TOP

جريدة المدى > محليات > العراق يبدأ فتح مقبرة "الخسفة" في نينوى.. استعادة رفات 20 ألف ضحية "داعش"

العراق يبدأ فتح مقبرة "الخسفة" في نينوى.. استعادة رفات 20 ألف ضحية "داعش"

نشر في: 18 أغسطس, 2025: 12:01 ص

 متابعة/ المدى

أعلنت السلطات العراقية بدء أعمال فتح "مقبرة الخسفة" الجماعية الواقعة جنوب مدينة الموصل، والتي تُصنّف بأنّها أكبر مقبرة جماعية في البلاد، وتضمّ رفات مئات المدنيين والعسكريين الذين أعدمهم تنظيم "داعش" خلال سيطرته على مدينة الموصل بين عامَي 2014 و2017.
وقال محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، في مؤتمر صحافي، إن "الحكومة المحلية، وبدعم من محكمة استئناف نينوى، شرعت بأعمال فتح مقبرة الخسفة التي تُعدّ المقبرة الأكبر على مستوى العالم"، ولفت إلى أنّ المقبرة تضمّ 20 ألف رفات، جميعها من أبناء محافظة نينوى (شمال العراق) من كلّ المكوّنات والانتماءات، وأشار إلى أن تنظيم "داعش" أعدم خلال عام 2015 أكثر من 2000 شخص في يوم واحد، وهم من أبناء مدينة الموصل.
وأكد الدخيل تعهّد السلطات المحلية بمواصلة العمل لفتح مقبرة الخسفة، رغم التحديات المالية والأمنية التي تواجه الأعمال التي ينفذها الفريق الوطني للمقابر الجماعية، فيما كشف عن أنّ الأعمال التي تُنفّذ حاليّاً تشمل المرحلة الأولى، وسيجري لاحقاً إطلاق المراحل التالية. وشدّد محافظ نينوى على أنّ هذه المقبرة "تمثل دليلاً واضحاً" على أن الموصل كانت أبرز ضحايا تنظيم "داعش"، وأن التنظيم لم يفرّق في إجرامه بين فئة وأخرى، وبين مُكوّن وآخر، فيما لم يحدّد الدخيل موعداً لإنهاء العمل في فتح مقبرة حفرة، ولا سيّما أنّ العمل يواجه صعوبة بالغة، خاصة أنها كانت المقبرة الرئيسية التي رُميت فيها جثامين الضحايا.

132 مقبرة في نينوى أبرزها الخسفة
من جهته، أكد مدير عام المقابر الجماعية في العراق، ضياء كريم، بدء المرحلة الأولى من أعمال فتح مقبرة الخسفة، التي تشمل تنظيف محيط حفرة الخسفة، وانتشال الجثث المتبعثرة، ومن ثمّ سيُشرع في فتح الحفرة الرئيسية التي تشكل النقطة الأكثر صعوبة، مبيّناً أنّ "العمل ليس سهلاً، وسيكون معقداً وصعباً للغاية". وأشار إلى أنّ فتح مقبرة الخسفة يتطلب جهداً وطنيّاً كبيراً، وربما يتطلب دعماً دوليّاً لإكمال الأعمال.
وقال كريم في مؤتمر صحافي، إنّ "المرحلة المقبلة تتطلّب مقابلة عائلات الضحايا، وأخذ عيّنات منهم لغرض إنجاز الفحوصات الطبية لإثبات هوية الضحايا والتعرّف إليهم، ومن ثمّ إكمال الدراسات التي تُعدّها جامعة الموصل لبحث طبيعة التربة في حفرة الخسفة، والتعامل معها بطريقة علمية لإنجاح المهام". ولفت إلى أنّ المقابر الجماعية في عموم محافظة نينوى وصلت إلى 132 مقبرة، بينها 94 مقبرة فُتحت، فيما لم تُفتح 38 مقبرة حتى الآن، أبرزها مقبرة الخسفة جنوب الموصل. وأضاف مدير عام المقابر الجماعية، أنّ قضاء سنجار (شمال غرب الموصل) يُعدّ الأكبر من حيث عدد المقابر الجماعية، حيث يضمّ 96 مقبرة، جرى فتح 74 مقبرة منها.

معوّقات فتح المقبرة تتطلب دعماً دوليّاً
وفي السياق ذاته، كشف رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق، أحمد قصي الأسدي، عن صعوبات تواجه العمل في فتح مقبرة الخسفة، وأكد أنّ أبرز التحديات تتمثل في توفير المخصّصات المالية ومعالجة الألغام والمخلّفات الحربية، خصوصاً مع وجود معلومات تتحدث عن وضع تنظيم "داعش" عبوات غير منفلقة (غير منفجرة) مع الجثث التي أُلقيت في الحفرة، إلى جانب وجود المياه الكبريتية في قعر الحفر.
وأوضح الأسدي أنّ المرحلة الأولى من أعمال فتح مقبرة الخسفة تستمرّ مدة 15 يوماً، وتتضمّن رفع الرفات والبقايا العظمية من محيط الحفرة الرئيسية، ومن ثم يتواصل العمل في المراحل المقبلة، لافتاً إلى أنّه لا يمكن حاليّاً تحديد وقت العمل ومراحله، باعتبار أنّ ذلك مرهون بعدد الرفات والمعوّقات التي تواجه العمل. ونوّه بأهمية الدعم الدولي للفرق الوطنية للمقابر الجماعية، حيث ستجري الاستعانة بالعديد من المنظمات الدولية، وفق قوله، لإنجاز أعمال فتح المقبرة، ولا سيّما في الجوانب المتعقلة بملفات التربة والمياه الكبريتية في عمق الحفرة.
إلى ذلك، ناشد ذوو ضحايا تنظيم "داعش" في الموصل السلطات العراقية بالإسراع في إجراءات فتح مقبرة الخسفة من أجل التعرّف إلى مصير الكثير من الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المغيّبين والمفقودين. وقال أحمد الزيدي، شقيق أحد ضحايا "داعش" الذي أعدمه التنظيم عام 2015، إنّ "ذوي الضحايا ينتظرون منذ نحو 10 سنوات الكشف عن مصير أبنائهم، ولا سيّما المغيّبين ومجهولي المصير، فيما ينتظر آخرون تسلّم رفات ذويهم لدفنها، خصوصاً أولئك الذين يملكون معلومات مؤكدة عن وجود ضحايا في مقابر محدّدة".
وأضاف الزيدي أنّ "إجراءات فتح مقبرة الخسفة تمثل استجابة لمطالب العديد من عائلات ضحايا داعش"، فيما أعرب عن أمله بأن "تُنجز الأعمال خلال العام الجاري وألا تتأخر وتمتد لأشهر وسنوات".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

أطفال يتركون المدارس والأهالي يشترون المياه في قضاء كحلاء
محليات

أطفال يتركون المدارس والأهالي يشترون المياه في قضاء كحلاء

 بغداد / تبارك عبد المجيد يعيش سكان قضاء كحلاء يوميات شاقة وسط ضعف الخدمات والبنية التحتية المتدهورة، حيث لا تصل المياه إلا لمن يشترونها، وتتحول الطرق مع كل مطر إلى برك طينية تعيق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram