 واسط / جبار بچاي

منحت كلية الآداب بجامعة البصرة شهادة الماجستير بدرجة الامتياز للباحثة الشهيدة رغد سعدون وادي التي قضت مع أربعة من أفراد أسرتها في حريق هايبر ماركت الكورنيش بمدينة الكوت الذي اندلع مساء، السادس عشر من تموز الماضي وأودى بحياة 61 شهيدا .
وأُقيمت جلسة المناقشة في كلية الآداب جامعة البصرة / قسم الترجمة برئاسة أ.د فداء محسن مطر المولى، وعضوية كل من أ.م.د جواد كاظم جابر – كلية الآداب / جامعة البصرة، أ.م.د بهيجة جاسم محمد – كلية الآداب / جامعة البصرة، وبإشراف وعضوية أ.د كاظم خلف علي – كلية الآداب / جامعة البصرة.
وحضر جلسة المناقشة عميد كلية الآداب بجامعة واسط الدكتور سعد داحس ناصر الذي أثنى على الباحثة المتوقية ،إحدى موظفات الكلية والحائزة على المركز الأول ضمن مرحلة البكالوريوس في كليتها إضافة الى كونها شعلة من العطاء والإخلاص في عملها كذلك في متابعة بحثها وإنجازه في فترة وجيزة وتحديد موعد المناقشة قبل أن يتوفاها الله في فاجعة حريق الكوت بنحو اسبوعين.
تقول الدكتور فداء المولى، المشرفة على بحث الطالبة رغد والتي شغلت سابقا منصب عميد كلية الآداب بجامعة واسط إن " الطالبة ثم الموظفة رغد سعدون وادي كانت انموذجا رائعا للشخص المتفاني والطموح ولم تدخر جهدا أثناء مرحلة دراسة البكالوريوس التي تفوقت فيها ما دفعها لمواصلة دراستها لنيل الماجستير، بل كانت تطمح بالحصول على شهادة الدكتوراه لأنها مثابرة جدا وطموحة."
وأضافت " كنت على تواصل دائم مع أعضاء لجنة المناقشة في كلية الآداب بجامعة البصرة أثناء إعداد الرسالة من قبل الطالبة ، وكنت حلقة الوصل بين الطرفين فيما يتعلق بالملاحظات والاستفسارات التي قدمها أعضاء اللجنة خلال مرحلة الكتابة وكان الجميع في دهشة لسرعة استجابتها وتقبلها للملاحظات ومعالجة أي ملاحظة تذكر حتى أنها أكملت البحث في فترة وجيزة جداً."
وأكدت أن " لجنة المناقشة غلبت عليها الصدمة عند سماع وفاة الطالبة مع عائلتها في فاجعة حريق الكوت وتحولت جلسة المناقشة الى ما يشبه مجلس العزاء، فما بين ذرف الدموع وصورة الطالبة التي شغلت صورتها منضدة قبالة اللجنة، قررت اللجنة وبعد الاستماع الى كل تفاصيل البحث قبول الرسالة ومنحها تقدير امتياز لما تتمتع به من رصانة علمية على مستوى الشكل والمضمون."
وقالت إن ذلك التكريم يأتي كتعبير عن التضامن المعنوي من الجامعة مع ذوي الفقيدة، وتقديراً لما كانت تمثله من تفوّق علمي واجتهاد أكاديمي وخلق رفيع، إذ خلّف رحيلها المفاجئ حزناً واسعاً في الأوساط الطلابية والأكاديمية إضافة الى الاستياء الشعبي حول الفساد والاهمال والتقصير الواضح في تلك الفاجعة."
أما عم الضحية مهدي الوادي فيقول إن " الصدمة كانت كبيرة ومفجعة، إذ فقدنا خمسة من أفراد أسرتنا في حادثة الحريق الذي حصل نتيجة الإهمال والفساد في وقت كنا نترقب موعد مناقشة رسالة الماجستير لأبنتنا رغد سعدون الوادي التي بذلت جهدا كبيرا في مرحلة البحث وكان الجميع يشهد بمثابرتها وحرصها."
أما ابنة عمها عُلا علوان فتقول " كانت خسارتنا كبيرة ومؤلمة ولم نعد نقوى على شيء لكننا فخورين بالشهيدة رغد التي لمسنا حضورها في القاعة في أعين الجميع سواء لجنة المناقشة أو الضيوف والحضور الكبير حيث تعاطف الجميع معنا كعائلة فقدت خمسة من أفرادها كما تعاطفوا مع رغد التي شاء القدر وغيبها ."