علي حسين
في كل مرة تخبرنا لجان التحقيق في نهب اموال العراق، أن حكومات بلاد الرافدين صرفت على الكهرباء منذ عام 2005 وحتى عام 2025 أكثر من 90 مليار دولار، عداً ونقداً، وبشرتنا وزارة الكهرباء قبل اعوام ان هناك مشروع للربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج ، سيساعد على حل هذه الازمة التي لا يريد لها البعض ان تنتهي، لكن ليس كل ما يتمناه المواطن العراقي يمكن ان يتحقق ، فقد نشرت تقارير عن معارضة شديدة تواجه مشروع الربط تقودها جهات سياسية ترى في التقارب بين العراق ودول الخليج خطر على مصالحها السياسية والاقتصادية. في وسط غياب الكهرباء هذه الايام وكل الايام ، وارتفاع درجات الحرارة خرج علينا المحلل السياسي "أبو ميثاق المساري" وهو " ساخن " ليشرح للعراقيين بكل ثقة غياب الكهرباء ، فالرجل يعتقد ان النهب المنظم لأموال البلاد والمشاريع الوهمية وغياب الكفاءة ليست السبب في معاناة العراقيين ، وإنما المملكة العربية السعودية تقف وراء غياب الكهرباء عن العراقيين ، وعندما يسأله مقدم البرنامج كيف تدخلت السعودية ومنعت الكهرباء عنا ؟ يجيب وبكل خفة ان الرياض وافقت على تغطية العجز الكهربائي في العراق، لكنها اشترطت على عادل عبد المهدي ان يتخلى العراق عن التشيّع، ثم يروي للمشاهدين حكاية من الخيال عن جلسات سرية، ومحادثات صعبة، والغريب ان المساري لم يكن احد اعضاء الوفد العراقي، لكنه كما اخبرنا يعلم ما يجري في الغرف المغلقة.. هل انتهت حكاية الخبير المساري؟.. لا يا سادة فقد علق وزير الكهرباء في حكومة عادل عبد المهدي السيد لؤي الخطيب على فيديو المساري، بجملة قصيرة اختصر فيها المشهد الكوميدي الذي قام ببطولته ابو ميثاق المساري حيث كتب الخطيب: "كلام المساري غير صحيح". كنا قد عشنا من قبل مع تصريحات مثيرة للضحك مع الخبير المساري الذي قال ذات يوم في برنامج حواري مع الزميل نجم الربيعي، مدافعا عن المصارف التي تهرّب الدولار: "العراق له الحق في حرق الأموال، أو تهريبها، أو رميها في البحر". ولم يكتف المساري بذلك، بل أضاف: "هذه الأموال هي نتيحة بيع النفط، أريد اتوسدها، أسويها دوشك بكيفي" وعندما يقاطعه المذيع قائلاً: لكن هذه أموال العراق ومن حق الشعب، يجيب بكل أريحية: "بكيفي حلالي وبكيفي".. هكذا يعتقد المساري ان اموال العراق حق له ولجماعته، فاما الشعب فعليه ان يصدق اكذوبة الكهرباء مقابل التشيّع. وأنت تسمع عزيزي المواطن العراقي مثل هذا الحديث "المساري" ستتأكد أن الجرأة في السخرية من العراقيين وصلت إلى أقصاها. وأن الخطابات والشعارات عن بناء مؤسسات الدولة مجرد اكاذيب ما دامت حكايات المساري "الفنطازية" مستمرة.










