بغداد / المدى
باشرت مديرية بلدية الكوت في محافظة واسط، أمس السبت، بإجراءات إزالة مبنى «الهايبر ماركت» الذي تعرّض لحريق مروّع في 17 من الشهر الحالي، وأسفر عن مصرع وإصابة العشرات، في واحدة من أكثر الحوادث دموية خلال العام. وأوضحت المديرية في بيان أن القرار استند إلى تقرير فني صادر عن المكتب الاستشاري الهندسي في جامعة واسط، والذي أكد أن المبنى «أصبح غير صالح للاستعمال ويشكّل خطراً على الأبنية المجاورة». ودعت البلدية المواطنين إلى عدم الاقتراب من الموقع حفاظاً على السلامة العامة، وأكدت أنها تستكمل الإجراءات القانونية اللازمة للشروع في عملية الإزالة. أثار الحادث موجة غضب شعبية واسعة، رافقتها مطالبات بتحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات. وفي هذا السياق، صدّق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على نتائج اللجنة التحقيقية التي أوصت بإحالة محافظ واسط محمد جميل المياحي وأعضاء لجنة الدفاع المدني إلى التحقيق، للتحقق من وجود تقصير أو خروقات قانونية.
وقدم المحافظ المياحي استقالته في 23 تموز، قائلاً في بيان رسمي إن استقالته جاءت «إكراماً لدماء الشهداء» ووفاءً لأهالي واسط، مؤكداً أنه لم يدخر جهداً في خدمتهم. وقد وافق مجلس محافظة واسط على الاستقالة بالأغلبية المطلقة.
وكان المياحي قد كشف قبل استقالته أن المبنى المحترق كان في الأصل مخصّصاً كسكني، وتم تحويله إلى تجاري قبل عامين، حيث افتُتح أولاً كمطعم ثم توسّع لاحقاً إلى هايبر ماركت، ما أثار شكوكاً بشأن قانونية الترخيص وسلامة الإجراءات الإنشائية.










