TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > القطار المعلّق ومترو بغداد.. مشروع مؤجل وسط تحديات فنية وتمويلية

القطار المعلّق ومترو بغداد.. مشروع مؤجل وسط تحديات فنية وتمويلية

نشر في: 24 يوليو, 2025: 12:03 ص

 بغداد / كريم ستار

رغم تفاقم الاختناقات المرورية وأزمات النقل في العاصمة، لا يزال مشروع القطار المعلّق في بغداد يراوح مكانه. وبينما يتحوّل الحديث عنه إلى مادة للتندر في الشارع البغدادي، يؤكد الناطق باسم أمانة بغداد، عدي الجنديل، في تصريح لـ«المدى»، أن المشروع لم يُلغَ، بل يخضع لتحديث في متطلباته، ليشمل منظومة متكاملة تضم القطار المعلّق والنقل السطحي والمترو تحت الأرض.
وأشار الجنديل إلى أن أمانة بغداد والحكومة وضعتا شروطاً ومعايير محددة لإنشاء المترو، لكن العطاءات التي وردت لم تستوفِ هذه المتطلبات، ما أدى إلى رفضها. وأضاف أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه بإيجاد آلية تحالف بين الحكومة والقطاع الخاص، المحلي والأجنبي، بالاستناد إلى أفضل الممارسات العالمية، بهدف إنشاء منظومة مترو حديثة ومطورة في العاصمة.
وبيّن أن الشركة الاستراتيجية المكلّفة بالمشروع أُوعز لها بإعداد دراسات جديدة تأخذ في الحسبان المتغيرات التي أشار إليها السوداني، على أن تُعرض نتائج الدراسة مباشرة على رئيس الوزراء قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن المشروع.
ورغم هذه التحركات، لم يشهد المشروع أي تقدم فعلي. فمنذ سنوات، وُقّعت مذكرات تفاهم مع شركات أجنبية كبرى، بينها «ألستوم» الفرنسية و«هيونداي» الكورية، لإنشاء خطين للقطار المعلّق يربطان أطراف بغداد بمركزها.

واقع النقل والاختناقات اليومية
تتزايد أزمة النقل في بغداد تعقيدًا، مع وجود أكثر من مليون مركبة خاصة، ما يفاقم الزحام اليومي ويؤثر على حياة المواطنين. وخلال جولة ميدانية لفريق «المدى» في مناطق الكرادة والجادرية وباب المعظم والشعب، رُصدت مشاهد اختناقات مرورية دائمة وفوضى في حركة السير وبنية تحتية متهالكة.
وسائل النقل العامة، من باصات حكومية ومركبات «الكوستر» و«الكيّا»، لا تلبّي الحاجة. ويقول أحمد كريم، سائق باص حكومي منذ أكثر من 15 عامًا، إن العمل يجري بأقصى طاقة ممكنة، «لكن لا توجد محطات توقف كافية، ولا صيانة دورية للباصات. المواطن يشتكي، ونحن كذلك نعاني من ضعف الإمكانات».

عقبات إدارية وضعف
في التخطيط
يرى الدكتور عادل نجم، الخبير في التخطيط الحضري، أن تأخر المشروع لا يرتبط بأسباب فنية، بل بضعف التنسيق المؤسسي وغياب التخطيط الإستراتيجي طويل الأمد. ويضيف: «هناك فرص حقيقية لإنجاح المشروع، لكن الإرادة الإدارية غائبة».
أما الخبير الاقتصادي أسامة الزبيدي، فيعتبر أن التحديات لا تتعلق بالتمويل فقط، إذ يمتلك العراق موارد كافية يمكن استثمارها في البنى التحتية، «لكن الأولويات ضائعة، والمشاريع الكبرى مثل القطار المعلّق تُختطف لصالح التجاذبات السياسية».
من جانبهم، يعبر المواطنون عن تشكك متزايد إزاء جدية تنفيذ المشروع. ويقول حيدر عباس، موظف من مدينة الصدر: «منذ كنا طلاباً نسمع عن القطار المعلّق. كل حكومة تعد وتوقّع عقوداً ثم يضيع كل شيء. لا نرى سوى التصريحات والوعود».
وفي وقت تتسابق فيه عواصم العالم على تطوير منظومات النقل الحضري، تبقى بغداد عالقة وسط الزحام والتقاعس المؤسسي، تنظر إلى مشاريعها المؤجلة، وفي مقدمتها القطار المعلّق، كأحلام متكررة توضع جانبًا بانتظار قرار سياسي أو تمويل غائب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د.عبدالرضا عبدالعزيز

    منذ 4 شهور

    السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا الإصرار على القطار المعلق؟ لماذا لا تستبدل الفكرة بالمترو، حافلات نقل الركاب....الخ. القطار المعلق يكلف كثيرا، كما إن المشروع لا يبدو عمليا، وخصوصا فيما يتعلق بتجهيز الكهرباء. ففي حالة إنقطاع التيار الكهربائي، وهذا يعني كارثه.

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram