TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > انقسامات حول أوكرانيا بين لاءات ترامب وتشدد موسكو ومحاولات أوروبية متعثرة

انقسامات حول أوكرانيا بين لاءات ترامب وتشدد موسكو ومحاولات أوروبية متعثرة

نشر في: 21 أغسطس, 2025: 12:16 ص

متابعة / المدى
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القادة الأوروبيين بمحاولات وصفها بـ"الخرقاء" لتغيير موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال الحرب في أوكرانيا. وقال خلال مؤتمر صحفي الأربعاء إن ما يصدر عن العواصم الغربية لا يتجاوز "التصعيد العدواني" ومحاولات للتأثير على مواقف واشنطن.
وأضاف أن موسكو تؤيد الطرح الأميركي الداعي إلى معالجة "الأسباب الجذرية للأزمة" وعدم الاكتفاء بوقف إطلاق نار قبل التفاوض. وشدد على أن أي ترتيبات أمنية جماعية من دون روسيا تمثل "طريقاً إلى المجهول"، مؤكداً رفض بلاده تهميش دورها في أي تسوية.
وتزامنت تصريحات لافروف مع الجدل المتصاعد حول لقاء ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين. فقد وضع ترامب ثلاثة خطوط حمراء واضحة: لا عودة لشبه جزيرة القرم، لا انضمام لأوكرانيا إلى حلف الناتو، ولا نشر لقوات أميركية على الأراضي الأوكرانية.
هذه الشروط مثّلت سقف الموقف الأميركي ورسالة مزدوجة لكييف وموسكو، رغم أن ترامب ترك الباب موارباً حين أشار إلى إمكانية اختبار جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء الحرب خلال الأسابيع المقبلة.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن بوتين اقترح على ترامب عقد لقاء ثلاثي في موسكو يضم زيلينسكي، وهو ما رفضته كييف خشية تكريس تفوق روسي في أي مفاوضات مباشرة. في المقابل، عرضت الحكومة السويسرية استضافة محادثات سلام، رغم استمرار المذكرة الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين.
من جانب آخر، شدد المجلس الأوروبي بقيادة أنتونيو كوستا على ضرورة المضي قدماً في انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن إشراك أوروبا في أي مفاوضات أمر حيوي. ورغم الانقسام داخل الاتحاد بشأن مسألة الناتو، يظل سلاح العقوبات حاضراً في الأجندة الأوروبية، مع دعوات من بريطانيا ودول أخرى لفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو خلال الشهر المقبل.
في ظل تعثر عضوية الناتو، تبحث كييف عن بدائل أمنية ذات قيمة معادلة. السيناريوهات المتداولة تتراوح بين قوة حفظ سلام كبيرة ومكلفة، أو قوة ردع رمزية أوروبية، أو قوة مراقبة محدودة. ترامب بدوره رفض نشر قوات أميركية، لكنه أبدى استعداداً لتقديم دعم جوي لأي قوة دولية محتملة. كما تبحث كييف تصنيع طائرات مسيّرة محلياً بتمويل أوروبي قد يصل إلى 100 مليار دولار.
النائب الأوكراني أوليكسي غونشارينكو عبّر عن القلق من مستقبل الانضمام إلى الناتو، لكنه أكد أن بلاده تستحق طرق أبواب الحلف، حتى لو لم يتحقق ذلك الآن. وأوضح أن الضمانات الأمنية المطلوبة قد تشبه المادة الخامسة من ميثاق الناتو، أو الاتفاقات الدفاعية الثنائية التي تربط الولايات المتحدة باليابان وكوريا الجنوبية.
وأكد أن الضمانة الأساسية تكمن في تعزيز الجيش الأوكراني وتلقي دعم مباشر من قوى أوروبية كبرى، خصوصاً فرنسا وبريطانيا، إضافة إلى دور أميركي حاسم.
وتظل الحرب الأوكرانية رهينة معادلة شائكة: لاءات أميركية تقيد طموحات كييف، وضمانات أمنية لم تجد بعد صيغة عملية، وأوروبا المترددة بين دعم الانضمام للاتحاد الأوروبي والتحفظ على الناتو، في حين ترفض موسكو أي مساس بمصالحها الاستراتيجية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

واشنطن تربط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بمشاركة أوروبية في قوة دولية

واشنطن تربط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بمشاركة أوروبية في قوة دولية

متابعة/ المدى أفادت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" بأن مسؤولين أمريكيين أبلغوا دبلوماسيين أوروبيين بأن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مرهون بإرسال الدول الأوروبية جنودا لدعم "قوة الاستقرار الدولية" أو دعم الدول المساهمة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram