TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > معرض إستعادي للفنان محمد مهر الدين وندوة عن مسيرته

معرض إستعادي للفنان محمد مهر الدين وندوة عن مسيرته

على قاعة الأورفلي بعمان

نشر في: 11 أغسطس, 2025: 12:23 ص

علي إبراهـيم الدليمي

شهدت أروقة قاعة الأورفلي للفنون في عمان، مساء الأثنين الماضي، افتتاح المعرض الاستعادي للفنان الراحل محمد مهر الدين، الذي يضم أعمالا فنية قيمة من مجموعة عائلة المقتني عبد الواحد سكران، وفّر خلالها فرصة للجمهور للاطلاع على مسيرة فنان بارز غادر العراق عام 2006 وتوفي في عمان عام 2015، تاركا إرثا فنيا لا يزال حيا ومؤثرا في المشهد التشكيلي العربي.

وعلى هامش المعرض، أُقيمت ندوة خاصة عن مسيرته وتجاربه الفنية، أدارها الناقد ناصر الربيعي، وتحدث فيها كل من د. محمد الكناني والناقد صلاح عباس. ويعد محمد مهر الدين من أبرز القامات الفنية التي ساهمت في تشكيل المشهد التشكيلي العراقي والعربي. منذ توقيعه على بيان "الرؤية الجديدة"/ 1969، إلى جانب خمسة فنانين آخرين، إلتزم مهر الدين بتأصيل تجربته الفنية الشخصية، مستلهما أفكاره التشكيلية المتنوعة، وقد نصت مبادئ هذا البيان على الاستفادة من التجارب الفنية العالمية، إلى جانب إستلهام التراث العربي وصياغته برؤية معاصرة، وبصفته خريج أكاديمية الفنون الجميلة في وارسو/ 1966، حيث درس الرسم والجرافيك، كان مهر الدين مستجيبا بطبيعة الحال لهذه المبادئ، ومتأثرا بشكل كبير بأساتذته البولنديين مثل سامبورسكي، ولينشتاين، وكويزدي. تجلى هذا التأثير بوضوح في معرضه الثاني ببغداد/ 1976، ومنذ ذلك الحين واصل بحثه وإجراء صياغات فنية متجددة في إسلوبه، وفي فهمه وإستيعابه للفن المعاصر. جمع مهر الدين في أعماله بين سمات وعناصر التراث المحلي ومصير الإنسان المجهول، ممزوجة بتأثير الفن البولوني المعاصر الذي كان بارزا في بداية تجربته. ضمن هذه المعادلة الفنية الدقيقة، منح مهر الدين أعماله لمسة شخصية فريدة، متوازنة مع رؤاه وطروحاته التي تحمل قيمة فنية وإنسانية معاصرة. وعلى الرغم من تنوع التقنيات والصيغ التي استخدمها، إلا أن موضوعها الأساسي ظل يدور حول الإنسان وعالمه الغريب، المتناقض، والمرير. لعب الجو العام والمحيط الاجتماعي والسياسي، المليء بالتناقضات الحيوية في مسقط رأسه البصرة (عام 1938)، دورا عميقا في تشكيل باكورة أعماله التعبيرية الأولى.
بدأ مهر الدين مسيرته رساما تشخيصيا، تميز بقوة التخطيط بعد دراسته الرسم الأكاديمي على يد الأستاذ فائق حسن. كما درس فن النحت على يد النحات جواد سليم، متخرجا من معهد الفنون الجميلة في بغداد/ 1958.
كان رسم "الإنسان" كرمز موضوعي، بكل تفاصيله البشرية وصفاته، محورا أساسيا بنى عليه مفردات لوحاته. اتسمت أعماله بمسحة "فيكورونيفية" (أكاديمية معاصرة)، حيث استخدم فن الكولاج بمواد أولية متنوعة لخدمة رؤيته الفنية، شملت الرمل، والجبس، ونشارة الخشب، وقطع الحديد الصغيرة، بالإضافة إلى مادتي الزيت والأكريليك، مما منح لوحاته نبضا حسيا خاصا في الملمس والرؤية.
لاحقا، ركز مهر الدين اهتمامه على رسم أجزاء معينة من أعضاء جسم الإنسان، مع إبراز حركاتها المتنوعة. كان يقسم سطح اللوحة إلى أجزاء عديدة، يضم كل جزء منها مفردة مستقلة في رمزيتها ومضمونها، لتلتقي جميعها في النهاية ضمن ثيمة موضوع اللوحة نفسها. أضفى الفنان على عمله عمقا نفسيا مؤثرا، مستفيدا من إمكانياته في التحكم بتقنية التخطيط (بالأسود والأبيض) أو باستخدام الأقلام الملونة. كما وظف الكولاج من صور فوتوغرافية وقصاصات صحف، مقتربا بذلك من لغة تصميم الملصق السياسي، وهو اختيار منطقي في ظل هيمنة السياسة على حياة الإنسان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram