TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: في ذكرى رحيل نور الشريف

كلاكيت: في ذكرى رحيل نور الشريف

نشر في: 31 يوليو, 2025: 12:05 ص

 علاء المفرجي

في مهرجان دبي السينمائي، وفي دورته الـ11 أثار انتباهنا نحن النقاد والاعلاميون المتواجدون في المهرجان، علامات المرض وحقيقته للفنان الراحل نور الشريف، والذي كان مدعوا للمهرجان لكي يكرم، وقد تساقطت دموع الفنان الكبير بعفوية أثناء تكريمه في حفل افتتاح المهرجان، خاصة مع تزايد الأسئلة التي تلاحقه والتي تريد الاستفسار والاطمئنان على صحته ومعرفة حقيقة المرض الذي يعاني منه. وقال الشريف حينها: إنه يعاني من تجمع مياه حول الرئة خضع على إثره لعملية جراحيّة، وأنه تعافى بعد هذه الجراحة.
دخل نور الشريف، الذي يحتفل السينمائيون بالذكرى العاشرة لرحيله، السينما في وقت كانت فيه تدشن مرحلة جديدة في تاريخها، حيث برز فرسان الموجة الجديدة مخرجين وممثلين وفنيين وكان لا بد ان تجد موهبة مثل موهبة نور الشريف طريقها.. وشاءت المصادفة ان تكون انطلاقته التي لفتت اليه الانظار بواحد من اهم افلام المخرج حسن الامام هو"قصر الشوق" وهو الدور الاول سينمائيا حيث قدم شخصية كمال، الشاب المتنور.. وكان بذلك نجما اخر يقدمه ما عرف بمكتشف النجوم.
ورغم انه شارك بالكثير من الافلام خلال السبعينيات ومن بينها ما ينتمي الى افلام المقاولات.. الا ان ذلك كان تمرينا لا بد منه لتكريس اسمه ونجوميته.. فكان عنصرا فاعلا في افلام هذه الموجة التي بدأت نهاية السبعينات بمجموعة من السينمائيين: عاطف الطيب، محمد خان، علي بدر خان، ورأفت الميهي، وخيري بشارة، ورضوان الكاشف، ومحمود عبد العزيز، واحمد زكي، ومحمد وفيق واخرون، وهي الموجة التي شكلت منعطفا تاريخيا في مسيرة السينما المصرية من خلال الموضوعات التي تناولتها واسلوب معالجتها. والتي كسرت الشكل التقليدي لابطالها، حيث لم يعد البطل مفتول العضلات ورومانسيا بل بطل يعيش بين ظهرانينا: سائق اوتوبيس.. أو معتقل سياسي أو سائق تكسي يعشق فتاة الليل.
مع هذه الموجة دخل نور الشريف السينما، وهذه المرة يتحسس مجددا ويستبطن قدرته في الاداء.. في فيلم (الكرنك) مع علي بدرخان حيث يعيش تفاصيل المعتقل السياسي ومعاناته، ثم دوره في فيلم (سواق الاوتوبيس) مع عاطف الطيب الذي يعد اهم ادواره على الاطلاق، واهم افلام السينما المصرية. والذي يشكل عودة للواقعية في السينما المصرية، وسيشارك في غير فيلم مع الطيب من بينها (ناجي العلي) الذي يقدم نور الشريف فيه سيرة الفنان الفلسطيني المناضل ناجي العلي، الذي تم اغتياله في لندن من قبل الموساد الاسرائيلي. وفيلم (ليلة ساخنة) عن سائق تاكسي تأخذه المصادفة للتعرف على فتاة ليل ودخول عالم آخر يعيش حياة لم يألفها.
كان نور الشريف فرس رهان الكثير من المخرجين، بسبب امكانياته على الاداء الذي يذهب حد الكمال، وقدرته على تقمص الشخصية المنسوبة اليه. حيث قدم خلال مسيرته ادوارا متنوعة ومختلفة مع مخرجين تعددت اساليبهم، وبافلام وصلت الى 170 فيلما. فمنذ بداية السبعينيات وحتى فيلمه الاخير(بتوقيت القاهرة) الذي عرضه لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي عمل نور الشريف مع كبار مخرجي مصر، ابتداء من حسن الامام ويوسف شاهين وليس انتهاء بالمخرج الشاب امير رمسيس.
وعلى طريقة السينما المصرية التي تدفع الممثلين الكبار في العمر الى مغادرتها حيث التلفزيون،، رحل نور الشريف وابناء جيله محمود عبد العزيز، ومحمود ياسين.. واخرون حيث دخل التلفزيون وقدم عددا من الاعمال التلفزيونية مثل (عمر بن عبد العزيز) و(هارون الرشيد) و(لن اعيش في جلباب ابي) و(الدالي) وغيرها من الاعمال، التي قدم فيها اداء متميزا..
وهكذا في المسرح الذي كان المحطة الاولى في دخوله عالم الفن من خلال دور صغير في مسرحية (الشوارع الخلفية)، ليعقبها بعدد من الاعمال منها "القدس في يوم آخر"، "سهرة مع الضحك"، "كنت فين يا علي"، "يا غولة عينك حمرا"، "يا مسافر وحدك".
نستذكر كيف فقدت السينما العربية واحدا من ألمع نجومها ممن الصعب تكرارهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram