TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الكوت لم تهدأ بَعد من الفاجعة.. مجالس عزاء ليلية أمام المبنى المحترق

الكوت لم تهدأ بَعد من الفاجعة.. مجالس عزاء ليلية أمام المبنى المحترق

مجاميع تعمل على الاستفزاز بتمزيق صور الشهداء

نشر في: 30 يوليو, 2025: 12:03 ص

 واسط / جبار بجاي

 

بالرغم من أن فاجعة هايبر ماركت الكوت أكملت أسبوعها الثاني، إلا أن مدينة الكوت لم تهدأ، فمجالس العزاء لا تزال مستمرة يوميًا، وبعد انتهاء مجالس عزاء المتوفين في الحادثة التي أُقيمت في المساجد والحسينيات، انتقلت تلك المجالس إلى مبنى الهايبر ماركت الكائن على شارع الضفاف بمدينة الكوت.

وتُقام تلك المجالس ليلًا من قبل ذوي المتوفين وجهات شعبية مختلفة ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من أصحاب المواكب والهيئات الحسينية، إضافة إلى سرايا السلام التي أقامت أكبر مجلس عزاء على أرواح المتوفين. وغالبًا ما يحضر تلك المجالس شخصيات أكاديمية ونخب مثقفة وناشطون، إضافة إلى أقارب وذوي الضحايا وأصدقائهم، كما يشارك فيها شخصيات من بعض المحافظات ممن قدموا لتقديم التعازي بهذه الفاجعة الأليمة.
بالمقابل، وبالتزامن مع إقامة تلك المجالس التي يغلب عليها الحزن الشديد، يشهد منزل محافظ واسط المستقيل، محمد جميل المياحي، الكائن في قضاء الحي، تجمعات تهدف إلى دعمه، ويصاحب ذلك «عراضات» و«مهاويل» يكيلون المديح والثناء للمحافظ، غير آبهين بمشاعر ذوي الضحايا، ما زاد من الانتقادات للمشاركين في تلك العراضات التي لم تستمر طويلًا نتيجة الضغط والانتقادات، فتحوّلت إلى مجلس عزاء بطلب وتوجيه من المحافظ المستقيل، الذي وجّه رسالة لأنصاره ومحبيه بالكف عن العراضات، وأن يُقام هناك مجلس تعزية أمام منزله، يستقبل فيه المعزين من أنصاره، بعيدًا عن الرقص على جراحات ذوي الضحايا.
يقول الحقوقي والناشط المدني مهند القريشي إن «هول الفاجعة ما زال يخيم على أجواء المدينة الغارقة في الحزن والأسى على فقد كوكبة من أبنائها إثر فاجعة الحريق التي لم تألفها المدينة من قبل، ويرافق ذلك استمرار مجالس العزاء كل ليلة أمام موقع الحريق».
وأضاف أن «تلك المجالس تمثّل حالة وفاء من قبل الأهالي للضحايا وذويهم، وهي أقل ما يمكن تقديمه في هذه الأيام العصيبة، وتُقام بصورة طوعية وجهد مشترك من مختلف الشرائح الاجتماعية والنخب والكفاءات والهيئات والمواكب الحسينية، وتشهد حضورًا لافتًا لرجال الدين وممثلين عن العتبات المقدسة، ويتم فيها استذكار المتوفين وقراءة سيرة موجزة لبعضهم، إضافة إلى ذكر قصص عن الفاجعة يرويها شهود عيان أو مشاركون في عمليات الإنقاذ والإخلاء».
وذكر أن «تلك المجالس سوف تستمر لحين إكمال التحقيقات والكشف عن الجناة، وكل شخص تسبب بهذه الفاجعة الأليمة التي راح ضحيتها 61 شهيدًا من مختلف الأعمار، بينهم أطباء ومهندسون ومحامون وصيادلة وغيرهم».
يقول حازم البدري، وهو عم أحد الضحايا: «مجالس العزاء التي تُقام من قبل أبناء المدينة ومختلف الفعاليات الاجتماعية والثقافية، هي دليل على التآلف والتآزر ومشاركة ذوي الضحايا في أحزانهم، ونحن ذوو الضحايا تتم دعوتنا إلى تلك المجالس ونحضرها شاكرين كل من ساهم فيها».
وأضاف: «بقدر تعاطف الناس مع ذوي الضحايا ومشاركتهم أحزانهم، نأسف كثيرًا لما رأيناه من أهازيج وهوسات وعراضات تُقام في ذات الوقت في مكان آخر لتمجيد هذه الشخصية أو تلك، على حساب دماء الأبرياء الذين احترقوا بسبب الفساد والإهمال».
وقال إن «تلك السلوكيات مرفوضة وغير مقبولة اجتماعيًا وأخلاقيًا، والأشد رفضًا قيام مجاميع منفلتة محسوبة على جهة معينة أو شخص بذاته بتمزيق صور الشهداء ولافتات النعي المعلقة أمام مجلس المحافظة»، محذرًا من «استمرار هذه التصرفات التي قد تقود المدينة إلى صدامات وصراعات نحن في غنى عنها، لذلك لا بد من قيام الأجهزة الأمنية بأخذ دورها واعتقال المتورطين بذلك».
يُذكر أن محافظ واسط، محمد جميل المياحي، قدم في وقت لاحق استقالته إلى مجلس المحافظة، الذي قبل الاستقالة، وانتخب محافظًا جديدًا من نفس كتلة المحافظ (واسط أجمل) هو هادي كزار الهماشي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram