TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كيف تصنع "ابو مازن" ثم تطرده ؟!

العمود الثامن: كيف تصنع "ابو مازن" ثم تطرده ؟!

نشر في: 17 أغسطس, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

أعذروا جهلي فأنا منذ أن صدّعت رؤوسكم بهذه الزاوية، لديّ مشكلة مع ما يقوله "مقاولو السياسة" والمسؤولون عن الخراب والفساد، وتراني أضحك كلما أسمع "مقاولاً" من هؤلاء يذرف الدمع على حال العراقيين، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد، والأموال التي سلبت في وضح النهار. فما بالك أن اكتشف قبل ساعات أن النائب أحمد الجبوري، يحمل شهادة الدكتوراه، وهو "صديق الفقراء". كنا نعتقد أن المهازل السياسية لها موسم وتنتهي، لكننا وجدنا مصابي وباء المهازل يتكاثرون وكأنهم يثبتون بالدليل القاطع أن هذه المدرسة لن تغلق أبوابها، وأن كتاب الأعمدة الساخرة سيجدون دائماً موضوعاً ساخناً، ولأنّ الله رحيم بعباده من العراقيين، فقد تلقيت بسرور بالغ الرسالة "الثورية" التي وجهها النائب أحمد الجبوري الملقب بـ"أبو مازن" إلى جماهير الشعب يحذر فيها من المساس بشعبيته ، وأنه سيكشف "سياسيي الوقت الضائع"، طبعاً الرجل يعتبر نفسه سياسي هذا الوقت وكل وقت، منذ أن أعلن مزاد بيع المناصب وسط قاعة البرلمان، ويمضي أبو مازن ليعلن أن مشروعه "الثوري" أفقد الجميع صوابهم.. وينتهي بأن يحذرنا من أن كرسيه في البرلمان لن يكون في خطر ولن تستطيع الإمبريالية أن تقف في وجه "الكفاءات" العراقية، وكان بالإمكان أن تنتهي الحكاية عند تغريدة أحمد الجبوري، لكنّ المفاجأة الكوميدية هي قرار القضاء الذي منع فيه "أبو مازن" من خوض الانتخابات المقبلة لأنه متهم بقضايا فساد، لكنه في الوقت نفسه سمح له أن يواصل الجلوس على كرسي البرلمان ويمارس النهب.. ولان المهازل متواصلة لا يمكن عدها فقد تقدم السيد "أبو مازن" بطلب إلى القضاء لإلغاء قرار منع المتهمين بقضايا فساد من الترشيح للانتخابات، لأن مثل هؤلاء ثروة وطنية لا يمكن التفريط بها.
يسخرابو مازن من العملية السياسية التي لا تريد أن تعطي رجلاً بحجمه حقه، فمنصب وزير ومحافظ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين، لا تكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه "الزعيم".
نشاهد على الفضائيات مقاطع ساذجة لسياسيين تتميز بسوء التعبير والخلوّ من أي جملة نافعة، لكنها في المقابل تجلب المنفعة لكاتب "مشاغب" مثلي يعيش مع هذا النوع من الساسة الظرفاء.
يكتب المرحوم أفلاطون أن أكثر الرغبات وقاحةً هي رغبة السلطة، المشكلة ياصاحب الجمهورية ليست في الرغبات، وإنما في ضياع القيم الأخلاقية والوطنية عند "مقاولي السياسة".
أحمد الجبوري "أبو مازن" من أولئك الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الفساد ورعايته، وافتراس كل من يقترب من مناصب النواب ، ولم يكن يتصور أن هذا البرلمان نفسه سيردد "الحمد لله تخلصنا من أبو مازن وساعته".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram