ترجمة: عصام الياسري
أطلقت مجموعة كبيرة من محترفي صناعة السينما، معظمهم من الإيطاليين، بمن فيهم المخرجون: ماركو بيلوتشيو وماتيو غاروني وأليس روهرواشر، نداءً لمهرجان البندقية السينمائي لاتخاذ موقف أكثر فعاليةً لمناصرةً للقضية الفلسطينية.
وكانت المجموعة، المنضوية تحت شعار موسوم "فينيسيا من أجل فلسطين" Venice4Palestine، قد نشرت يوم السبت 23 أغسطس / آب 2025 رسالةً مفتوحةً تحثّ فيها المنظمة الأم للمهرجان، بينالي البندقية، وأقسامه الموازية المستقلة "أيام البندقية" و"أسبوع النقاد الدولي"، على "أن يكونوا أكثر شجاعةً ووضوحًا في إدانة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والتطهير العرقي في جميع أنحاء فلسطين الذي تمارسه الحكومة والجيش الإسرائيلي". ينطلق مهرجان البندقية السينمائي يوم الثلاثاء. 26 آب 2025 . في الرسالة، تُحثّ المؤسسات وقطاعات السينما والفن والثقافة والتعليم على التحلّي بمزيد من الشجاعة والوضوح في إدانة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والتطهير العرقي في جميع أنحاء فلسطين الذي ترتكبه الحكومة والجيش الإسرائيلي. كما تدعو الرسالة أيضا إلى توفير مساحات وفرص طوال فترة المهرجان للترويج للمبادرات المتعلقة بفلسطين، وذلك عقب حراك 30 أغسطس الذي دعمته أيضا شبكة "فنانون بلا بافاليو"، حتى لا يصبح المهرجان "معرضا فارغا حزينا"، كما ورد في رسالة V4P، "بل يغتنم الفرصة ليعود من جديد مكانا للحوار والمشاركة الفاعلة والمقاومة، كما كان في الماضي"، كما أوضح أعضاء المجموعة.
وفيما خاطبت الرسالة العديد من الجهات السينمائية والثقافية والإعلامية. ومنها: بينالي البندقية، مهرجان البندقية السينمائي، أيام البندقية، أسبوع النقاد الدولي، والعاملين في مجالات السينما والثقافة والإعلام. أيدت العديد من الشخصيات المرموقة في السينما والفن والموسيقى والثقافة ـ الإيطالية والدولية الرسالة التي حملت نصا قيميا في مغزاه التعبيري، وإنسانيا في مضمونه الأخلاقي ـ على النحو التالي .وجاء في الرسالة " مع تسليط الأضواء على مهرجان البندقية السينمائي، نُواجه خطرَ المرور بحدثٍ كبيرٍ آخر لا يكترث بهذه المأساة الإنسانية والمدنية والسياسية. "يجب أن يستمر العرض"، يُقال لنا، بينما نُحثّ على صرف أنظارنا - كما لو أن "عالم السينما" لا علاقة له "بالعالم الحقيقي". ومع ذلك، فمن خلال تلك الصور تحديدًا، التي التقطها زملاؤنا، وربما حتى أصدقاؤنا، علمنا بالإبادة الجماعية، وبالهجمات العنيفة، بل القاتلة، على مخرجي الأفلام وطواقمها في الضفة الغربية، وبالعقاب الجماعي الذي مورس على الشعب الفلسطيني، وبجميع الجرائم الأخرى ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة والجيش الإسرائيليان. لقد أودت هذه الصور بحياة ما يقرب من 250 إعلاميًا فلسطينيًا حتى الآن.
يُفترض أن يحتفي البينالي ومهرجان البندقية السينمائي الدولي بقوة الفن كوسيلة للتغيير، والشهادة، وتمثيل الإنسانية، وتنمية الوعي النقدي. وهذا تحديدًا ما يجعل الفن وسيلة استثنائية للتأمل والمشاركة الفاعلة والمقاومة. ردًا على التصريحات الأخيرة الفاترة والغامضة، أو الأسوأ من ذلك، المريحة، الصادرة عن أجهزة السلطة والإعلام والثقافة، نتخذ موقفًا واضحًا لا لبس فيه: لقد حان الوقت ليس فقط للتعاطف، بل أيضًا للمسؤولية. الدلالات واللغات، والكلمات والصور، ليست مجرد أدوات ثانوية - وخاصةً لمن يؤمنون بالفن، بل هي شكل أساسي وضروري للمقاومة. لو لم يكن الأمر كذلك، لكان من الأفضل لنا أن نستسلم للدليل القاطع على أن كونك صانع أفلام أو صحفيًا اليوم لم يعد له معنى.
ولهذا السبب، نحن - ناشطون وعاملون في مجالات السينما والإعلام والأخبار - نؤمن بأنه يجب أن يتوقف هذا العرض ولو لمرة واحدة: يجب أن نكسر جمود اللامبالاة ونفتح طريقًا للوعي. لذلك، نطالب البينالي والمهرجان وأيام البندقية وأسبوع نقاد البندقية باتخاذ موقف واضح ودعم مطالبنا. كما نؤكد على ضرورة توفير مساحات لاستضافة سرديات متنوعة لفلسطين.










