TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > روسيا تتمسك بمطالبها قبل قمة "بوتين – ترامب" بغياب زيلينسكي

روسيا تتمسك بمطالبها قبل قمة "بوتين – ترامب" بغياب زيلينسكي

نشر في: 11 أغسطس, 2025: 12:05 ص

 متابعة/ المدى

رغم التهديدات والضغوط والانذارات، حافظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مطالبه الصارمة في حرب أوكرانيا ، في وقت تتوجه الأنظار لقمة مرتقبه بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا مع غياب الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي عنها ، الذي يتمسك هو أيضا بمواقفه بعدم ضم أي جزء من أراضي بلاده لروسيا.
تعكس المطالب القصوى لروسيا إصرار بوتين على تحقيق الأهداف التي وضعها عند بدء الحرب مع أوكرانيا في 24 شباط 2022.
يرى بوتين ان الاجتماع المحتمل مع ترامب فرصة للتفاوض على اتفاق واسع لا يرسّخ فقط المكاسب الإقليمية لروسيا، بل يمنع أوكرانيا أيضا من الانضمام الى الناتو أو استضافة أي قوات غربية، بما يسمح لموسكو بإعادة البلاد تدريجيا الى دائرة نفوذها.
ويعتقد زعيم الكرملين ان الوقت في صالحه، مع إنهاك القوات الأوكرانية وتراجع قدراتها، فيما تكافح لصد التقدم الروسي على عدة قطاعات من جبهة يزيد طولها عن 1000 كيلومتر.
كما تمسك الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي بمواقفه ، فوافق على وقف اطلاق النار الذي اقترحه ترامب ، لكنه جدد رفض بلاده التخلي عن السعي للانضمام الى الناتو أو الاعتراف بضم روسيا لأي من مناطقها.
رؤية روسيا و أوكرانيا للسلام وكيف يمكن ان تتطور قمة بوتين – ترامب :
في مذكرة عرضتها خلال محادثات إسطنبول في حزيران، قدمت روسيا لاوكرانيا خيارين لإقرار وقف اطلاق نار لمدة 30 يوما. الأول يتمثل بانسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك و لوغانسك وزابوروجيا وخيرسون ، وهي المناطق الأربع التي ضمتها موسكو اليها في أيلول 2022 لكنها لم تسيطر عليها بالكامل.
أما الخيار الثاني ، فيتمثل بحزمة مقترحات تتضمن وقف أوكرانيا لجهود التعبئة وتجميد ارسال الأسلحة الغربية ، ومنع وجود أي قوات اجنبية على أراضيها. كما اقترحت موسكو انهاء العمل بالأحكام العرفية واجراء انتخابات ، وبعدها يوقع الطرفان معاهدة سلام شاملة.
وبعد الهدنة، تريد موسكو أن يتضمن الاتفاق الاعتراف القانوني الدولي بضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014، وللمناطق الأربع عام 2022.
وتصر روسيا على أن تنص معاهدة السلام على حياد أوكرانيا بين روسيا والغرب، والتخلي عن الانضمام للناتو، وتقليص حجم قواتها المسلحة، والاعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية الى جانب الأوكرانية، وهي شروط تعكس مطالب بوتين منذ بداية الحرب.
من وجهة نظر روسيا ، ينبغي ان تنص معاهدة السلام الشاملة على رفع العقوبات والقيود المتبادلة ، والتخلي عن المطالبة بتعويضات عن اضرار الحرب، واستئناف التجارة والاتصالات ، وإعادة العلاقات الدبلوماسية.
وعندما سُئل مستشار الشؤون الخارجية لبوتين ، يوري أوشاكوف ، يوم الخميس عما اذا كانت موسكو قد أبدت أي استعداد لتقديم تنازلات لتسهيل عقد الاجتماع مع ترامب ، أجاب بانه لم يحدث أي تغيير في الموقف الروسي.
أما المذكرة التي قدمتها أوكرانيا لموسكو في إسطنبول ، فقد اكدت على ضرورة وقف اطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوما لتهيئة الأرضية لمفاوضات سلام. وجددت كييف رفضها لمطلب الحياد، معتبرته بانه يمس سيادتها ، وأكدت على حقها في اختيار تحالفاتها ، وان مسالة انضمامها للناتو تعتمد على التوافق داخل الحلف.
لطالما تحدث ترامب باعجاب عن بوتين وكرر بعض نقاطه الخطابية بشأن الحرب. وقد شهد لقاؤه مع زيلينسكي في المكتب البيضاوي في 28 شباط مواجهة حادة، لكنه خفف لهجته لاحقا. ومع استمرار بوتين رفضه لوقف اطلاق النار ، ابدى ترامب انزعاجه وهدد موسكو بعقوبات جديدة.
ورغم خيبة أمله من بوتين ، فان موافقته على لقائه دون حضور زيلينيسكي أثارت مخاوف في أوكرانيا واوروبا من ان ذلك قد يمنح الرئيس الروسي فرصة لاستمالة ترامب ودفع أوكرانيا لتقديم تنازلات.
وقال ترامب، دون تفاصيل، ان " هناك تبادلا لبعض الأراضي بما يصب في مصلحة الطرفين " كجزء من أي اتفاق سلام شيناقشه مع بوتين في لقائهما يوم الجمعة.
وحذّر بوتين مرارا من ان شروط السلام ستزداد قسوة اذا لم تقبل أوكرانيا بمطالبه ، مشيرا الى ان قواته تتقدم في مناطق أخرى لبناء ما وصفه ب " منطقة عازلة " . ويرى بعض المراقبين ان روسيا قد تعرض التخلي عن مكاسبها الأخيرة مقابل المناطق الأربع التي ضمتها وتحتفظ أوكرانيا بجزء منها.
وقال سام غرين من كلية كينغز في لندن: “هذا قد يمنح بوتين مساحة كبيرة للمناورة إذا استطاع استخدام هذه الورقة لإجبار الأوكرانيين على اتفاق لا يرغبون فيه، وإقصاء الأوروبيين من العملية. السؤال هو: هل سيوافق ترامب على ذلك، وهل يملك فعلاً النفوذ لإجبار الاوكرانيين والاوربيين على القبول؟
وأضاف ان بوتين قد يقبل بهدنة مؤقته لكسب تعاطف ترامب في طريقه لتحقيق اهداف أوسع ، موضحا " بانه قد يقبل بوقف اطلاق النار طالما يتركه في موقع السيطرة، انه يدرك ان طريقه الوحيد لتحقيق ذلك يمر عبر ترامب."
وفي مؤشر محتمل على انه يعتقد ان وقف اطلاق النار أو اتفاق السلام قد يكون قريبا، اجرى بوتين اتصالات مع قادة الصين والهند وجنوب افريقيا وعدة دول سوفياتية سابقة ، في خطوة تبدو لاطلاعهم على الاتفاقيات المحتملة.
وقالت تاتيانا ستانوفايا من مركز كارنيغي لرويسيا وأوراسيا ان بوتين لن يتزحزح عن أهدافه : " مهما كانت صياغة هذه الشروط ، فهي تعادل نفس المطلب : أن تتوقف أوكرانيا عن المقاومة، وان يوقف الغرب امداد السلاح ، وان تقبل كييف بشروط روسيا ."
وتوقعت ان يوافق بوتين على لقاء زيلينيسكي ، لكن فقط اذا كانت الاجندة والنتائج محددة سلفا، وهو أمر صعب التصور.
وختمت بقولها : " السيناريو الأرجح هو فشل هذا الجهد مرة أخرى . سيكون ذلك نتيجة سلبية لاوكرانيا . وقد تستمر على الارجح تناوب فترات القتال المفتوح والتوتر الكامن على المدى المنظور."
من جانب آخر كشفت شبكة ، NBC News ، الأميركية الإخبارية الاحد 10 آب ، نقلا عن مسؤولين اميركيين كبار مطلعين على المناقشات الداخلية ، ان البيت الابيض يدرس دعوة الرئيس الاوكراني زيلينيسكي الى الاسكا لحضور الاجتماع المقرر في 15 آب بين بوتين وترامب . وقال احد الأشخاص المطلعين على المناقشات للشبكة : " الامر قيد البحث " ووصف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الفكرة بانها " ممكنة تماما"، مضيفا ان " الجميع يأملون بشدة ان يحدث ذلك."
عن وكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إمداد بنغلاديش للمقاتلين إلى باكستان

إمداد بنغلاديش للمقاتلين إلى باكستان

 ترجمة عدنان علي يمثل هذا التجنيد صادرات جديدة خطيرة لبنغلاديش، وتحولاً محيراً في النزعة المسلحة بجنوب آسيا. أخبر فيصل حسين عائلته أنه وجد عملاً في دبي. في الواقع، كان الشاب البالغ من العمر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram