ذي قار / حسين العامل
أعلنت الحكومة المحلية في ذي قار عن تشكيل لجنة مختصة لاستكمال ملف ترشّح قرية أبو سوباط الواقعة في أهوار الجبايش لتكون من بين القرى العراقية المرشحة للمشاركة في مبادرة أفضل 1000 قرية سياحية في العالم.
وتمّ إطلاق مبادرة «أفضل القرى السياحية» في عام 2021 كجزء من عمل منظمة السياحة العالمية الرامي إلى جعل السياحة محرّكًا للتنمية الريفية والرفاه. وحتى هذا التاريخ، حازت أكثر من 70 قرية من حوالي 40 بلدًا على علامة «أفضل القرى السياحية». ووقع الاختيار على 40 قرية أخرى للمشاركة في برنامج الترفيع، حيث تستفيد من إرشادات الخبراء وفرص التواصل والتشبيك.
وعن آلية ومقومات الترشيح قال مدير قسم السياحة في ذي قار، أسعد حسين القره غولي، في تصريح إلى (المدى): «ضمن مبادرة اختيار أفضل 1000 قرية سياحية في العالم من قبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة تم ترشيح قرية أبو سوباط الواقعة في أهوار الجبايش (90 كم شرق الناصرية) لتكون ضمن المواقع العراقية المرشحة للمشاركة في تلك المبادرة»، مشيرًا إلى أن «القرية جرى ترشيحها سابقًا مع قرى عراقية أخرى، إلا أنه لم يجرِ اختيارها لأسباب تتعلق بمعايير المنظمة المذكورة».
وتحدث مدير قسم السياحة في ذي قار عن تشكيل لجنة محلية من قبل إدارة المحافظة لاستكمال ملف القرية وتأمين متطلبات المعايير الدولية المعتمدة لتدخل كمنافس مؤهل لاختيارها ضمن القرى الداخلة في المشروع الأممي، منوهًا إلى أن «عمل هذه اللجنة سيكون بالتنسيق مع لجنة مركزية في بغداد».
وتطرق القره غولي إلى أبرز المعايير الدولية المطلوبة لاختيار القرية، من بينها أن تتمتع ببيئة طبيعية وتراثية مميزة، وتتوفر فيها المقومات الأساسية للسياحة وأمن السائحين، كونها ستكون وجهة سياحية مرشحة لاستقبال السائحين من مختلف أرجاء العالم.
مبينًا أن «قرية أبو سوباط هي القرية الوحيدة المرشحة عن المنطقة الجنوبية، مع قرى أخرى في وسط وشمال البلاد، من بينها قرى في هور الدلمج وكربلاء وكردستان».
وكشف القره غولي عن جملة من التحديات التي تواجه الترشيح، من بينها تذبذب مناسيب المياه في مناطق الأهوار، معربًا عن أمله بتجاوز هذا التحدي لتكون القرية قبلة للسائحين، وبذلك تعزز موارد سكان الأهوار، مشيرًا إلى «أهمية القطاع السياحي في تعزيز موارد البلاد». وتحدث القره غولي عن توفر مقومات السياحة الطبيعية والآثارية والدينية في الكثير من المدن العراقية. ويرى مدير قسم السياحة في ذي قار أن انضمام الأهوار والآثار إلى لائحة التراث العالمي قبل عدة أعوام ساعد كثيرًا في تحفيز الوفود السياحية على زيارة تلك المناطق، وخلص إلى القول إن «تحقيق انضمام قرية أبو سوباط لمبادرة أفضل 1000 قرية سياحية من شأنه أن يؤمن لها أيضًا الترويج العالمي لتصبح قبلة للسائحين».
وبدورها كشفت رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في مجلس محافظة ذي قار، المهندسة زينب الأسدي، عن حيثيات اجتماع حكومي عقد لهذا الغرض. وجاء في بيان صحفي تابعته (المدى) أنه «تم خلال الاجتماع الذي ترأسه معاون محافظ ذي قار لشؤون التخطيط دراسة ترشيح قرية أبو سوباط، كون القرية المذكورة تعد نموذجًا يعكس حياة الأهوار وتراثها الطبيعي والبيئي»، مبينًا أن «ذلك ينسجم مع انضمام الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي». وأشار البيان إلى أن «الاجتماع الذي حضره قائمقام قضاء الجبايش ومدير سياحة ذي قار وممثلو الدوائر والمؤسسات المعنية بحث جملة من التفاصيل المرتبطة بالواقع البيئي للقرية، وسبل إيجاد الحلول لأزمة المياه وجفاف الأهوار بصورة عامة، والحفاظ على ديمومة الأهوار وأثرها وتنوعها البيئي والأحيائي». ونقل البيان عن الأسدي قولها إن «الاجتماع أسفر عن عدة توصيات وتوجيهات تنسجم مع المعايير الدولية»، مشددة على «أهمية تكثيف الجهود وتقديم الدعم اللازم لنجاح المشروع المذكور».
وتحدثت رئيس لجنة الزراعة عن تشكيل لجنة مختصة برئاسة قائمقام الجبايش وممثلين عن الدوائر والجهات الحكومية ومنظمات غير حكومية لمتابعة مجريات العمل وفق الخطط المرسومة.
وتجمع محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ما بين السياحة الدينية والآثارية والطبيعية لما تمتلكه من مواقع أثرية ودينية تقدر بأكثر من 1200 موقع أثري، أبرزها مدينة أور الأثرية ومقام النبي إبراهيم الخليل (ع)، فضلًا عن مناطق الأهوار التي تشكل خمس مساحة المحافظة، والتي تواجه مخاطر الجفاف وتذبذب مناسيب المياه بين آونة وأخرى نتيجة أزمة المياه.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) قد وافقت في 17 من تموز 2016، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة.
وبموجب قرار منظمة اليونسكو فإن الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي: أور، وأريدو، وهور الحمار، والحويزة، والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، والوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة. وتوقع مسؤولون وناشطون في محافظة ذي قار يوم (7 آذار 2021) أن تشهد المحافظة انتعاشًا للسياحة الدينية والآثارية عقب زيارة بابا الفاتيكان لمدينة أور الأثرية والحج إلى بيت النبي إبراهيم الخليل، داعين الحكومتين المحلية والمركزية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاع السياحي استعدادًا للمرحلة المقبلة.
وكان الحبر الأعظم بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس قد أقام في 6 آذار 2021 قداسًا دينيًا وصلاة مشتركة لأتباع الديانات العراقية في بيت النبي إبراهيم الخليل، ورعى لقاء الأديان في مدينة أور الأثرية (18 كم جنوب غرب مدينة الناصرية).










