الموصل / سيف الدين العبيدي
كان البابليون أول من استخدم المزاول الشمسية لمعرفة أوقات النهار عبر حركة الشمس، وتواصل استخدامها في العصر الإسلامي، حيث عُثر في سامراء على عدد منها محفوظة اليوم في المتحف العراقي، ومع عودة إعمار الجوامع التراثية في الموصل، عمل المهندس الموصلي الدكتور أحمد العمري على إحياء هذا الموروث، من خلال إنشاء مزولة في كل جامع يشرف على إعادة بنائه.
إحياء الموروث في الجوامع الموصلية
أوضح العمري لـ "المدى"، أن تصميم المزاول يعتمد على زاوية سقوط أشعة الشمس وموقع المدينة، بإستخدام حسابات رياضية فلكية مدعومة ببعض مبادئ الفيزياء، وتشير هذه المزاول إلى الوقت عبر ظل مدبب يسقط على الأرقام المنقوشة، وقد صمم العمري مزاول متنوعة بأشكال أفقية أو جدارية أو أسطوانية، مستخدمًا حجر الحلان في بنائها، في جوامع النبي شيت، عمر الأسود، المجاهدي، جامع النبي يونس، الإمام محسن، الحاج منصور، والجامع العمري.
ويقول العمري إن مشروعه بدأ قبل خمس سنوات، مضيفًا مخطوطات لآيات قرآنية إلى بعض المزاول، ومؤكدًا أن هدفه هو إحياء هذا الموروث التاريخي ليبقى حاضرًا للأجيال المقبلة، مثلما كان موجودًا في جامع النوري وبيت المقدس والأزهر، برغم إنتشار الساعات الإلكترونية الحديثة.
إرث الجليليين في المزاول
وكان قد سبق العمري في هذا المجال الراحل الدكتور محمد الجليلي، المختص بعلم الفلك، الذي تمكن في سبعينيات القرن الماضي من فك رموز مزولة في سامراء، وشيد ستة مزاول داخل الموصل، ويذكر سعود الجليلي لـ "المدى" أن الدكتور محمد صديق بك ابن إسماعيل بك الجليلي، المولود عام 1904 والمتوفى عام 1980، والحاصل على الدكتوراه في هندسة الميكانيك والفلك والفلسفة، قد صمم ستة مزاول مختلفة:
الأولى عمودية موضوعة اليوم في حديقة الشهداء، والثانية في الساحة المقابلة لجامع النبي يونس، والثالثة أفقية أمام مبنى محافظة نينوى القديم، والرابعة أفقية في جامع نعمان باشا الجليلي بمحلة السرجخانة والمعروف بجامع القطانين، وهي مؤمنة الآن في متحف الموصل بإنتظار إكمال إعمار الجامع المذكور، كما شيد مزولة أفقية أخرى على سطح هذا الجامع نفسه، وأخرى صغيرة محمولة أهداها إلى الخطاط الراحل يوسف ذنون.










