 بغداد / المدى

تتواصل أزمة صرف رواتب موظفي إقليم كوردستان وسط اشتراطات مشددة من قبل الحكومة الاتحادية، مقابل خطوات فنية من الإقليم تهدف إلى الالتزام ببنود الاتفاق المالي الموقع مع بغداد. وبينما ترفض وزارة المالية الاتحادية صرف أي مبالغ دون تنفيذ الشروط، تؤكد أربيل تسليمها بيانات العائدات والنفقات عن شهري أيار وحزيران، في وقت تستمر فيه المشاورات بشأن ملف النفط والإيرادات غير النفطية.

التمويل مشروط
أعلنت وزيرة المالية الاتحادية طيف سامي، خلال استضافتها من قبل اللجنة المالية النيابية، أن الحكومة الاتحادية لن ترسل أي مبلغ من الأموال المخصصة لرواتب موظفي إقليم كوردستان ما لم يلتزم الإقليم بتسليم الإيرادات غير النفطية، والتي تقدر بـ120 مليار دينار عن شهر أيار، إلى جانب المباشرة بتصدير النفط عبر شركة تسويق النفط العراقية «سومو» من خلال ميناء جيهان التركي.
وقالت النائبة الكردية في اللجنة المالية، نرمين معروف، إن وزيرة المالية أوضحت أن «تمويل الرواتب مرتبط بتنفيذ الاتفاق، ولا يمكن إرسال أي مبالغ ما لم يتم استلام الإيرادات والتأكد من صادرات النفط من قبل سومو ووزارة النفط». وأكدت أن هذه الإجابة كانت «حازمة ومكررة» خلال الجلسة، التي لم يدرج فيها ملف الرواتب بشكل رسمي ضمن جدول الأعمال، لكن تم طرحه من قبلها بصفتها ممثلة عن الإقليم.
وأشارت معروف إلى أن غالبية أعضاء اللجنة المالية النيابية، وعددهم 20 من أصل 23 عضواً، لم يظهروا اهتماماً بالقضية، ولم يبدوا استعداداً لبذل جهود في هذا الملف، مما يعكس – بحسب قولها – الموقف الحكومي العام تجاه الأزمة.
من جانبه، قال عضو اللجنة محمد نوري، إن الاتفاق مع إقليم كوردستان ينص على تسليم أكثر من 230 إلى 280ألف برميل من النفط يومياً، بالإضافة إلى 120 مليار دينار من الإيرادات غير النفطية، مؤكداً أن اجتماعاً فنياً مشتركاً سيُعقد يوم الثلاثاء 22 تموز لفحص التزامات الإقليم ومراجعة الموقف المالي بدقة.

أربيل تسلّم بيانات شهرين
بالتزامن مع موقف بغداد، أعلنت مصادر في حكومة إقليم كوردستان أن وفداً فنياً من وزارة المالية والاقتصاد في الإقليم سلّم في 20 تموز الجاري ميزان مراجعة عائدات ونفقات شهري أيار وحزيران إلى وزارة المالية الاتحادية، وذلك ضمن التفاهم الذي صادق عليه مجلس الوزراء الاتحادي في 17 تموز. ويشمل التفاهم تشكيل لجنة عمل مشتركة بين ديوان الرقابة المالية الاتحادي ونظيره في كوردستان، ووزارة المالية من الطرفين، بهدف تدقيق الإيرادات غير النفطية وتحديد حصة الإقليم منها. وأكد مصدر حكومي من أربيل أن «هذه الخطوة تمثل مرحلة أولى في إطار التفاهم، تسبق مباشرةً عملية تسليم الإيرادات الفعلية»، مضيفاً أن لجنة في أربيل تعمل حالياً على تدقيق ميزان مراجعة شهر تموز.
وبخصوص ملف النفط، زار وفد من وزارة النفط العراقية إقليم كوردستان في 17 تموز الجاري، لتخمين مستوى الإنتاج الحالي في ظل الأضرار التي لحقت بالحقول نتيجة الهجمات الأخيرة. وتشير المعلومات إلى أن إنتاج الإقليم لا يتجاوز حالياً 80 ألف برميل يومياً، منها 50 ألف برميل تُستهلك محلياً لتغطية الاحتياجات اليومية.
ومن المقرر أن تجتمع يوم غد 22 تموز لجنة فنية مشتركة بين الجانبين لدراسة العائدات وكمية النفط المنتجة، وتقييم مدى التزام الإقليم ببنود الاتفاق، وهو ما سيُبنى عليه قرار بغداد بشأن تمويل رواتب الأشهر المقبلة، بدءاً من شهر أيار.