TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > لولا سرعة الاستجابة: حريق جديد في الكوت كاد يتسبب بفاجعة أخرى!

لولا سرعة الاستجابة: حريق جديد في الكوت كاد يتسبب بفاجعة أخرى!

احتراق محالّ لبيع الأدوات الاحتياطية وورشة لصيانة العجلات مجاورة للمنازل

نشر في: 7 أغسطس, 2025: 12:02 ص

 واسط / جبار بچاي

تمكنت فرق الدفاع المدني في مدينة الكوت، أمس الأربعاء، من إخماد حريق كبير اندلع في مجمعين: الأول لبيع قطع الغيار للسيارات، والثاني لصيانة وتصليح السيارات، في حي الداموك المجاور للحي الصناعي بالمدينة.
وكاد الحريق الذي اندلع عند الساعة التاسعة وأربعين دقيقة صباحًا أن يؤدي إلى فاجعة كبيرة، لوجود المجمعين وسط الدور السكنية، إلا أن سرعة استجابة فريق الدفاع المدني والدوائر الساندة، وظهور آليات حديثة متخصصة بإخماد الحرائق وعمليات الإخلاء، مع التواجد الميداني للمسؤولين المحليين في المحافظة، وعلى رأسهم المحافظ الجديد هادي مجيد كزار، إضافة إلى مدير الدفاع المدني وقائد الشرطة، كل ذلك ساعد في تطويق الحريق وعزله عن المنازل المجاورة ثم إخماده في غضون ساعة دون أن تكون هناك خسائر بشرية، فيما تم تسجيل خسائر مادية كبيرة، بينها احتراق عدد من السيارات الموجودة داخل الورشة.
وكشف مدير الدفاع المدني في واسط، العميد محسن علي جعفر، أن «أربع فرق للإطفاء ساهمت بإخماد الحريق بصورة مباشرة، فيما أوكلت مهمة تطويقه وعزله عن الدور المجاورة إلى فرقتين للإطفاء والإخلاء، تمكنتا من عزله تمامًا عن تلك الدور، والمباشرة بإخلائها على الفور تحسبًا لأي طارئ».
وأضاف في حديثه لـ(المدى): «على الرغم من شدة الرياح وارتفاع النيران والدخان في موقع الحريق، إلا أن سرعة استجابة فرق الدفاع المدني مع الآليات الحوضية لدوائر الماء والمجاري والبلدية وباقي الدوائر الأخرى الساندة ساعدت في تطويق الحريق ومنع انتشاره، ومن ثم إخماده في غضون ساعة».
وأكد أن «اللجنة الأمنية العليا في المحافظة فتحت تحقيقًا عاجلًا في الحادث لمعرفة أسبابه، إذ باشرت لجنة مختصة بالتحري والبحث عن أسباب الحريق، الذي كانت الخسائر المسجلة فيه مادية وليست بشرية». وفي الأثناء، وجّه محافظ واسط، هادي مجيد كزار، المتواجد في موقع الحادث، بلدية الكوت ومديرية الدفاع المدني وباقي الدوائر والجهات المعنية، بغلق جميع الورش والمحالّ الموجودة داخل الأحياء السكنية والتي تمارس مختلف الأنشطة الصناعية والحرفية فورًا، دون الحاجة إلى الإجراءات الإدارية الروتينية التي تعرقل تنفيذ القرار.
وقال الهماشي في تصريحات أوردها مكتبه الإعلامي وتابعتها (المدى): إن «أسباب الحريق لا تزال قيد التحقيق، وسوف نعلن عنها حال إكمال اللجنة المكلّفة بالكشف عن أسبابه». وأضاف أن «سرعة استجابة فرق الدفاع المدني، والتواجد الميداني السريع لأصحاب الشأن والقرار، ووجودنا معهم، حال دون انتشار الحريق، وتطويقه بصورة كلية، ومنع وصوله إلى الدور المجاورة، ومن ثم إخماده في وقت استثنائي رغم شدة الرياح».
وكشف عن أن «جميع الدوائر الخدمية في المحافظة شاركت بدعم وإسناد فرق الدفاع المدني، بضمنها قيادة شرطة واسط التي زجّت بالعجلات الحوضية والعجلات المخصصة لمكافحة الشغب، إذ كان دورها كبيرًا في عمليات إخماد الحريق، إلى جانب آليات الدفاع المدني ورجاله الأبطال الذين ضربوا مثالًا رائعًا في المهنية والتصرف الصحيح». وأشاد مواطنون من المدينة بالإجراءات الحكومية التي ظهرت هذه المرة، والتواجد الميداني للمسؤولين، مما ساعد في حصر الحريق وتطويقه ومنع وصوله إلى دور المواطنين، ومن ثم إخماده دون خسائر بشرية، على العكس من حالة التراخي والإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية خلال حريق هايبر ماركت الكوت. ويقول المواطن عبد السلام أحمد، من حي الداموك القريب إلى الحادث: إن «حريق الورش الصناعية في الحي الصناعي بمدينة الكوت كان مخيفًا جدًا ومروعًا، وكاد يؤدي إلى فاجعة كبيرة، لولا الحرص والتفاني وسرعة الاستجابة من قبل فرق الدفاع المدني».
وأضاف: «للمرة الأولى شهدنا آليات جديدة ومتطورة متخصصة في عمليات الإطفاء والإخلاء، بضمنها رافعات تخصصية عملاقة لعبت دورًا كبيرًا في عملية إطفاء الحريق وإخلاء الدور المجاورة، سواء من قبل ساكنيها أو إخلاء الحاجيات والأثاث المنزلي تحسبًا لأي طارئ». وقال: «لو تم التعامل مع حريق هايبر ماركت الكوت، الذي وقع مساء الأربعاء السادس عشر من تموز الماضي، بنفس طريقة التعامل مع حريق الحي الصناعي، لكانت الخسائر طفيفة، لكن الإهمال والفساد والتراخي لعب دورًا في الحريق السابق، بينما كان الحرص والشعور بالمسؤولية والتواجد الميداني عاملًا أساسيًا في التصدي لحريق الحي الصناعي وتقليل خسائره».
وشهدت محافظة واسط، أول أمس الثلاثاء، اندلاع حريق في بساتين كبيرة تقع في منطقة الرحمانية بقضاء الصويرة، وتمت السيطرة على الحريق من قبل فرق الدفاع المدني دون أن تُسجل فيه خسائر بشرية، وكانت الخسائر مادية فقط.
يُذكر أن مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، شهدت في السادس عشر من تموز الماضي حريقًا كبيرًا اندلع في هايبر ماركت الكورنيش، وأودى الحريق بحياة 61 مواطنًا، بينهم عوائل قضت بالحريق بكامل أفرادها، إضافة إلى وفاة مدبرة منزل من الجنسية البنغالية كانت برفقة إحدى العوائل، وعامل يحمل الجنسية السورية.
وعلى أثر ذلك الحريق، شُكّلت عدة لجان للتحقيق في أسبابه ومحاسبة المقصرين، حيث تم حجز وسحب يد أكثر من 17 موظفًا من عدة دوائر، إضافة إلى حجز مدير الدفاع المدني في المحافظة ومدير الدفاع المدني في مدينة الكوت. كما قدّم محافظ واسط، محمد جميل المياحي، استقالته من المنصب بناءً على طلب ذوي الضحايا، وقبل مجلس المحافظة الاستقالة، ثم انتُخب هادي مجيد كزار الهماشي محافظًا لواسط، وهو من نفس كتلة المحافظ السابق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram