TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > الشعر الشعبي في المثنى.. صوت الفقراء وذاكرة العشائر

الشعر الشعبي في المثنى.. صوت الفقراء وذاكرة العشائر

نشر في: 30 يوليو, 2025: 12:07 ص

 السماوة / كريم ستار

 

في محافظة المثنى، حيث يمتزج الريف الجنوبي بعبق التقاليد، لا يزال الشعر الشعبي يحتفظ بمكانته الراسخة كأداة تعبير حيّة تنقل وجع الناس، وتوثّق مواقفهم، وتعكس هويتهم. فبعيدًا عن المنصات الرسمية، تتردد القصائد في المضايف والأسواق والمجالس، كأنها صحف ناطقة بلسان المجتمع.

 

يرى الشاعر أحمد الركابي، من ناحية الهلال، أن الشعر الشعبي تحوّل إلى «جريدة الناس»، يسبق الأخبار في التأثير، ويعبّر عن قضاياهم اليومية مثل الكهرباء، البطالة، والماء.
وقال الركابي إنّه، كونه ابن فلاح، لا يستطيع الكتابة عن الغزل في وقت يعاني فيه أهله من العطش، مشيرًا إلى أن الشعر أصبح موقفًا يوميًا يتجاوز المناسبات.
من جانبه، يؤكد الباحث التراثي صادق المياحي أن الشعر الشعبي الجنوبي يتميز بمفردات فريدة، مستمدة من البيئة الزراعية والبدوية، من النخيل والسواقي، ومن حياة الرعي والزراعة.
وأوضح المياحي أن الشعر في الجنوب يُستخدم في الصلح، وإعلان الحروب، وتثبيت المواقف، وحتى في مقاومة الظلم، لافتًا إلى أن كل بيت فيه شاعر، أو مستمع مخلص.
في المثنى، لا يكتمل المشهد الشعري من دون فئة «المهاويل»، وهم شعراء ينشدون الأهازيج العشائرية بأسلوب جماعي تقليدي، ويشكّلون جزءًا أساسيًا من الطقوس المجتمعية في الريف.
ويقول الشاعر أبو نجم المياحي من قضاء الوركاء إن «الهوسات والعراضة نعيش بها، نرددها بكل مناسبة، وهي ليست مجرد شعر، بل موقف وشرف».
وأشار إلى أن الأهزوجة تُؤدى بصوت الشاعر، وتتبعها «الرصّات» الأرضية، التي تضفي على اللحظة هيبة لا تُشاهد في مكان آخر، مضيفًا أن هؤلاء المهاويل يشكّلون صمّام أمان للهوية العشائرية والذاكرة الشعبية في وجه الحداثة المتسارعة.
رغم تغيّر الأذواق وانتشار وسائل التواصل، لا يزال الشعر الشعبي يحافظ على تأثيره، خصوصًا في القرى والمدن الصغيرة. ففي السماوة والرميثة، لا يكاد يخلو حيّ من شاعر، ولا مناسبة من مجلس شعري.
وقال الشاب مرتضى غانم، وهو طالب جامعي من الرميثة، إنه يتابع الشعراء على مواقع التواصل، ويحب الشعر السياسي والشعبي المقاوم، مشيرًا إلى أن القصيدة المؤثرة تنتشر أحيانًا أسرع من البيان الحكومي.
أما الدكتور جبار العكيلي، رئيس اتحاد الأدباء الشعبيين العرب، فرأى أن الشاعر الشعبي قادر على التأثير في الرأي العام، مؤكدًا أن «الشاعر الحقيقي لا يثير الفوضى، بل هو عنصر وعي، وطني ومخلص. فقصيدة واحدة كفيلة بتغيير المزاج العام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

فخري كريم: النون العراقية.. ذاكرة الوطن وقوّة نهوضه

ظاهرة التحرش بالأطفال ... جلسة تثقيفية تبحث الأسباب والمعالجات

ذي قار تستعد لإطلاق النسخة الثامنة من مهرجان مصطفى جمال الدين

"أرض ضائعة" الكوري ينال اليسر الذهبي في ختام مهرجان البحر الاحمر

" سقوط الأفكار" يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية

مقالات ذات صلة

«مركبة التراث» تجوب الأقضية لترسيخ الوعي بالتاريخ والفن

«مركبة التراث» تجوب الأقضية لترسيخ الوعي بالتاريخ والفن

الموصل / سيف الدين العبيدي تعمل «مركبة التراث»، التي يشرف عليها كادر أكاديمي مسيحي مختص بالتاريخ والفنون، على التنقل بين الأقضية والمحافظات العراقية، لتقديم برامج وورش تعليمية متنوعة، تشمل التدريب على الكتابة بالخط المسماري،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram