ترجمة: حامد أحمد
كشف موقع أويل برايس (Oil Price) الأميركي لأخبار الطاقة عن قيام شركتَي نفط وغاز أميركيتين عملاقتين، إكسون موبيل وشيفرون، بإجراء محادثات مع الحكومة العراقية حول فرص تطوير في حقول النفط العراقية، في وقت أعربت فيه شركة إكسون موبيل، التي انسحبت العام الماضي من حقل غرب القرنة ومغادرة البلاد، عن استعدادها للعودة إلى العراق.
وقال باسم خضير، وكيل وزارة النفط العراقية، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية، إن «شركة إكسون موبيل أعربت عن استعدادها للعودة إلى العراق».
وكانت شركة إكسون قد انسحبت العام الماضي من حقل غرب القرنة 1 العملاق، حيث سلّمت إدارة العمليات إلى شركة بتروتشاينا، وهي شركة صينية حكومية.
وينتج حقل غرب القرنة 1 حالياً نحو 50 ألف برميل يومياً من النفط الخام، ويُقدّر أنه يحتوي على ما يصل إلى 20 مليار برميل من احتياطيات النفط القابلة للاستخراج.
وحول المحادثات الجارية بين الحكومة الاتحادية وشركة إكسون، نُقل عن وكيل وزارة النفط خضير قوله: «الشركة حالياً في مرحلة مفاوضات مع العراق بشأن فرصة جديدة في حقول النفط داخل البلاد».
وأضاف المسؤول في وزارة النفط قائلاً: «هذه التحركات تُعد مؤشراً إيجابياً على تزايد اهتمام الشركات الأميركية وغيرها بصناعة النفط في العراق».
من جهة أخرى، قال الوكيل إن شركة شيفرون الأميركية العملاقة هي أيضاً في محادثات لتوقيع عقود تطوير محتملة في حقل الناصرية النفطي الجنوبي، وحقل بلد النفطي في محافظة صلاح الدين شمالي وسط العراق.
خلال السنوات الماضية، تحرّكت الشركات الصينية والروسية للاستحواذ على أصول تطوير حقول نفطية كبرى كانت تملكها شركات غربية، بما في ذلك إكسون.
لكن هذا العام، حصلت شركة بريتيش بتروليوم (BP) البريطانية العملاقة على الموافقة النهائية من الحكومة العراقية لعقدها للاستثمار في إعادة تطوير عدة حقول نفطية ضخمة في كركوك، شمالي العراق. ويتضمّن العقد، المُبرم بين شركة نفط الشمال (NOC) وشركة غاز الشمال (NGC) وشركة بريتيش بتروليوم، إعادة تأهيل وتطوير الحقول، ويشمل مجالات النفط والغاز والكهرباء والمياه، مع إمكانية الاستثمار في الاستكشاف. وتُقدَّر قيمة الاتفاق بأكثر من 25 مليار دولار.
وكانت شركات أميركية قد أبدت مؤخراً رغبتها في الاستثمار في قطاع الغاز العراقي، حيث ذكر موقع أويل برايس في تقرير له الأسبوع الماضي عن حظوظ شركة إكسيليريت إنيرجي الأميركية للفوز بمناقصة مشروع إنشاء وحدة تخزين عائمة للغاز المسال (FSRU)، وهي تُعد الآن المورد الأكثر ترجيحاً لمدّ العراق بالغاز بعد فشل الاتفاق السابق مع شركة بريز إنفستمنت الإماراتية. وقال وكيل وزير النفط لشؤون الغاز، عزت صابر، في تصريحات صحفية إن الحكومة أعادت طرح المناقصة بشكل عاجل وتتوقع توقيع العقد خلال عشرة أيام.
وتُجري بغداد حالياً محادثات نشطة مع إكسيليريت الأميركية، التي شاركت في المناقصة مع شركة بريز في وقت سابق من هذا العام، وتُعد الآن المورد القصير الأجل الوحيد القابل للتطبيق. وتمتلك إكسيليريت أسطولاً عالمياً من سفن إعادة تغويز وسجلت عمليات ناجحة في عدة بلدان أخرى.
وكان تقرير لمعهد واشنطن الأميركي للدراسات قد تناول التحديات التي ما يزال يواجهها العراق في مجال الطاقة والأمن، المتمثلة باستمرارية اعتماده على مصادر غير مستقرة للطاقة والغاز وضعف استغلاله للغاز المحلي، في وقت يسعى فيه العراق لإنهاء مهمة التحالف الدولي، مؤكداً ضرورة تعميق الشراكة مع واشنطن في مجالي الأمن والطاقة عبر اتفاق ثنائي جديد لضمان تحقيق الاستقرار الأمني وتوسيع الاستثمار في قطاعَي الغاز والكهرباء لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويُعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، ويسعى إلى زيادة طاقته الإنتاجية إلى أكثر من 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2029، وربما الوصول إلى 7 ملايين برميل يومياً خلال السنوات الخمس القادمة.
ويبلغ الإنتاج الحالي للعراق حوالي 4 ملايين برميل يومياً، بينما يحاول تعويض فترات الإنتاج الزائد السابقة ضمن اتفاقات أوبك+.
* عن أويل برايس










