TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الجفاف والتهميش يدفعان سكان الأهوار والمندائيين للهجرة والنزوح في بلاد الرافدين

الجفاف والتهميش يدفعان سكان الأهوار والمندائيين للهجرة والنزوح في بلاد الرافدين

في اليوم الدولي للشعوب الأصلية

نشر في: 11 أغسطس, 2025: 12:03 ص

 ذي قار / حسين العامل

 

بالتزامن مع اليوم الدولي للشعوب الأصلية كشف مختصون عن حجم المخاطر التي تهدد السكان الاصليين في بلاد الرافدين والتي اضطرت اعداد كبيرة منهم الى الهجرة خارج البلاد او النزوح من مناطق سكن اسلافهم الاوائل.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 كانون الأول 1994 اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 آب/ أغسطس من كل عام. وهو تاريخ انعقاد أول اجتماع للفريق العامل المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
وعن واقع حال السكان الاصليين في العراق الذي يشكل سكان الاهوار والصابئة المندائيين احد اركانه الاساسية في محافظة ذي قار، قال ممثل طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار سامر نعيم لـ(المدى)، ان "السكان الأصليين في بلاد الرافدين ولاسيما أبناء طائفة الصابئة لا زالوا يواجهون جملة من التحديات التي دفعت بالكثير منهم الى الهجرة الاضطرارية الى خارج البلاد"، مؤكدا ان " تزايد اعداد المهاجرين من السكان الاصليين باتت تشكل مصدر قلق على مستقبل طائفة المندائيين في العراق".
ويرى نعيم ان "من ابراز أسباب الهجرة تتمثل بالتضييق والحرمان في داخل البلاد، يقابلها ما تقدمه دول المهجر من ضمانات لحقوقهم "، مؤكدا ان "مثل هكذا أمور من شانها ان تشجع على الهجرة وتدفع بالكثير من المندائيين باتجاه المهجر". ويجد ممثل الصابئة المندائيين ان "الهجرة اخذت تنعكس سلبا على وجود المندائيين وعاداتهم وتقاليدهم وثقلهم الاجتماعي ، ناهيك عن حرمان البلاد من الكفاءات المندائية التي يشار لها بالبنان في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والادارية". وتطرق نعيم الى ما يحصل من تحايل سياسي على نظام الكوته الانتخابية مبينا ان "الكوته اعطتها الطبقة السياسية العراقية باليد اليمنى وسلبتها باليسرى"، مشيرا الى ان " التدخل السياسي في انتخاب مرشح الصابئة وتصويت بعض القوى السياسية الى المرشح المندائي الذي يريديونه هم لا الذي يريده المندائيون افرغ تمثيل المندائيين من محتواه ".
ويجد ممثل طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار ان "ممثل الطائفة سيكون تبعا لذلك منحازا للجهة السياسية التي مكنته من الفوز وسيمضي وفقا لتوجهاتها على حساب المندائيين"، مشيرا الى ان "ممثلي المندائيين في البرلمان قد يصوتون أحيانا بالضد من مصلحة الطائفة".
وخلص نعيم الى القول ان "المندائيين لم يجدوا اليوم من يدعمهم "، وأضاف " عليهم فقط ان يؤدوا ما عليهم من واجبات وبالمقابل لا ينالون كامل حقوقهم كأقلية من السكان الأصليين".
وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوبي العراق، وما يزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى إقليم الأحواز في إيران، كما يوجد الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوروبية أبرزها النرويج وأستراليا والسويد وهولندا، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
من جانبه، يرى الناشط المدني في مجال الدفاع عن الاهوار المهندس جاسم الاسدي ان "عرب الاهوار من أهم المجتمعات الأصلية لبلاد الرافدين ، مبينا ان "جذورهم الثقافية والمعرفية وحتى الجينية تمتد إلى اولئك الأجداد الذين بنوا الزقورات والقوس الاول والقانون الاول والعجلة الاولى في العالم "، واسترسل " أنهم ورثة السومريين والاكدين وثراء بصماتهم الحضارية".
واستدرك الاسدي "ألا انهم للأسف باتوا اليوم تحت ضغط السياسة والطبيعة "، واردف " فبعد ان أعادوا الاهوار بأيديهم اثر سقوط النظام ، وحفروا السدود الترابية الجامعة المياه وحلموا بحكومة تساعدهم وتؤسس لنظام عادل يحافظ على ثقافتهم وهويتهم ولكن هذا لم يحدث ذلك".
وتحدث الناشط المدني عما يواجه سكان الاهوار من تحديات ناجمة عن الجفاف وازمة المياه قائلا "منذ خمس سنوات ضرب الجفاف أهوار جنوب العراق وخسرنا اقتصاديات الماء، والان تلوح في الأفق هجرة ما تبقى من ورثة السومريين من أجل البقاء"، واستطرد " واليوم إذ يُهدد التغير المناخي موارد المياه والنظم البيئية العالمية، مما يؤثر على مجتمعات السكان الأصليين التي تربطها روابط ثقافية عميقة بأراضيهم".
ويرى الاسدي ان "عرب الاهوار في طليعة السكان الأصليين في العالم ، لكنهم محرومون من أبسط حقوقهم ، وفي طليعتها العدالة البيئية ، والحق في المياه العذبة والحفاظ على بيئتهم".
واشار الاسدي الى ان جميع السكان الاصليين في دول العالم المتحضر يكونون موضع اهتمام للمحافظة على ثقافاتهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم ونمط عيشهم ويقدم لهم دعم مالي سخي للمحافظة على تراثهم الحضاري".
واستدرك الا ان السكان الاصليين في العراق (سكان الاهوار) يرون ان صانع القرار في البلاد يضعهم باخر اولوياته وخارج اهتماماته كونهم لا يشكلون قوة انتخابية كبيرة"
وخلص الاسدي الى القول ان "الاهوار العراقية وسكانها قد تركت في الثقافة الرافدينية بصمة ثقافية ومعرفية كبيرة ومن الغريب ان لا يهتم صانع القرار بهؤلاء السكان الاصليين وان يجعل مستقبلهم في مهب الريح".
وكان مختصون وناشطون في محافظة ذي قار قد كشفوا في مطلع ( اب 2024 ) عن هجرة 70 بالمئة من الصابئة المندائيين ونزوح الالاف من سكان الاهوار الاصليين من مناطقهم.
وكانت إدارة محافظة ذي قار قد كشفت في (تموز 2025) عن تسجيل اكثر من 10 الاف و 200 نازح من المناطق التي تعرضت للجفاف والمتغيرات المناخية في محافظة ذي قار.
وتواجه محافظة ذي قار جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وازمة المياه خلال السنوات الاخيرة اذ تعرضت مساحات شاسعة من مناطق الاهوار في المحافظة الى الجفاف وتضرر مئات القرى من شح المياه، ناهيك عن نزوح وهجرة الاف الاسر من مناطق سكناها اذ فقد معظم سكان الاهوار والقرى التي تعرضت للجفاف خلال الاعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة وصيد الاسماك وتربية المواشي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram