TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > في بادية المثنى.. مشاريع زراعية تنهار والتصحّر يبتلع القرى

في بادية المثنى.. مشاريع زراعية تنهار والتصحّر يبتلع القرى

نشر في: 3 أغسطس, 2025: 12:01 ص

 السماوة / كريم ستار

تتعرض محافظة المثنى إلى أزمة زراعية حادة مع تفاقم الجفاف وتراجع الدعم الحكومي، حيث توقفت الخطة الزراعية الصيفية بشكل كامل، وتكابد القرى الصحراوية خسائر فادحة في مشاريع الزراعة الصحراوية. ومع ازدياد التصحر وغياب البنية التحتية، تعاني البادية الجنوبية من تدهور معيشي يهدد بتهجير سكانها ويزيد الضغوط على المدن.

مشاريع زراعية متعثرة ومياه مفقودة
في قرية الزريج، يروي المزارع عبد الحسن جابر كيف انهارت تجربته في تحويل الصحراء إلى أرض مثمرة، بعد أن اصطدمت محاولاته بمياه مالحة وتوقف مفاجئ للدعم الحكومي. ويؤكد أن مشروعه انتهى إلى أشجار نخيل ميتة ومصدر رزق منعدم.
حالته ليست استثنائية، إذ تُظهر تجارب متعددة أن غالبية المشاريع الزراعية في البادية فشلت بسبب التصحر الحاد وانعدام البنية التحتية من مياه وكهرباء وخدمات، رغم إطلاقها ضمن مبادرات حكومية ومصرفية.
وبحسب وزارة الزراعة، فإن أكثر من 52% من أراضي العراق مهددة بالتصحر، وتعد بادية المثنى من المناطق الأكثر تضررًا، ما دفع الجهات المعنية لإلغاء الخطة الزراعية الصيفية بالكامل هذا العام، عدا بعض البساتين المستثناة.
وأكد معاون المحافظ لشؤون الزراعة والموارد المائية، يوسف سوادي، أن الجفاف والقيود المفروضة على النشاط الزراعي أثرت بشكل كبير على معيشة السكان، خصوصًا من يعتمدون على نهر الفرات، ما أدى إلى تخلي العديد منهم عن الزراعة والرعي، والتوجه إلى المدينة بحثًا عن فرص بديلة.

محاولات فردية
رغم الظروف القاسية، يواصل بعض المزارعين كفاحهم بجهود فردية. الشاب حسين عبد الله تحدث عن زراعة الشعير اعتمادًا على بئر حفرتها على نفقته، لكنه خسر غالبية المحصول هذا العام بسبب موجة حر شديدة.
ويشير إلى أن غياب الدعم اللوجستي، خصوصًا فيما يتعلق بالخزانات والمستلزمات الزراعية، ساهم في فشل كثير من التجارب.
من جانبه، يرى الدكتور خالد عبد المهدي، أستاذ البيئة في جامعة المثنى، أن المياه الجوفية غير الصالحة للزراعة وغياب الغطاء النباتي والارتفاع المستمر في درجات الحرارة، كلها عوامل تعيق أي استدامة زراعية في المنطقة. ويحذر من تحوّل البادية إلى بؤرة دائمة للعواصف الترابية، مع مضاعفة الضغط على المحافظات الزراعية الأخرى في الجنوب.

دعوات لتدخل حكومي عاجل
مع تفاقم الأزمة، تتصاعد مطالبات المسؤولين المحليين بضرورة تدخل الحكومة المركزية لإقرار خطة إنقاذ شاملة. ويؤكد سوادي أن 70% من سكان المثنى يعتمدون على الزراعة، وأن المحافظة شهدت زراعة 350 ألف دونم العام الماضي باستخدام المياه الجوفية، لكن ملوحة المياه وتجاوزات الحصص المائية أدت إلى أزمة في الأمن الغذائي.
ويختتم بالقول إن المثنى، بوصفها من أفقر المحافظات وأكثرها تضررًا من تغير المناخ، تعاني أيضًا من تبعات صحية مثل تفشي الأوبئة نتيجة شح المياه وتردي نوعيتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram