الإقليم في توفير الكهرباء على مدى 24 ساعة في أكثر من 50% من مدن كردستان، كما نجحت في توفير الماء، والقضاء على أزمة أرهقت سكان أربيل، وزادت خلال العامين الماضيين".
ويُنفّذ المشروع بمواصفات عالمية مطابقة لمعايير منظمة الصحة العالمية، ويتضمن شبكة أنابيب حديثة تمتد لمسافة 600 كيلومتر (200 كم من الكربون ستيل و400 كم من البولي إيثيلين) بأقطار تصل إلى 1600 ملم.
ويقول محافظ أربيل، أوميد خوشناو، إن أزمة المياه تعود إلى تاريخ طويل، مشيراً إلى أن المحافظة شهدت خلال العامين الماضيين فصولاً صعبة بين الكوارث الطبيعية وأزمات نقص المياه.
واعتبر محافظ أربيل أن مشروع الإمداد السريع لتوصيل المياه في أربيل من المشاريع التاريخية.
وأوضح خوشناو إن شتاء عام 2021 تخلله أحداث كارثية أدت إلى وقوع ضحايا، تلاها ستة أشهر من المعاناة في مواجهة أزمة شح المياه التي تم التعامل معها بصعوبة كبيرة، مؤكداً أهمية المشروع في تحسين الوضع المائي في الإقليم.
وقال خوشناو إنه عام 2021 إلى عام 2025، تم حفر آبار بديلة في أحياء مختلفة بتكلفة تجاوزت 100 مليار دينار، فيما تم إنفاق 130 مليار دينار على إنشاء قنوات الصرف الصحي الطبيعية في أربيل.
وأضاف كما تم بناء أربعة سدود ضخمة في أربيل أثرت على المياه الجوفية وقللت من خطر الفيضانات، وهي (چه مه ركه، كومه سبان، به ستوره، ئاقوبان)، بالإضافة إلى الأحواض المائية التي تم بناؤها والعديد منها قيد الإنشاء.

يؤمن 65 % من احتياجات السكان
من جهة أخرى يؤكد الخبير في الشأن المائي مريوان محمد مصطفى أن مشروع الإمداد سينهي معاناة كبيرة لسكان أربيل، امتدت على مدى العقود الماضية.
ولفت خلال حديثه لـ "المدى" إلى أن "المشروع يعد من أكبر الإنجازات الاستراتيجية في قطاع المياه، وقد أنجز خلال فترة قياسية، وهو يؤمن أكثر من 65% من احتياجات سكان أربيل".
وتابع أن "النسبة المتبقية سيتم تجهيزها عبر مشاريع الافراز (1، 2، 3). ومع اكتماله، ستُحل أزمة المياه بنسبة 100٪ لعشر سنوات قادمة".
وأردف أنه "يمكن الاستفادة من مياه الأمطار للمواسم القادمة، وخزنها في السدود الجديدة التي تم بناؤها من قبل حكومة الإقليم، وهذا يوفر خزينا ستراتيجيا في سنوات الأزمة".

المناطق المتضررة
في نفس السياق أكد رئيس مجلس محافظة أربيل السابق علي رشيد في تصريحات صحافية أن "المشروع يخدم المناطق الأكثر تضررًا من أزمة شح المياه مثل بنصلاوه، مامزاوه، داره تو، باغه مره، قه ته وی، إلى جانب أحياء رئيسية داخل أربيل، منها زيان، روشنبیري، كرده ره شه، و8 حه ساروك".
وبين إن "هذا النموذج من المشاريع سينتقل قريبًا إلى محافظات عراقية أخرى"داعياً إلى "رفع مستوى الوعي المجتمعي فيما يتعلق بترشيد استهلاك المياه".
ويهدف المشروع إلى إنهاء أزمة نقص المياه بشكل كامل في العاصمة أربيل وضمان أمنها المائي لمدة تصل إلى 30 عاماً قادمة.
ويُعد مشروع الإمداد السريع لتوصيل مياه الشرب أحد أضخم مشاريع البنية التحتية في قطاع المياه على مستوى الإقليم.
وأشاد عدد من المواطنين بهذا المشروع، وطالبوا بسرعة التنفيذ لينهي أزمة المياه الخانقة التي عانت منها مدينة أربيل.
المواطن ريبوار عبد الله يؤكد في حديثه لـ "المدى" إلى أن "بعض المناطق والأحياء في أربيل كان لا يصلها الماء خلال فصل الصيف إلا مرة واحدة كل عشرة أيام، ونعتمد على شراء المياه عبر "التناكر"، وهذا يضيف أعباء مالية كبيرة علينا، ونستبشر خيرا بهذا المشروع".
وأكد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، بيشوا هوراماني بأن المشاريع الاستراتيجية في الإقليم ماضية رغم التحديات والضغوطات، مشيرا الى ان هذه الصعوبات لم تمنع رئيس الحكومة مسرور بارزاني من تأسيس مشروع ضخم يدخل العاصمة في مرحلة جديدة وهو مشروع مياه أربيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram