ذي قار / حسين العامل
أعلنت لجنة متابعة الأمراض السرطانية في مجلس محافظة ذي قار عن تحرّك لتخصيص منحة مالية لأكثـر من 4200 مصاب بالسرطان، عبر أموال المنافع الاجتماعية لشركة نفط ذي قار، فيما دعت إلى تأسيس صندوق دعم وطني دائم لمرضى السرطان بمشاركة حكومية ومجتمعية.
وقالت رئيسة لجنة متابعة الأمراض السرطانية، الدكتورة نغم رزاق الإبراهيمي، إن مرضى السرطان في ذي قار يعانون أوضاعًا صعبة في ظل ارتفاع تكاليف العلاج ونقص الأدوية، مؤكدة أنهم بحاجة دائمة للدعمين المادي والمعنوي، لا سيما مع غياب الأجهزة الطبية المتخصصة في مؤسسات المحافظة.
وأشارت الإبراهيمي إلى أن اللجنة فاتحت شركة نفط ذي قار بشأن صرف منحة مالية لأكثر من 4285 مصابًا، بعد أن تم توزيع استمارات لحصر الإصابات، بالتنسيق مع الوحدات الإدارية، بهدف إدراجهم ضمن قوائم المنحة. وأكدت أن الإدراج ما زال جارياً، لتغطية من لم يتمكنوا من التسجيل سابقًا.
وأضافت أن الهدف من الاستمارات لا يقتصر على إعداد قوائم المنح، بل يتضمن شمول المصابين ببرامج أخرى مثل شبكة الحماية الاجتماعية، وتوزيع قطع الأراضي، والعلاج الحكومي، وغيرها. وكشفت عن تخصيص 460 مليون دينار من أموال المنافع الاجتماعية لهذه الفئة، مشددة على ضرورة توزيع المبالغ بعدالة، رغم إدراكها أنه غير كافٍ لتغطية احتياجات الجميع.
وأكدت الإبراهيمي حاجة مرضى السرطان إلى رعاية أشمل، مبينة أن اللجنة تقدّمت بمقترح إلى رئاسة مجلس الوزراء لإنشاء صندوق دعم وطني خاص، يشارك فيه القطاع الحكومي والمؤسسات المجتمعية والمالية.
وقالت إن المبادرة حظيت بترحيب واسع من منظمات مهنية ورجال أعمال، داعية إلى تنظيم رسمي لآلية التبرعات من خلال حساب مصرفي حكومي ومجتمعي، يضمن وصول الأموال إلى المستحقين. كما كشفت عن تحرك موازٍ لشمول جميع المصابين بالسرطان بقرارات توزيع الأراضي السكنية، حتى أولئك الذين سبق أن استلموا قطع أراض قبل إصابتهم.
وكانت لجنة متابعة الأمراض السرطانية قد أعلنت في تموز 2025 عن تسجيل أكثر من 10,500 إصابة بالسرطان في مركز المحافظة، محذّرة من استمرار ارتفاع الحالات بسبب التلوث الناتج عن الغازات السامة للحقول النفطية، وحرق النفايات، وبقايا الأسلحة المشعة. ووفق الإحصاءات الرسمية، شهدت ذي قار ارتفاعًا حادًا في عدد الإصابات، من 4,000 إصابة عام 2018 إلى 8,000 مطلع 2024، ثم إلى 10,500 منتصف 2025. وسجلت المحافظة 3172 حالة وفاة بالسرطان بين عامي 2013 و2017.
وسبق أن حذّر أطباء وباحثون في عام 2019 من أن السرطان بات من أكثر ثلاثة أمراض فتكًا في محافظات الجنوب، وسط دعوات إلى تدخل عاجل للحد من التلوث وتحسين الخدمات الصحية.










