متابعة / المدى
أعلنت وزارة الزراعة العراقية، أمس السبت، تراجع المساحة المخصصة لزراعة محصول الشلب إلى 200 دونم فقط، بعد وصول البلاد إلى مرحلة ندرة المياه. وأكد مستشار الوزارة مهدي ضمد القيسي لوكالة شفق نيوز "أن الخزين المائي المتدني انعكس بشكل مباشر على القطاع الزراعي، ما دفع الوزارة لتقليص الخطة الصيفية لمحصول الشلب إلى حدودها الدنيا، بهدف الحفاظ على الأصناف".
وبيّن القيسي "أن الوزارة توقعت مسبقاً انخفاض الإيرادات المائية، فلجأت إلى تعزيز استخدام تقنيات الري بالرش التي تقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 80 بالمئة مقارنة بالري السيحي لمحصول الحنطة". وأضاف "أن الوزارة أدخلت خلال العامين الماضيين 13 ألف منظومة ري بالرش بسعات مختلفة (60 و80 و120 دونماً)، وزعت على المزارعين بدعم حكومي بلغ 30 بالمئة من السعر، فيما يقسط الباقي على مدى عشر سنوات".
وأشار القيسي إلى "أن هذا الدعم الحكومي ساعد على توسيع استخدام المنظومات في استثمار المياه الجوفية، مؤكداً أن العراق يحقق اكتفاءً ذاتياً من محصول الحنطة الاستراتيجي منذ ثلاث سنوات. كما أبدت الوزارة استعدادها للتوسع في هذه التقنية العام المقبل بعد الحصول على موافقة وزارة الموارد المائية، لضمان استمرار الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول".
وأوضح القيسي "أن وزارة الموارد المائية التزمت بتأمين حصص المياه للبستنة، بما يشمل الحمضيات والنخيل والخضر المزروعة بالري بالتنقيط، مؤكداً عدم وجود مخاوف على التمور لوجود ضمانات مائية كافية". وأشار إلى "أن النخيل أكثر تحملاً للجفاف، وأن القطاع الخاص يوسع استثمار الأراضي المخصصة لها باستخدام تقنيات الري الحديثة.
ويواجه العراق منذ سنوات أزمة جفاف غير مسبوقة، تُعَد من أخطر التحديات البيئية في تاريخه الحديث، بسبب التغير المناخي وانخفاض معدلات الأمطار، إضافة إلى تراجع واردات المياه من دول المنبع، خصوصاً تركيا وإيران. وأسهمت هذه العوامل في تقلص الرقعة الزراعية وتزايد التصحر وتضرر الأمن الغذائي، ما انعكس مباشرة على معيشة ملايين العراقيين، خصوصاً في الأرياف".
وتزامناً مع ذلك، يشهد العراق نقصاً حاداً في خزين المياه داخل السدود والخزانات، حيث انخفضت المستويات إلى ما دون الحدود الآمنة. وكانت وزارة الموارد المائية قد حذرت مراراً من خطورة الوضع، مؤكدة أنها تعتمد خطط توزيع المياه وفق أولويات الشرب والبستنة، في ظل غياب خطة زراعية صيفية شاملة.