 ذي قار / حسين العامل

استضاف اتحاد أدباء وكتّاب ذي قار الشاعر البصري كاظم الحجاج في أمسية ثقافية فتح خلالها امام جمهور كبير من مريديه خزائن تجربته الشعرية والمسرحية التي تمتد لأكثر من 60 عاما.

وقال الحجاج في مستهل الأمسية التي أقيمت في القصر الثقافي في الناصرية وادارها الكاتب المسرحي علي عبد النبي انه " شرف ان يكون الانسان في مدينة السومريين التي لازالت مدينتي (الهوير) تردد بعضا من مفرداتهم وتصنع قواربهم وفق طرازها الأول".
وتحدث الحجاج في الأمسية التي حضرتها المدى عن بداياته الأولى في عام 1959 ومنطلقات تجربته الشعرية يوم كان طالبا في متوسطة العشار في محافظة البصرة حيث القصيدة الأولى ذات الاشطر التسعة التي حضي 7 اشطر منها برضى استاذه يوم ذاك الشاعر سعدي يوسف"، عادا ذلك حافزا لمواصلة الحرث في حقول التجربة الأدبية التي حصد القاري العراقي والعربي 6 مجاميع شعرية و 5 نصوص مسرحية منها على مدى 60 عاما ونيف".
مؤكدا ان " المسرح لا يختلف كثيرا عن الشعر في التعبير عن قضايا الناس".
وأشار الحجاج وهو يتحدث عن التاريخ الادبي لمدينته البصرة الى ان " البصرة هي مدينة ابتكار ادبي منذ القدم وليست مدينة تقليد، فالبصرة بحسب ما يقول دخلت كمنافس قوي لعكاظ الشعر بابتكار المربد كما ابتكرت الشعر الحر عبر السياب بمقابل القصيدة العمودية".
وكشف الشاعر البصري وعبر باقة من قصائده التي القاها امام الجمهور عن قدرة كبيرة على توظيف مفردات الحياة اليومية في العملية الإبداعية اذ تطرق لحياة الجنوبيين وايامهم المغمسة بالتعب والوجع حيث تدور رحى الصراع والتحدي المتواصل في جميع المجالات "، معرجا على حياته المتقشفة وعرش الشاعر حين يكون بين كتبه ومكتبته، منوها الى اثر الحروب الثلاث التي عايشها وخرج من بين براثنها بأعجوبة.
وفي معرض اجابته عن أثر الفكر اليساري في شعره قال الحجاج ان " فكر اليسار الذي ينتمي اليه هو فكر علمي تقدمي لصناعة الحياة ومستقبل الانسان"، مؤكدا وقوفه في صف الفقراء ومناصرة المقهورين في جل قصائده.
ومن جانبه تحدث الكاتب علي عبد النبي عن المنجز الادبي للحجاج واثر البصرة ببيئتها وتاريخها القديم والحديث في ذلك المنجز، متطرقا الى تعلق الشاعر بمدن الماء وعلاقته بنهير الليل وشط العرب، مستذكرا في الوقت نفسه اثر السومريون والجاحظ والحسن البصري والسياب وسعدي يوسف والبريكان ومحمد خضير وغيرهم من الادباء المرموقين في تشكيل التاريخ الادبي للمدينة المذكورة.
فيما تحدث عدد من الادباء والمهتمين بالشأن الثقافي في مداخلاتهم خلال الأمسية عن مجمل التجربة الأدبية للحجاج وحضور الجملة الشعرية والخطاب الاجتماعي في اعماله المسرحية، فضلا عن توظيف المفارقات الساحرة والساخرة في القصيدة والنص المسرحي، كما تطرقوا الى التطور اللغوي ومستوى علاقة الحجاج بالشعر العمودي، ليكشف الحجاج خلال ذلك عن جانب من تجربته مع نظم الشعر العمودي في بداياته الشعرية، اذ فازت قصيدته العمودية بـ 15 دينارا ابان سبعينات القرن العشرين وعدد من ابيات المديح من شاعرين معروفين.
وبدوره ألقى الشاعر مسلم الطعان قصيدة بعنوان (حروف كاظم الحجاج) يحتفي بها بحضرة الحجاج وحضوره الشعري، فيما خص الكاتب نعيم عبد مهلهل الشاعر المحتفى به بشهادة أدبية تلاها بالإنابة عنه الكاتب عمار نعمة.
وفي ختام الأمسية جرى تكريم الشاعر المحتفى به بدرع الإبداع لاتحاد الأدباء والكتّاب في ذي قار إضافة إلى اهداء مجموعة من إصدارات كتاب وادباء ذي قار تعبيراً عن تقديرهم لمسيرته الإبداعية.