TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > صباح رحيمة يتحدث عن "الحلم والزنزانة"

صباح رحيمة يتحدث عن "الحلم والزنزانة"

نشر في: 23 يوليو, 2025: 12:41 ص

 علي إبراهـيم الدليمي

 

يُقدم المخرج صباح رحيمة شهادة مؤثرة حول تجربته في إخراج فيلم "الحلم والزنزانة"، الذي يصفه بأنه "هم إنساني" يتجاوز حدود الزمان والمكان. يكشف رحيمة عن تفاصيل مذهلة لعملية الإنتاج التي تمت في ظروف استثنائية، حيث تحدى فريق العمل الصعاب لتقديم قصة عن الاضطهاد الفكري والجسدي في زمن الحكم الفردي المتغطرس.

 

قصة الاضطهاد الفكري في "الحلم والزنزانة"
يغوص فيلم "الحلم والزنزانة" في أعماق حقبة زمنية سيطرت عليها السلطة الفردية المتغطرسة، حيث كان "الموت" مصير كل من يطرح رأيا لا يروق لأصحاب السلطة.. يوضح رحيمة أن الفيلم يركز على عائلة تعرضت "للموت والخراب" لأنها لم تتماش مع مسيرة الحكم، ليصبح مصير أبنائها "السجن والتعذيب والتغييب والموت".
يؤكد رحيمة أن هذه القصة ليست حكرا على بلد أو زمان معين، بل هي انعكاس لما "حصل في حياتنا وما يحصل في حياة الشعوب" التي تحكمها أنظمة مشابهة.

التحديات التي واجهت إنتاج الفيلم
بدأ التحضير للفيلم في تشرين الثاني من عام 2003 واكتمل في أذار 2004، وهي فترة اتسمت بفوضى عارمة في العراق.
يصف رحيمة ظروف الإنتاج بأنها "مختلفة تماما عن إنتاج أي فيلم يمكن أن أقول حتى في العالم". ففي ظل "الدبابات التي تملأ الشوارع وعصابات النهب والسلب"، كان التصوير يتم في مبنى "تعرض للتخريب"، حيث كان الطابق الأرضي غارقا بالمياه، والطابق الثاني يعج باللصوص.
في مشهد يعكس الإصرار والتحدي، اضطر فريق العمل لاستغلال الطابق الثالث السليم، وشراء الأسلاك الكهربائية، واستعارة المولدات لاستكمال التصوير. يروي رحيمة كيف كان عليهم انتظار الكهرباء التي تأتي "بين كل أربع ساعات ساعتين"، في حين أن جميع العاملين كانوا "متطوعين بلا أجور".
يُبرز رحيمة التحديات المالية الهائلة التي واجهوها، حيث لم يتمكنوا من جمع سوى "خمسة آلاف دينار" لنسخ النص الذي كان يكلف أكثر من "مئة ألف دينار". لكن، وكما يصفها رحيمة، "عندما تحصل معجزة فإن كل الكلام يتوقف". فقد جاءهم مبلغ "مائتين وخمسين ألف دينار" بالإضافة إلى نَسخ ست نُسخ كاملة من النص. كانت الكاميرا "سلف"، والأشرطة "تبرع"، والمساعدة في أجهزة الإضاءة والصوت "استعارة"، والطعام "متوفرا هنا أو هناك".
كانت سيارتان تنطلقان بالأجهزة مع الكادر خوفًا من "التسليب"، مما أثار دهشة الصحفية التي حضرت مكان التصوير. فقد فوجئت بأن كادر إنتاج الفيلم "لا يتجاوز عدد الأصابع"، مدركة أن الأفلام السينمائية تتطلب "فوجا من العاملين". يعلق رحيمة على ذلك بقوله: "لكنها نست قدرة العراقيين".
أسفر هذا الجهد عن فيلم مدته 52 دقيقة بميزانية "صفر" وبنية صادقة لعرضه في "عدة مهرجانات" والمنافسة مع أفلام أنتجت "بملايين الدولارات". عُرض الفيلم في العراق في "أكثر من مكان"، وفي الولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا للجالية العربية والإسلامية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

نبوءة بابا فانغا المرتقبة لعام 2025 تثير الجدل قبل قرعة كأس العالم

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram