يتحدث العلماء عن مجموعة كبيرة من الفوائد، التي نجنيها من التفاؤل، مبرزين أن أهمها منح الفرصة للمتفائلين بالعيش لمدة أطول، إذ إن الأشخاص المتفائلين لديهم فرصة أكبر للتقدّم في السن. هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة أمريكية، بعدما حلل علماء في كلية الطب بجامعة بوسطن بيانات حوالي 70 ألف شخص، وقد أظهرت النتائج أن متوسط العمر المتوقع للمتفائلين، أعلى بنحو %10 من متوسط عمر الأشخاص المتشائمين. علاوة على ذلك، يقول الباحثون إن المتفائلين يمكن أن يعيشوا حتى سن 85 عاماً أو أكثر.
صحة المتفائلين أفضل
وتوضح الدراسة، التي نشرتها DW، أن الأشخاص الذين يتطلعون إلى المستقبل بتفاؤل، لا يعيشون عمراً أطول فحسب، بل من المرجح أيضاً أن يعيشوا حياة صحية.
وتشير سلسلة من الدراسات إلى أن المتفائلين لديهم مستويات إلتهاب أقل من غيرهم، وضغط دم أكثر استقراراً، واضطرابات نوم أقل، وجهاز مناعة أقوى.
كما أنهم، وفق تقرير لموقع «تاغسشاو» الألماني، أقل عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية، وإذا حدث ذلك، فإنهم يتعافون بشكل أسرع. أما بالنسبة لفئة الطلاب، فالمتفائلون منهم أقل عرضة للإصابة بأعراض البرد خلال فترة ضغط الامتحانات، وحول ما يرتبط خصوصاً بنزلات البرد، وجد الباحثون أن السبب يعود إلى أن الأشخاص المتفائلين لديهم استراتيجيات أفضل للتعامل مع الضغوط النفسية.
الأشخاص المتفائلين، إحصائياً، يعيشون حياة أكثر صحية: يمارسون الرياضة أكثر، ويدخنون بشكل أقل، ويهتمون أكثر بوزنهم.
ويعتقد الباحثون أن السبب يكمن في الدماغ، حيث لاحظ فريق من الجامعة التقنية في حيفا، في دراسة أجريت على الفئران، أن التوقعات الإيجابية تُطلق مواد في الدماغ تُقوي جهاز المناعة، ويبقى أن نرى ما إذا كانت الآلية تعمل بالطريقة نفسها لدى البشر.
لا إفراط ولا تفريط
لكن، قد يكون التفاؤل المفرط مؤذياً أيضاً، فمن يفترض أن كل شيء سيكون على ما يرام دائماً، قد يقوم بأشياء متهورة أو حتى خطيرة. وتُحذّر عالمة الأعصاب تالي شاروت، من كلية لندن الجامعية، في مقالٍ نُشر في مجلة «سيل»، من التفاؤل المفرط.
تقول: «الإفراط في التفاؤل قد يدفع الناس إلى تجاهل اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والافتراض المتفائل بأن المرء لن يُصاب بسرطان الرئة أو الإفلاس مثلاً، قد يُشجّع على سلوكيات ضارة محتملة، مثل التدخين أو الإنفاق المفرط" .










