علي إبراهـيم الدليمي
خصصت وزارة الثقافة والسياحة والآثار "قصر رشيد عالي الكيلاني" في منطقة الأعظمية ببغداد ليكون مقراً لـ "مؤسسة ابن البواب للخط العربي والفنون الإسلامية"، وذلك في إطار جهود الحفاظ على فن الخط العربي والفنون الإسلامية بعد إدراجهما على قائمة التراث المادي العالمي، بموجب الاتفاقية المبرمة بين الوزارة ومنظمة اليونسكو.
ويهدف المقر إلى أن يصبح مركزا عالميا متخصصا في فن الخط العربي والفنون الإسلامية، وذلك بعد ترميمه وتجهيزه باللوازم الضرورية لإنجاح هذا المشروع الكبير.
وتُعدّ المؤسسة منظمة غير حكومية وغير ربحية، تهدف إلى رعاية الفنون الإسلامية في مختلف المجالات، وقد حصلت على موافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء - دائرة المنظمات غير الحكومية.
سيكون هذا الصرح العلمي مظلة لكل فنان عراقي ومتخصص في هذه الفنون، حيث يمكنه الانضمام إليه لتحقيق أهدافه الفنية والعلمية. وستفتح له فروع في جميع محافظات العراق، بالإضافة إلى فروع أخرى خارج البلاد.
يتحدث د. عبد المنعم خيري، رئيس المؤسسة: "ولدت هذه المؤسسة من رحم تجمع خطاطي العراق، الذي أثبت وجوده الكبير والملموس على مدى خمس سنوات متواصلة. كان التجمع نشطا في تنظيم دورات الخط العربي، وتحسين الكتابة اليدوية، وإقامة معارض بالتعاون مع مؤسسات فنية وإسلامية مختلفة، بالإضافة إلى ورش العمل الفنية المكثفة التي أُقيمت في قاعة القشلة بشارع المتنبي ودار الوثائق والكتب في وزارة الثقافة والسياحة والآثار". وقد أُعدت ورقة عمل شاملة ونظام داخلي وفقا للشروط القانونية والرسمية، بالإضافة إلى خطط سنوية تهدف إلى النهوض بهذه الفنون التاريخية والحفاظ عليها.
من جانبه، أكد الخطاط حسين عبد الله، معاون رئيس المؤسسة: "أنجزنا إنجازا كبيرا بخط المصحف الشريف لأول مرة في العراق بخط جماعي وفي فترة زمنية قصيرة، وبدون أي دعم مالي، تتضمن خطة المؤسسة المستقبلية عقد ندوات فكرية، وورش عمل تعليمية، وإصدار مطبوعات متخصصة، بالإضافة إلى مجلة فصلية لنشر الدراسات والمتابعات والأنشطة التي نقوم بها".
وأضاف: "نحن الآن بصدد التحضير لخط نسخ جديدة من المصحف الشريف على مدى مسيرتنا في المؤسسة، بعدما تم خطه عدة مرات، وقد جرى بالفعل تجهيز الورق والأقلام والأحبار المخصصة للمشاركين في هذا المشروع المبارك".
يذكر ان ابن البواب، أو أبو الحسن علي بن هلال بن عبد العزيز، هو خطاط بغدادي شهير وُلد في بغداد عام (961م) وتُوفي فيها في (3 أب/ 1022م).
يُنسب إليه الفضل الكبير في تطوير الحرف العربي وتجويده، حيث وضع له قياسات هندسية متوازنة ما زالت تُستخدم حتى اليوم، وإلى جانب براعته في الخط، كان ابن البواب شاعرا، كما أتقن فنون الزخرفة والتزويق.
ويُعدّ قصر رشيد عالي الكيلاني من المعالم التراثية في بغداد، تم بناء طابقه الأرضي عام 1925، والطابق الأول عام 1930. سكنه الكيلاني وعائلته حتى عام 1941، وهو العام الذي نُفي فيه خارج العراق. بعد ذلك، اتخذته السفارة البريطانية مقرا لها حتى عام 1958.











جميع التعليقات 2
د.رعد أحمد الزبيدي
منذ 4 شهور
هذا إنجاز كبير ومنعطف مهم في مسيرة وازدهار الخط العربي في العراق واشكر كل الجهود التي ساهمت في تحقيق هذا الحدث .🌷
د. عطيه الدليمي
منذ 2 شهور
وفقكم الله على هذا الجهد العظيم الذي سعة اليه مؤسسة ابن البواب بجهود الاستاذ الدكتور عبد المنعم خيري رئيس المؤسسة وجهود الاخ الخطاط حسين عيدالله ابو علاء وجهود الخيرين من مؤسسي واعضاء المؤسسة الذين يعملون دون كلل ولا ممل لرفع من مستوى الحرف العربي المقدس