 ميسان / مهدي الساعدي

نظم العشرات من اهالي ناحية المشرّح جنوب شرق محافظة ميسان، وقفة احتجاجية في مدينة العمارة على ناظم نهر المشرح، في مركز المدينة قرب مستشفى الحكيم التعليمي (المستشفى التركي)، قطعوا خلالها الطريق ومنعوا الحركة المرورية فوق الناظم، بسبب العطش الذي تعاني منه عشرات قرى الناحية الواقعة على جانبي النهر، بسبب الشحة المائية التي تعاني منها الناحية.

وطالب المحتجون بتخصيص حصة مائية تغيثهم بعد جفاف الانهر المارة بقراهم والتابعة للناحية، والمتفرعة من نهر المشرح نفسه.
وفي هذا الشأن يقول المواطن ابو علي احد ابناء ناحية المشرح خلال حديثه لـ(المدى): "جفت الانهر المتفرعة من نهر المشرح خصوصا القرى الواقعة بعد مركز الناحية، مما جعلنا نضطر لشراء المياه من السيارات الحوضية، لعوائلنا ولمواشينا وتوجهنا نحو مدينة العمارة للاحتجاج والتظاهر، جاء من اجل ايصال اصواتنا للمعنيين لتخصيص حصة مائية، تغيثنا من العطش الذي طال قرانا".

عشرات القرى تعاني العطش
ويتخطى نهر المشرح اكثر من 25 كم بعد ناظم النهر في مركز مدينة العمارة، حتى يصل الى مركز ناحية المشرح، ويتفرع منه خلال تلك المسافة عشرات النهيرات الصغيرة، ويواصل النهر مسيره بعد خروجه من الناحية لعشرات الكيلو مترات الاخرى، ويكون مجموع تفرعاته اكثر من عشرين نهيرا صغيرا تقع عليها عشرات القرى.
ويواصل ابو علي بالقول: "اقمنا العديد من الوقفات والاحتجاجات، واغلقنا الطرق المؤدية نحو الشركات النفطية، من اجل تخصيص حصة مائية دون جدوى، وسنبقى نتظاهر ونحتج لحين تخصيص الحكومة حصة من الماء لنا، لعلها تحيي قرى الشويطيات وشط الاعمى ومويلحة والعوينية وزويدة وغيرها العشرات من القرى".

التجاوزات المائية
وعزى مختصون في ادارة الشأن المائي في محافظة ميسان اسباب الشحة المائية الكبيرة، التي تشهدها مناطق وقرى ناحية المشرح بسبب جفاف ذنائبه، والنهيرات المتفرعة منه الى التجاوز على الحصة المائية للنهر.
ويقول مدير الموارد المائية علاء فيصل جمعة خلال حديث تابعته (المدى) "المشاكل التي حصلت في نهر المشرح الذي يعتبر احد التفرعات الرئيسية من نهر دجلة، تعود الى التجاوزات وعلى رأسها تجاوزات بحيرات الاسماك، بالاضافة الى التجاوز على منشآت الري، باعتبار ان نهر المشرح يحتوي على اكثر من عشرين فرعا وهذه التفرعات تحتوي على نواظم، جرى التجاوز على اغلبها من قبل اصحاب المشاريع وتم وضع انابيب متجاوزة، ادت الى سحب مياه كبيرة وادى ذلك الى حصول مشاكل في ذنائب النهر".
وأضاف، أن "جهودنا ومسؤوليتنا منصبة على تأمين مياه الشرب بالاضافة الى مياه البستنة، خصوصا بعد تحديد الحصة المائية من قبل المركز الوطني لإدارة الموارد المائية، وتعتبر حصة ثابتة كون الموسم الحالي قاسي جدا".

لا توجد استجابة حكومية
ناشطون في الشأن البيئي عبروا عن سخطهم من تكرار الاحتجاجات بدون اي استجابة من الجهات الرسمية والحكومية، واستهجنوا من استخدام ما وصفوه بالدهاء السياسي مع البسطاء.
وفي هذا الصدد بين الناشط البيئي والاهواري مرتضى الجنوبي خلال تدوينة له تابعتها صحيفة (المدى): "الاهالي لا زالت تتأمل الخير من الحكومات، لذلك يحاولون بكل الطرق ايصال صوتهم رغم ان الكثير منهم يشعر بالملل من تكرار المناشدات او التظاهرات على المياه وبدون استجابة حكومية، وهذا ناتج من استخدام المسؤولين للدهاء سياسي مع المجتمع المحلي، والمجتمع مجبر على التصديق لكن هذا لن ينجح في كل مرة".
وتابع: "وللمجتمعات حدود وهذه الحدود لها وقت، اذا استمر الغباء السياسي مع دول الجوار".

تدويل عطش قرى المشرح
ونجح المدونون من ابناء ناحية المشرح والناشطون والمهتمون من تدويل قضيتهم، عن طريق تداول صور عن جفاف النهر والنهيرات الاخرى المتفرعة منه، ما اصبحت شواهد حية لمعاناة ابناء قرى الناحية مما اصبحت القضية مادة دسمة للعديد من المواقع الاعلامية، وكتبت بعضها عنواني بارزة اطلعت عليها صحيفة (المدى) منها "المشرح تغلي غضباً إهمال حكومي يقود ميسان إلى كارثة" و "الأهالي يعانون من الجفاف ومسؤولون يتهربون من الحل". وغيرها من عناوين الكبيرة المدعومة بصور جفاف النهر.