TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قائمة السفراء تسخر منا!!

العمود الثامن: قائمة السفراء تسخر منا!!

نشر في: 31 يوليو, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

ما معنى أن تقرر الدولة العراقية، مكافأة نواب وأبناء نواب واقاربهم، ومجموعة من الذين ساهموا في وضع هذه البلاد على خارطة الدول الأكثر فشلاً، بطرح اسمائهم للعمل سفراء؟ أنا من وجهة نظري أقول إن هؤلاء أفضل من يمثل العراق في الوقت الحاضر، فالفشل الداخلي يجب أن تصاحبه وجوه فاشلة تمثله في بلدان العالم.
قبل اسابيع تناقلت وسائل الاعلام قائمة باسماء المرشحين للجلوس على كرسي "السفير"، ووجد المواطن المغلوب على امره، ان الدولة العراقية قررت مشكورة ان تكافئ ساسة العراق فوضعت ضمن القائمة الذهبية، ابناء واقارب واصدقاء واعمام معطم المسؤولين العراقيين بكل طوائفهم وقومياتهم.
ربما لايعرف المواطن العراقي المهموم بغياب الكهرباء، وارتفاع نسبة البطالة، والركود الاقتصادي، بأن هذه "الكفاءات" لو اتيحت لها الفرصة ستحول سفاراتنا إلى ملتقيات سياسية وفكرية تشرح للعالم كيف استطعنا أن ندحر الإمبريالية في عقر دارها، وأن نتفوق في الصناعة والعلوم والتعليم والصحة على بلاد المرحوم لي كوان الذي حول سنغافورة الى اقوى اقتصاد عالمي، وكانت وصفته للتنمية تتلخص في الاخلاص للوطن، حتى انه اصدر اوامر أن يقرأ طلبة المدارس صباح كل يوم هذا النشيد: "نحن مواطنو سنغافورة نتعهد بأن نكون شعباً متحداً، بغض النظر عن الجنس أو اللغة أو الديانة، وأن نبني مجتمعاً ديمقراطياً يقوم على العدالة والمساواة، لنحقق السعادة والرخاء لأمّتنا". اما في بلاد الرافدين فقد قررنا ان يكون لكل طائفة وقومية النشيد الخاص بها، والمهوال الذي يمجد شيوخها وساستها.
منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم.
من الدفاتر العتيقة لهذه البلاد أن توفيق السويدي نائب رئيس الوزراء أراد تعيين شقيقه عارف السويدي رئيساً لمحكمة التمييز، فلم يوافق مجلس الوزراء على طلبه بسبب خشية المجلس من الغاية التي قد يجتمع الشقيقان من أجلها. ومن الدفاتر التي يشتمها البعض أن شقيق عبد الكريم قاسم واسمه عبد اللطيف كان نائب ضابط قبل الثورة وأصبح شقيقه رئيساً ولم يحصل على ترفيع واحد، وإذا كنا تقدمنا سنوات أخرى سنجد أن عبد السميع عارف الشقيق الأكبر لعبد الرحمن عارف عاش ومات وهو يعمل مكوي في محل صغير.
أيها السادة ليس هناك في أي مكان في العالم بلد على هذا المستوى من الضحك على المواطن المسكين الذي عليه ان يصدق ان يزن مشعان يمثل الجيل السياسي الجديد والمتنور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. جمال محمود كاظم

    منذ 5 شهور

    لربما يعتلي صهوه جوادك انجاس او كلاب ولربما قطيع اسود ضمأنه تقودها ثعالب او ذئاب ولربما سرب نسور تتبع عصفور او غراب كل شيء يحصل بغياب القانون وحكم شريعه الغاب. ارهابي يعتلي شام وعلي لبنان يسيل لعاب وهكذا عندما تغيب شمس وفي السماء يتالق شهاب والخ

  2. Amerah

    منذ 5 شهور

    دوله الفاسدين

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram