ميسان / مهدي الساعدي
أقدم العشرات من سكان نواحي وقرى قضاء المجر الكبير جنوب محافظة ميسان، على قطع الطريق الرابط بين مدينة العمارة ومحافظة البصرة مرورًا بأقضية المحافظة، في منطقة صدور المجر، احتجاجًا على أزمة الجفاف التي تضرب مناطقهم.
وأغلق المحتجون الطريق الحيوي بشكل كامل، بعد أن نزلوا إلى الشارع وهم يحملون الرايات والبيارق، وأشعلوا إطارات مطاطية ما أدى إلى شل حركة السير في المنطقة.
احتجاجات متكررة
وقال المراقب المحلي أكرم خضير في تصريح لـ«المدى»، إن هذه التظاهرة هي الثالثة خلال الأسابيع الماضية التي ينظمها أهالي ناحيتي الخير والعدل، بهدف الضغط على الحكومة المحلية لإطلاق المياه نحو مناطقهم، التي تعاني من شحة حادة واجتياح الجفاف لمساحات واسعة من أراضيهم الزراعية. وأشار إلى أن المحتجين اختاروا التظاهر قرب ناظم صدور المجر، الذي يتفرع منه نهر المجر عن نهر دجلة، معتبرين أن هذا الناظم يحجز المياه عن مناطقهم ويمررها مباشرة باتجاه قضاء قلعة صالح ومحافظة البصرة، ما يزيد من حدة الأزمة.
وعود لم تُنفذ
وأعرب المتظاهرون عن خيبة أملهم من عدم تنفيذ الوعود التي تلقوها في الاحتجاجات السابقة. وقال محسن زوير، أحد أهالي ناحية العدل، إن «المسؤولين وأعضاء مجلس المحافظة وعدونا بفتح الناظم وإطلاق المياه بمجرد انسحابنا وفتح الطريق، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، رغم أن أغلب أعضاء المجلس والمحافظ نفسه من أبناء المجر». وأضاف أن عودة المحتجين إلى الشارع جاءت بعد نفاد الخيارات السلمية الأخرى، على أمل أن يتم الاستجابة لمطالبهم بإطلاق المياه التي يحتجزها الناظم.
في المقابل، أبدى عدد من السائقين تذمرهم من إغلاق الطريق المتكرر. وقال عبد الأمير مزعل، أحد العاملين على خط العمارة – المجر، لـ «المدى»، إن الاحتجاجات تعيق أعمالهم اليومية، خاصة أن الكثير من السائقين يعتمدون على هذا الطريق لنقل الركاب، لكنهم يضطرون إلى استخدام طرق ترابية بديلة لتفادي التأخير في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
تحرك رسمي لمعالجة الأزمة
في سياق متصل، أعلن قسم الإعلام والعلاقات العامة في مجلس محافظة ميسان، أن أعضاء المجلس عقدوا لقاءً مع لجنة الأزمة الوزارية لبحث أزمة شحة المياه في المحافظة. وأوضح بيان صادر عن المجلس، اطلعت عليه «المدى»، أن الأعضاء شددوا على ضرورة توفير المياه للمناطق الريفية، وتنفيذ قرار المجلس بردم البحيرات المتجاوزة التابعة لبعض المسؤولين والمتنفذين في المحافظة.
كما دعا المجلس دائرة الموارد المائية إلى تكثيف التنسيق مع الجهات المعنية لضمان إيصال المياه إلى جميع المناطق المتضررة.
وكانت صحيفة «المدى» قد نقلت في تقارير سابقة أن محافظة ميسان شهدت خلال شهر تموز الجاري موجة احتجاجات متلاحقة، بسبب الجفاف في جنوب وشرق المحافظة، حيث تم خلالها إغلاق طرق مؤدية إلى منشآت نفطية ومحاور رئيسية تربط ميسان بمحافظات أخرى، وسط انتقادات حادة لإدارة ملف المياه، وتزامن ذلك مع موجة حر شديدة جعلت المحافظة ضمن قائمة أعلى درجات الحرارة المسجلة عالميًا.
احتجاجات اخرى
أما في محافظة الديوانية، فقطع محتجون طريق ديوانية – دغارة، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر وسوء الخدمات البلدية، مؤكدين أن الإهمال الحكومي بات لا يُحتمل، مطالبين بخطوات ملموسة لمعالجة الأوضاع.
وتأتي هذه التحركات الشعبية بالتزامن مع موجة حر شديدة تشهدها البلاد، ووسط تراجع ملحوظ في ساعات تجهيز الكهرباء في أغلب المدن، ما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي. وشهدت عدة محافظات خلال الأسابيع الماضية احتجاجات مماثلة، تركزت مطالبها على تحسين الخدمات الأساسية وتوفير الكهرباء والماء في ظل ظروف مناخية صعبة.










