TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > فيديو «أمطار المشرح» يثير جدلاً في ميسان

فيديو «أمطار المشرح» يثير جدلاً في ميسان

نشر في: 24 يوليو, 2025: 12:05 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

 

أثار مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر هطول أمطار غزيرة في ناحية المشرح جنوب شرق مدينة العمارة، جدلاً واسعًا الأسبوع الماضي، بعد أن روّج له على أنه يوثّق تساقط الأمطار في منتصف شهر تموز الجاري، فيما أثبت لاحقًا أنه مقطع قديم يعود إلى عام 2019.

المقطع الذي يظهر فيه صوت الرعد وتساقط الأمطار، تضمن تعليقًا صوتيًا لشخص يُحدد تاريخ الحادثة في منتصف الشهر الحالي، ما عزز من مصداقيته لدى المتلقين، ودفع صفحات محلية إلى إعادة نشره، قبل أن تتناقله أيضًا مواقع إعلامية وقنوات فضائية معروفة.

تفنيد الرواية من داخل الناحية
أهالي ناحية المشرح سارعوا إلى نفي حدوث أي تساقط للأمطار خلال العام الجاري. وقال الناشط الاجتماعي عباس هليل في حديث إلى صحيفة (المدى) إن «المقطع قديم ويعود إلى عام 2019، حين شهدت الناحية هطولًا فعليًا للأمطار، لكنه أُعيد نشره مؤخرًا دون التحقق من صحته». وأوضح أن «نشر المقطع تزامن مع احتجاجات نظمها أهالي الناحية للمطالبة بحلول لأزمة الجفاف، في وقت تجاهلت فيه بعض الجهات الإعلامية هذا السياق وركّزت على الفيديو المضلل».
وأضاف هليل: «الغريب أن بعض الصفحات المؤثرة وقنوات فضائية مثل الشرقية والسومرية أعادت نشر المقطع، رغم كونه قديمًا، ما يثير التساؤلات حول آليات التحقق من الأخبار المتداولة».

هوس المتابعة على حساب المهنية
ويشير مختصون في الإعلام إلى أن هذه الحادثة تكشف خللًا واسعًا في طريقة إدارة المحتوى الإعلامي على المنصات الرقمية، خصوصًا تلك التي تُدار من قبل غير مختصين. ويقول الباحث الأكاديمي محمد جاسم لـ(المدى) إن «بعض الصفحات تهتم فقط بعدد الإعجابات والتفاعلات، وتتناقل مواد إعلامية دون التحقق من مصدرها أو صحتها، وهذا يؤشر على أزمة مهنية عميقة».
وتابع أن «المادة المنشورة على هذه الصفحات تكشف غالبًا أسلوبًا شعبويًا في الصياغة وطريقة عرض تفتقر للدقة، مما يفتح الباب أمام تداول معلومات خاطئة بشكل واسع».

مخاطر الفوضى الرقمية
من جانبه، يعبّر الإعلامي حيدر السعد عن قلقه إزاء التأثير المتصاعد لهذه الصفحات، قائلًا لـ(المدى): «بعض صفحات فيسبوك أصبحت مصدر خطر حقيقي على وعي المجتمع، فهي لا تتبع أي معايير مهنية، وتُدار غالبًا من خلف أسماء مستعارة تنشر خطابًا تحريضيًا أو مضللًا».
ويضيف أن «هذه الصفحات لا تقف عند حدود حرية التعبير، بل تتجاوزها إلى التشويش ونشر الفوضى، خصوصًا في ظل غياب رقابة فاعلة».
ويؤكد السعد أن «خطورة هذه المنصات تتضاعف خلال الأزمات، حيث تنتشر الأخبار الكاذبة والإشاعات وتُستغل حرية التعبير لأغراض سياسية وتجارية، في غفلة عن المجتمع».

ردود الأهالي وحملات التصحيح
الانتشار الواسع للمقطع بين سكان ناحية المشرح تسبب بصدمة لدى الأهالي، إذ يعيشون في ظروف مناخية قاسية، مع درجات حرارة لاهبة وشح حاد في المياه. ويقول هليل إن «غياب أي تواصل من قبل الجهات الإعلامية التي نشرت الفيديو مع سكان الناحية للتحقق من صحة المعلومة، يعكس ضعفًا في الالتزام المهني».
وأشار إلى أن «حملات تصحيح أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أدت إلى قيام العديد من الصفحات والمدونين بحذف المقطع».
وفي ظل هذه الفوضى، يطالب مختصون بتكثيف الرقابة من جهة، ونشر ثقافة إعلامية ورقمية ناضجة من جهة أخرى. ويقول السعد: «نحتاج إلى ما هو أبعد من الرقابة الأمنية، فالمعركة الأساسية اليوم هي مع الجهل الرقمي، والفوضى الرقمية إذا استمرت ستكلفنا كثيرًا».
ويتابع: «من الضروري تعزيز الوعي الفردي وتحميل المنصات الرقمية مسؤولياتها الأخلاقية، لأن غياب الثقة في الإعلام الرسمي وتراجع الوعي المجتمعي من أخطر النتائج المحتملة».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram