خاص/ المدى
أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية رفض العراق القاطع لأي وجود عسكري أجنبي على أراضيه خارج إطار موافقة الحكومة العراقية، مشددة على أن السيادة الوطنية خط أحمر لا يمكن التهاون فيه.
وأوضحت اللجنة أن العراق قادر على حماية أمنه واستقراره الداخلي دون الحاجة لقوات قتالية أجنبية، فيما شددت على أن التعاون مع الولايات المتحدة والدول الأخرى يقتصر على الدعم الفني والاستشاري، وفق اتفاقيات استراتيجية تخدم المصلحة الوطنية.
وسبق لمجلس النواب العراقي أن أصدر قراراً يرفض استمرار أي وجود عسكري أجنبي في العراق، خصوصًا بعد إعلان الانتصار على تنظيم داعش.
وشدد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، ياسر إسكندر وتوت، على رفض العراق لأي وجود عسكري أجنبي على أراضيه دون موافقة الحكومة، فيما اعتبر هذه التحركات تدخلاً واعتداءً على السيادة الوطنية.
وقال وتوت في حديث لـ(المدى)، إن "العراق يتمتع بالقدرة الكاملة على تحمل مسؤولياته الأمنية وحماية سيادته وتحقيق الاستقرار الداخلي"، مشيرًا إلى أن "جميع القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي العراقية يجب أن تخضع بالكامل لسلطة الدولة العراقية".
وأشار وتوت إلى "أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية"، مؤكدًا أن "هذه العلاقة يجب أن تُبنى ضمن إطار وثيقة اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة سابقًا، بما يخدم المصالح العراقية في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد والتعليم".
وبيّن أن "العراق يرحب بالتعاون الفني والعسكري على مستوى الاستشارات والتدريب، لكنه يرفض وجود أي قوات قتالية على الأرض خارج إطار التنسيق مع الحكومة، في تأكيد على احترام السيادة الوطنية كأولوية لا يمكن التنازل عنها".
وتابع وتوت أن " القرار العراقي واضح وحاسم في هذا الملف"، مستنداً إلى "قرار سابق صادر عن مجلس النواب يحدد موقف العراق من التواجد العسكري الأجنبي".
من جهته، رأى عضو اللجنة الاخر محمد الشمري، أن العراق في موقع أمني قوي ومتماسك، وأنه لن تكون هناك أي حظوة أو فرصة لعودة تنظيم داعش إلى الساحة العراقية، رغم التوترات الإقليمية، لا سيما في سوريا.
وقال الشمري في حديث لـ(المدى)، إن "العراق اتخذ تحسبات واحتياطات كبيرة تجاه تطورات الوضع السوري، أبرزها الإغلاق المحكم للحدود والسيطرة عليها بشكل تام، ما يشكل حاجزًا أمنيًا متينًا ضد أي تهديد خارجي محتمل".
وأشار إلى أن "الجهد الاستخباري داخل العراق جيد وتحت السيطرة، مع توفر معلومات استباقية مهمة من الداخل والخارج، يتم التعامل معها بدقة وفعالية".
وأوضح الشمري أن "رغم وجود ترابط أمني إقليمي وتداعيات متبادلة، إلا أن العراق أثبت قدرته على التعامل مع هذه التحديات بحذر ومهنية عالية، وأن الاحترازات المتخذة حتى الآن تُعد ممتازة لحماية الأمن الوطني".
واختتم بالقول، "ما يحدث في سوريا والمنطقة لا يمكن فصله عن أمن العراق، ولكننا مطمئنون إلى أن البيئة العراقية اليوم محصّنة بما فيه الكفاية من أي اختراق إرهابي".










