TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > توترات الجنوب السوري تثير المخاوف من تمدد الفوضى إلى العراق

توترات الجنوب السوري تثير المخاوف من تمدد الفوضى إلى العراق

نشر في: 21 يوليو, 2025: 12:18 ص

بغداد / محمد العبيدي
يثير التصعيد الأمني في محافظة السويداء السورية قلقًا متزايدًا لدى الأوساط الأمنية والسياسية العراقية، مع تحذيرات من انعكاس الفوضى جنوب سوريا على الداخل العراقي، وسط مخاوف من استغلال تنظيم داعش لهذه المتغيرات للعودة إلى الساحة.
وشهدت محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وقوات حكومية مدعومة بأبناء العشائر، على خلفية توترات متصاعدة، وسط اتهامات من السكان للسلطات باستخدام القوة المفرطة، في وقت سجل فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان 700 قتيل خلال الأحداث.
تحذيرات نيابية
وحذر عضو مجلس النواب مختار الموسوي من تداعيات التطورات الجارية في محافظة السويداء السورية، مشيرًا إلى «إمكانية امتداد آثارها الأمنية إلى داخل الأراضي العراقية، ولا سيما في المناطق الغربية من البلاد».
وقال الموسوي لـ(المدى)، إن «ما يحصل ضد مكونات المجتمع السوري، خصوصًا الأقليات، قد يدفع إلى مزيد من التصعيد والعنف، وهناك مخاوف حقيقية من انتقال تداعيات تلك الأحداث إلى العراق، سواء عبر الحدود أو من خلال خلايا نائمة».
وأشار الموسوي إلى أن «هناك شخصيات سياسية عراقية ما زالت تعلن مساندتها للنظام السوري بشكل علني، وهو ما يعزز من خطورة الموقف، خاصة في محافظة الأنبار التي تمثل الحلقة الأضعف من بين المحافظات المهددة بالتأثر بسبب قربها الجغرافي من الحدود السورية».
وتُعد محافظة السويداء، رغم بعدها النسبي عن الحدود العراقية، جزءًا من الامتداد الجغرافي المفتوح عبر البادية السورية، الذي يربط الجنوب السوري بشرق البلاد، لاسيما محافظتي دير الزور والرقة، وهما المنطقتان اللتان شكلتا المعقل الأبرز لتنظيم داعش في سنوات الصعود الأولى.
ويمر هذا الامتداد عبر ممرات طبيعية وصحراوية معروفة، استخدمها التنظيم سابقًا في تحريك مقاتليه بين الجنوب والشرق، قبل التوجه نحو معبر البوكمال–القائم، وهو ما يجعل أي تدهور أمني في السويداء أو البادية المحيطة بها بمثابة إشارة إنذار مبكرة على الحدود الغربية العراقية، وتحديدًا في محافظة الأنبار.
ملف مخابراتي
بدوره، رأى الخبير الأمني عماد علو أن «تنظيم داعش، في حال عودته للنشاط، يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن العراق ودول المنطقة كافة، مما يستدعي التعامل مع هذا الملف بأعلى درجات الجدية والحذر».
وقال علو لـ(المدى)، إن «عناصر التنظيم يتركزون حاليًا في شرق سوريا، ولا توجد مؤشرات حقيقية على ارتباط مكونات السويداء، خصوصًا الدروز، به»، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى «تعاون واضح بين بعض الفصائل المسلحة وبعض العشائر، بدعم من جهات رسمية سورية، حيث ظهرت أسلحة تحمل علامات مرتبطة بداعش، في مؤشر على تقاطعات خطيرة بين هذه الجماعات والتنظيم الإرهابي».
وأضاف أن «ما يجري في السويداء ليس مجرد احتجاجات محلية أو صراع محدود، بل هو ملف معقد يرتبط بأجندات مخابراتية دولية، تستخدم أدوات داخلية لتحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بإعادة تشكيل خارطة سوريا».
وفي وقت سابق، حذّرت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة من أن تراجع السيطرة الأمنية في البادية السورية ومحيط دير الزور، وتزايد الانقسامات بين القوى المحلية، يفتح الباب أمام عودة تنظيم داعش إلى النشاط مجددًا.
تحذيرات من فراغ حدودي
وما تزال أوساط أمنية عراقية تتخوف من تكرار سيناريو الفراغ الحدودي، الذي شكل عاملًا حاسمًا في سقوط المدن العراقية بيد داعش قبل نحو عقد، في ظل مؤشرات متزايدة على تصاعد الصراع داخل سوريا، واتساع رقعة الفوضى جنوب البلاد.
ويطالب خبراء عراقيون بضرورة تفعيل منظومة المراقبة الجوية، وتنشيط دور الاستخبارات، وتعزيز الوجود العسكري على الشريط الحدودي مع سوريا، محذرين من التهاون في التعامل مع المؤشرات الميدانية المتصاعدة.
ويشير مختصون إلى أن تطور الصراع في سوريا قد يشكل تهديدًا مزدوجًا، سواء عبر هجمات على السجون التي يُحتجز فيها عناصر تنظيم داعش، أو من خلال تحركات جديدة لخلايا التنظيم مستغلين الفراغ الأمني والامتداد الجغرافي المفتوح نحو العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram