 ذي قار/ حسين العامل

وثق الكاتب العراقي شاكر الناصري مكابداته اليومية مع مرض السرطان في كتاب بعنوان (مجرد وقت وسيمضي - يوميات السرطان ) مستخدما الكتابة كوسيلة للنجاة من المرض الذي وصفه بـ (امبراطور الرعب) .

وفي حديث للمدى يقول الناصري عن كتابه الذي صدر مؤخراً عن دار الرافدين ان "الكتابة عن رحلته مع المرض هي جزء من توظيف الكتابة في عملية اكتساب الشفاء "، مبينا ان "ما يعانيه المصاب بالسرطان وحجم المواجع والآلام التي يكابدها والعزلة والانهيارات النفسية والمعنوية التي يتعرض لها قد تزيد من هشاشته وضعفه والخذلان الذي يشعر به"، مشيرا الى ان "فقدان التركيز حال دونه ودون القراءة ومتابعة ما يحدث في العالم حيث تدور مطحنة مروعة".
واضاف الناصري الذي يخضع حاليا للعلاج في مملكة الدنمارك حيث يقيم ان "ذلك كله جعله يبحث عن طريقة مناسبة للتواصل مع العالم فلم يجد انسب من تسجيل تجربته الشخصية والعمل على تحويل المكابدات اليومية الى عملية إبداعية قد تسهم في تحفيز الاخرين على مواجهة التحديات الناجمة عن المرض".
ويجد الناصري ان " طقوس الكتابة يمكن أن تنقذنا من المواجع ومن العزلة وقسوة المرض"، واضاف " فالكتابة وسيلة للتنفيس عن عزلة قاتلة فرضتها سطوة الامبراطور المرعب (مرض السرطان) وما يتطلبه من إجراءات علاجية قاسية كالعلاج الكيمياوي والتداخل الجراحي وغيرها".
ويرى الناصري ان" طقوس الكتابة عن المرض اعادته إلى وقائع حياته، طفولته، والحروب التي شارك فيها مرغماً، ناهيك عن تجربته السياسية وهروبه من بطش الدكتاتور والملاحقات الأمنية التي أوصلته في يوم ما إلى الحدود التركية العراقية ليغادر العراق، مع عائلته، مشياً على الأقدام".
وأشار الكاتب الى انه "واصل الكتابة رغم شعوره المتزايد باليأس وتزايد الشكوك حول حياته أو بقائه على قيد الحياة".
ويكشف الناصري في كتابه عن دوامة العلاج الكيمياوي وما يعنيه من متاعب في ظل أجواء مقلقة، واصفا جسده بانه مشروع اختراق دائم للإشعاع والعقاقير الطبية ناهيك عن الانتظار المرعب لنتائج الفحوصات والتحاليل.
وختم الناصري حديثه بالقول ان "الكتابة كانت وسيلة للنجاة وكذلك وسيلة للتواصل مع الاخر وذلك عبر توثيق تحديات تجربته الفردية لتكون حافزا للتغلب على المرض ومواصلة الحياة.
ومن جانبه يقول علي حاكم صالح عن كتاب (مجرد وقت وسيمضي: يوميات السرطان) "كُتبَ هذا النصُّ ترياقًا بالمعنى التام والدقيق للكلمة؛ كتابةٌ تقاوم بها الروحُ المرضَ، السرطان، وعلاجَه، سمومَ الكيمياوي التي تسللت لأعضاء الجسد. كتابة تصور آلامًا لن يشعر بها إلّا من يعيشها، ولكنها تسمّرنا جميعًا في لحظات من الوجود الإنساني الممتحَن. كتابة تتابع، بشجاعة قل نظيرها، سيرة مرض وما يحفر في الجسد والروح من آلام لحظة بلحظة.
والكاتب شاكر الناصري من مواليد الناصرية (1963)، عمل في مجال التعليم، وكتب النصوص المسرحية في مراحل مبكرة من حياته، وكان قد عمل في تنظيمات سياسية سرية، يسارية وعمالية.