TOP

جريدة المدى > سياسية > الوجود الأميركي في العراق: من التحالف ضد داعش إلى شراكة أمنية ثنائية قبل الانسحاب التدريجي

الوجود الأميركي في العراق: من التحالف ضد داعش إلى شراكة أمنية ثنائية قبل الانسحاب التدريجي

نشر في: 19 أغسطس, 2025: 12:09 ص

 ترجمة/ حامد احمد

أفاد مسؤولون أميركيون وعراقيون في حديث لموقع، "ذي ناشنال"، الاخباري بحدوث تغيير في صفة التواجد العسكري الأميركي في العراق من مهمة التحالف الدولي ضد داعش الى شراكة أمنية ثنائية تقليدية مع بغداد على ان يكتمل الانسحاب في شهر أيلول من العام القادم، في وقت أكد فيه مستشار حكومي بأن بغداد ملتزمة بإنهاء مهمة التحالف مع السعي لبناء علاقة مستدامة مع واشنطن تشمل جميع المجالات بضمنها المجال الأمني.

وأكد ممثل عن السفارة الأميركية لموقع، ذي ناشنال، حدوث تغيير في وضع مهمة الولايات المتحدة العسكرية في العراق، وتحولها الى شراكة امنية ثنائية.
ويأتي هذا التحول قبيل الانسحاب المقرر الشهر المقبل من بعض المناطق في البلاد.
وكان العراق والولايات المتحدة قد أعلنا في أيلول من العام الماضي عن اتفاق ينص على انهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بحلول الشهر المقبل، على ان تغادر بقية القوات الأميركية البلاد بحلول نهاية عام 2026.
وأفادت تقارير بان القوات الأميركية بدأت الانسحاب من قاعدة عين الأسد في غربي البلاد ومن مطار بغداد الدولي الى أربيل عاصمة إقليم كردستان.
وقال الممثل عن السفارة الأميركية، ان هذا يشكل " انتقالا لمهمة التحالف العسكرية في العراق الى شراكة أمنية ثنائية أكثر تقليدية."
وأضاف ممثل السفارة قائلا: " هذا لا يعني نهاية التحالف الدولي ضد داعش ، الذي سيواصل جهوده المدنية على المستوى العالمي"، دون ان يؤكد بشكل صريح ما اذا كانت بعض القوات قد انتقلت بالفعل.
من جانبه، قال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لموقع ذي ناشنال الاخباري الاثنين الماضي ان الحكومة ما زالت ملتزمة بإنهاء مهمة التحالف بقيادة الولايات المتحدة والتحول الى شراكة امنية ثنائية.
وأضاف بقوله: "رؤية الحكومة هي إيجاد علاقة مستدامة تشمل جميع المجالات، ومن ضمنها المجال الأمني."
وأشار الى ان هذا التوجه جرى العمل عليه عبر " مجموعة من الأسس المنهجية “، بدءا من اللجنة العسكرية العليا التي ناقشت مهمة التحالف الدولي وانهاء المهام في أيلول 2025 و 2026 .
وبحسب الخطة، ستنتهي أنشطة التحالف في مقره الرئيسي وفي قاعدة عين الأسد في أيلول 2025 ضمن المرحلة الأولى، فيما ستُستكمل المرحلة الثانية والأخيرة في أيلول 2026. وأكد علاوي ان هذه العملية تعكس " التزام الحكومة العراقية بتنفيذ الاتفاق الخاص بإنهاء مهام التحالف الدولي ، ونقل العلاقات الى علاقات ثنائية " ، واصفا ذلك بانه عودة الى " العلاقات الثنائية الطبيعية الى ما قبل سقوط الموصل في 10 حزيران 2014." وتسعى بغداد الى الحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واسبانيا وتركيا وحلف شمال الأطلسي الناتو والاتحاد الأوروبي " ضمن مسار الاتفاقيات الاستراتيجية بين جمهورية العراق والدول الصديقة للعراق" ، مضيفا أن العراق يطمح بشكل خاص للإبقاء على علاقاته مع واشنطن تحت مظلة " اتفاقية الاطار الاستراتيجي " القائمة. خلاف حول التواجد الأميركي
تشكّل التحالف الدولي ضد داعش عام 2014 بهدف إضعاف التنظيم وإلحاق الهزيمة به. وبدأت عملياته العسكرية بضربات جوية ثم توسعت لتشمل تقديم المشورة والتدريب للقوات الأمنية العراقية.
وما يزال نحو 2500 جندي أميركي متمركزين في العراق، حيث يعملون مع القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية في إقليم كردستان ضد خلايا داعش . كما يشكل العراق قاعدة انطلاق لعمليات أميركية ضد التنظيم في سوريا، حيث ما يزال نشط من دون سيطرة على أي مساحة أرضية. وقد كان الوجود الأميركي في العراق مثار جدل واسع في الساحة السياسية الداخلية، وأثار معارضة طهران ومن قبل فصائل مسلحة موالية وجهات سياسية شيعية داخل البرلمان. وجاء الاتفاق على الانسحاب التدريجي نتيجة ضغوط متزايدة من هذه الأطراف على الحكومة العراقية لإخراج القوات الاميركية من البلاد.
وكانت القوات الأميركية قد تعرضت لهجمات متكررة من قبل فصائل مسلحة موالية لإيران وذلك منذ حادث اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ، ونائب قائد الحشد أبو مهدي المهندس ، بغارة جوية أميركية استهدفت موكبهم عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي. وكانت قاعدة عين الأسد ، احدى أكبر القواعد التي تستضيف قوات أميركية ، قد استهدفت بصواريخ إيرانية ردا على تلك الحادثة ، ما أدى الى إصابة أكثر من 100 جندي أميركي بإرتجاجات دماغية. وكانت الهجمات قد شهدت زيادة بعد اندلاع حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر تشرين الاول 2023 ، حيث أعلنت فصائل مسلحة تعمل تحت مظلة المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة استهدفت مصالح أميركية.
ويأتي تغيير وضع المهمة بعد أيام من توقيع اتفاق أمني بين ايران والعراق، خلال زيارة كبير المسؤولين الأمنيين الإيرانيين علي لاريجاني الى بغداد، وهو ما اثار انتقادات أميركية.
 عن ذي ناشنال الاخباري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram