المدى / خاص
تشهد محافظة الأنبار تزايداً في أعداد المصابين بالفشل الكلوي خلال السنوات الأخيرة، ما أثار قلقاً واسعاً لدى المؤسسات الصحية والمجتمعية. وتشير بيانات دائرة صحة الأنبار إلى أن نسبة الحالات الجديدة مستقرة عند حدود 12% سنوياً، وهي ضمن المعدلات العالمية، غير أن استمرار تسجيل أعداد كبيرة يعكس حجم التحديات المرتبطة بالوقاية والعلاج.
مدير إعلام صحة الأنبار محمد القيسي قال لـ(المدى)، إن "الدائرة فتحت وحدات للغسل الكلوي في مختلف مدن المحافظة لتخفيف الضغط على المرضى وتقليل معاناتهم"، مبيناً أن الأسباب الأكثر شيوعاً محلياً تعود إلى داء السكري بنسبة 40%، وارتفاع ضغط الدم بنسبة 25%، والتهابات الكلى المزمنة بنسبة 8%، إضافة إلى تأثيرات الأدوية المفرطة والأمراض الوراثية.
وأضاف القيسي أن "الكثير من المرضى في السابق كانوا يرفضون الخضوع لجلسات الغسل الكلوي ما أدى إلى وفاتهم خلال فترات قصيرة، لكن ازدياد الوعي الصحي ساهم في إقبال أكبر على العلاج المنتظم". وشدد على أهمية الإجراءات الوقائية مثل شرب كميات كافية من المياه، الاعتدال في تناول البروتين، مراقبة مرضى السكري والضغط، وتجنب المسكنات غير الموصوفة طبياً.
ضعف البنى الصحية ونقص التوعية
الناشط المدني عبدالقادر علي أكد أن تفاقم الإصابات يرتبط بضعف مراكز الفحص المبكر وقلة التوعية الصحية، ما يؤدي إلى اكتشاف المرض في مراحل متأخرة. واعتبر أن تحسين الوضع يتطلب تعزيز برامج الوقاية، وزيادة عدد وحدات الغسل الكلوي، وتوفير كوادر طبية متخصصة للتعامل مع الأعداد المتزايدة.
أما الناشط المدني محمد سعدون فشدّد على أن الأزمة لا تنفصل عن سنوات النزاعات التي أثرت مباشرة على البنى التحتية الصحية في الأنبار. وأوضح أن كثيراً من المستشفيات ما زالت بحاجة إلى دعم وتجهيزات متطورة، داعياً إلى خطة حكومية متكاملة تعالج جذور المشكلة عبر تحسين أنماط الحياة، نشر ثقافة الفحص المبكر، وتوسيع برامج التثقيف الصحي لتشمل المدارس والجامعات والمناطق الريفية.
أرقام مقلقة: ما السر وراء ارتفاع حالات الفشل الكلوي في الأنبار؟

نشر في: 27 أغسطس, 2025: 01:23 ص









