TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه

عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه

نشر في: 31 يوليو, 2025: 12:07 ص

 علي إبراهـيم الدليمي

على ضوء شموع وخشوع الإبتهالات، في الذكرى الثامنة لرحيل الفنان التشكيلي كامل حسين، استعرضت عائلته إرثه الفني الغني بالإبداع. وقد أُقيم هذا الاستذكار في مرسمه الخاص، الذي ظل مضيئاً رغم رحيله.

 

تخلل الإستذكار قراءات متعمقة للوحاته ضمن مفاهيم فكرية وفنية متجددة، بهدف تسليط الضوء على تأثيره الخالد في المشهد الفني. كما يسلطه على الجانب الفني المتأصل للعائلة.. فزوجته، الشاعرة ليلى عبد الأمير، فنانة تشكيلية مستمرة في عطائها، وكذلك ابنته الرسامة تيسير. أما ابنه أنمار، فهو شاعر ومحب للرسم، مما يؤكد استمرارية الإبداع في هذه العائلة.
يواصل جميع الأفراد حضورهم ومشاركاتهم الفاعلة في الأنشطة الفنية والثقافية، ليس فقط في بغداد، بل في عدد من المحافظات العراقية، ليؤكدوا بذلك أن إرث كامل حسين الفني لا يزال حيا وينبض بالإبداع من خلال أفراد عائلته.
في بيت الفنان: حيث تتشكل الحياة من الفن
يحدّثنا الشاعر أنمار، نجل الفنان كامل حسين، مسترجعا ذكرياته: "منذ اللحظات الأولى التي تفتحت فيها عيناي على الحياة، كانت لوحات فنية تزيّن كل جدران بيتنا، وتتوهج الألوان ببريقها في كل زاوية. كانت رائحة المذيبات والألوان تملأ الهواء، بينما كانت أنغام الموسيقى السمفونية والأوبرالية تصدح بهيبة ووقار في فناء الدار.
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية القاسية التي عشناها، فإن إرادة الفنان القوية للمضي قدما في منهجه اليومي، متحديا كل الظروف القاهرة، خلقت حياة خاصة بلا تكلف أو تصنع أو مبالغة.
لم يكن هذا إلا لمواجهة شظف العيش، ومحاولة خلق واقع افتراضي متنعّم، وصناعة نمط حياة مختلف تمامًا عن الواقع الذي كان ينبغي أن يكون.
لم يمر يوم دون أن يكون الفنان يرسم، يقرأ، ويستمع إلى الموسيقى".
تُجسد أعمال الفنان كامل حسين فلسفته العميقة للّون في اللوحة المعاصرة، وطريقته في معالجة التلقي البصري عبر ثيمات إنسانية عميقة. يأخذنا في رحلة فنية استثنائية، مؤكداً لي في حديث خاص، أن كل ما قدّمه هو ثمرة "طفل في السادسة من عمره، لا يزال يعيش بداخلي منذ طفولتي وحتى هذه اللحظة".
لقد سعى الفنان إلى بث هذا الإحساس الطفولي على قماش لوحاته، التي كانت بمثابة نوافذ ملونة أطل منها إلى عالم يحتفي بالموسيقى... ولكن هذه المرة بالبصر وليس بالسمع.
ولد الفنان كامل حسين في محافظة البصرة عام 1952، وتخرج من كلية الفنون الجميلة عام 1977. كرّس 27 عاما من حياته للتدريس في معهد الفنون الجميلة ببغداد. وكان أيضا شاعرا وناقدا تشكيليا، ونشر العديد من نشاطاته الأدبية في الصحف والمجلات العراقية. تفرغ في سنواته الأخيرة للعمل الفني في مشغله الخاص ببغداد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

فخري كريم: النون العراقية.. ذاكرة الوطن وقوّة نهوضه

ظاهرة التحرش بالأطفال ... جلسة تثقيفية تبحث الأسباب والمعالجات

ذي قار تستعد لإطلاق النسخة الثامنة من مهرجان مصطفى جمال الدين

"أرض ضائعة" الكوري ينال اليسر الذهبي في ختام مهرجان البحر الاحمر

" سقوط الأفكار" يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية

مقالات ذات صلة

«مركبة التراث» تجوب الأقضية لترسيخ الوعي بالتاريخ والفن

«مركبة التراث» تجوب الأقضية لترسيخ الوعي بالتاريخ والفن

الموصل / سيف الدين العبيدي تعمل «مركبة التراث»، التي يشرف عليها كادر أكاديمي مسيحي مختص بالتاريخ والفنون، على التنقل بين الأقضية والمحافظات العراقية، لتقديم برامج وورش تعليمية متنوعة، تشمل التدريب على الكتابة بالخط المسماري،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram