 ذي قار / حسين العامل

تتهيأ محافظة ذي قار لاستقبال 12 بعثة تنقيبية دولية خلال تشرين الأول المقبل، ضمن موسم تنقيبي جديد يشمل مواقع أثرية متعددة في أنحاء متفرقة من المحافظة، بالتزامن مع أعمال صيانة وترميم تقودها وزارة الثقافة في أبرز المعالم الأثرية بمدينة أور، من بينها معبد دب لال ماخ وزقورة أور التاريخية.
وقال مفتش آثار وتراث ذي قار، شامل الرميض، في تصريح لـ«المدى»، إن المحافظة ستستقبل في تشرين الأول القادم بعثات تنقيب من جنسيات مختلفة، من بينها ثلاث بعثات بريطانية ستعمل في مواقع إريدو وكرسو وتل خيبر، إضافة إلى ثلاث بعثات فرنسية ستنقب في مواقع لارسا وتل مزيد وتل جبرة.
وأضاف أن الموقع سيشهد أيضًا عمل بعثتين إيطاليتين، في كل من زرغل وأبو طبيرة، فضلًا عن بعثات من الولايات المتحدة وسلوفاكيا وروسيا، مبينًا أن البعثة الأمريكية تواصل العمل منذ عدة مواسم في موقع الهباة التابع لمدينة لكش الأثرية، فيما تعمل البعثة السلوفاكية في تل جوخا ضمن مدينة أوما الأثرية، وتواصل البعثة الروسية تنقيباتها منذ أربعة مواسم في موقع الدحيلة قرب إريدو.
وأشار الرميض إلى أن جميع هذه البعثات تعمل ضمن عقود مبرمة مع الهيئة العامة للآثار والتراث، وتُعد امتدادًا لأعمال التنقيب التي بدأت في أور منذ عشرينات القرن الماضي.

أعمال ترميم وتطوير للمعالم الأثرية
وعن مشاريع الترميم، أكد الرميض استمرار أعمال صيانة معبد دب لال ماخ في أور، بإشراف دائرة الصيانة في الهيئة العامة للآثار وفريق متخصص من جامعة بنسلفانيا الأمريكية، مشيرًا إلى استكمال بناء سياج خارجي لمدينة إريدو، والمباشرة قريبًا بتسوير مدينة أور الأثرية بسياجين داخلي وخارجي.
وأوضح أن خطة العمل تتضمن أيضًا مشروعًا لإعادة ترميم الجزء العلوي من زقورة أور، المعروفة بـ«بيت الإله»، بانتظار إطلاق التمويل الحكومي.
وتُعد محافظة ذي قار من أغنى مدن العراق بالمواقع الأثرية، إذ تضم أكثر من 1200 موقع يعود أغلبها إلى فترات حضارية متعاقبة من فجر السلالات والسومرية والأكدية والبابلية إلى العصر الإسلامي، وتشمل معالم بارزة مثل بيت النبي إبراهيم (ع)، وزقورة أور، والمقبرة الملكية، وقصر شولكي، ومعبد دب لال ماخ الذي يُعد أول محكمة معروفة في التاريخ البشري، ويعود تأسيسه إلى نحو 4500 ق.م.

سجل تنقيبي ممتد وتطور في الحماية
وكانت مفتشية آثار ذي قار قد أعلنت في شباط 2022 عن مشاركة خمس بعثات دولية في التنقيب عن قصور ومعابد واكتشاف نحو 1000 قطعة أثرية سومرية خلال موسم 2021، في حين سلمت في عام 2020 أكثر من ألف قطعة أثرية إلى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار، تم العثور عليها من قبل بعثات أجنبية وسكان محليين وشرطة حماية الآثار.
وساهم استحداث أربع مراقبيات للآثار في الحد من عمليات النبش غير القانوني والتجاوزات على المواقع الأثرية، بحسب بيانات المفتشية.
كما سبق لمحافظة ذي قار أن أعلنت عام 2016 عن اكتشاف مجمع إداري أثري في تل خيبر، يحتوي على 100 رقيم طيني يؤرخ لفترة ما قبل 3000 سنة قبل الميلاد.
وبحسب بيانات المتحف العراقي، فإن قوس معبد دب لال ماخ يُعد أقدم قوس معماري معروف في التاريخ، ويشكل أحد الشواهد المهمة على تطور النظم القضائية في حضارات وادي الرافدين.