TOP

جريدة المدى > عام > مروان ياسين يتتبع تحولات السرد العراقي

مروان ياسين يتتبع تحولات السرد العراقي

نشر في: 21 يوليو, 2025: 12:03 ص

متابعة المدى
من الحرب إلى المنفى، ومن القمع إلى الحرية الهشّة، وجدت الرواية العراقية المعاصرة نفسها أمام مهمة الشهادة على واقع البلاد. بهذا الأفق النقدي، صدر حديثاً عن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق كتاب جديد للناقد مروان ياسين الدليمي بعنوان: "علامات سردية: روايات عراقية في مشغل النقد من 2003 إلى 2024"، ويتتبّع فيه مسار الرواية العراقية خلال عقدَين كاملَين.
يرصد الكتاب،، تحوّلات أسلوبية وموضوعاتية لدى أكثر من ثلاثين روائياً، من أجيال ومرجعيات سردية مختلفة. ويقترح قراءة تتجاوز الانطباع إلى التحليل، مستنداً إلى تطوّر تقنيات الكتابة الروائية كالميتاسرد واليوميات، لافتاً إلى تنامي الوعي بالسرد.
يشير الدليمي، في مقدمة الكتاب، إلى أن التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها العراق منذ تسعينيّات القرن الماضي وحتى اليوم، أدت إلى إعادة تشكيل المشهد السردي العراقي، بعد أن ظلّ الشعر طويلاً هو الحقل التعبيري الأكثر مرونة أمام الرقابة. ومع سقوط تلك السلطة، بدأت الرواية العراقية بالانتشار والتحوّل، وبدأ الروائيون يخوضون في مناطق شائكة، سواء على صعيد الموضوعات أو الشكل الفني.
يرى المؤلف أن ما بعد 2003 كان بمثابة انفجار سردي، تحرّرت فيه الرواية من قيود الأيديولوجيا والممنوعات، وبدأت تراجع التاريخ، وتعيد مساءلته من زوايا جديدة، باستخدام تقنيات جديدة، مع استفادة لافتة من تجارب رواية ما بعد الحداثة عالمياً.
يقدّم الكتاب قراءات نقدية موسّعة لروايات تنتمي إلى أجيال مختلفة، منها أعمال كلاسيكية مثل "سيدات زحل" و"أبناء الماء" و"طشاري"، وأخرى حديثة تنتمي إلى ما يمكن وصفه بجيل ما بعد الدولة، مثل "ديسفيرال"، و"القبّان"، و"قتلة"، و"يوميات غياب الندى". ومن بين أبرز الأسماء التي يتوقف عندها الدليمي: لطفية الدليمي، وخضير فليح الزيدي، وضياء الخالدي، ونوزت شمدين، وإنعام كجه جي، وأحمد السعداوي، وسنان أنطون، وهدية حسين، وبولص آدم، وريبال محمد وآخرون.
يؤكّد الكاتب أن ما يلفت في الرواية العراقية الجديدة هو سعيها إلى إعادة كتابة التاريخ غير الرسمي، عبر التخييل وخرق المسلّمات، وهو ما يظهر تحديداً في أعمال مثل "فرانكشتاين في بغداد"، التي تشكّل مثالاً على الرواية المتحرّرة من المقولات الكلاسيكية، المشتغلة على التفكيك وإعادة التأويل.
رغم هذا الاتّساع اللافت في الإنتاج، يحذر الدليمي من اعتبار هذا الزخم دليلاً على بلوغ نضج سردي واضح، إذ يرى أن الرواية العراقية ما تزال تبحث عن هويتها الخاصة تقنياً وفكرياً. فالإنتاج الغزير لا يعني جودة تلقائية، إن لم يُرفق بوعي فلسفي ونظري عميق يعيد التفكير في الأشكال والمناهج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

موسيقى الاحد: 250 عاماً على ولادة كروسيل

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

شخصيات اغنت عصرنا.. الملاكم محمد علي كلاي

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram