TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المدى تحتفل بالرمز الثقافي ياسين طه حافظ شاعراً ومترجماً

المدى تحتفل بالرمز الثقافي ياسين طه حافظ شاعراً ومترجماً

نشر في: 31 أغسطس, 2025: 12:05 ص

 متابعة المدى

أقام بيت المدى للثقافة والفنون ، جلسة استثنائية للاحتفاء بالشاعر والمترجم العراقي ياسين طه حافظ، بعد اختياره كواحد من رموز الشعر العربي لعام 2025 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “أليكسو”، ووصف الحاضرون ياسين بأنه صوت متفرد في المشهد الثقافي العراقي والعربي، شاعر إنسانية وليس شاعر مناسبات، وأن تجربته تمزج بين الشعر العالمي واللغة العربية الأصيلة، كما أن ترجماته تنقل النصوص بوفاء لشاعريتها مع إضافة لمساته الخاصة، فيما عبر آخرون عن أن تكريم ياسين طه مفخرة للشعر العراقي.
أدار الجلسة الدكتور أحمد الظفيري الذي قدم في بداية حديثة نبذة مختصرة من سيرة الشاعر المحتفى به قائلا: "ولد الشاعر والمترجم الأدبي والصحفي العراقي ياسين طه حافظ عام 1936 في مدينة بغداد، وتلقى جزءًا من دراسته الإبتدائية بمدرسة (الفضل) في بغداد، قبل أن يكملها إضافة الى المرحلة الثانوية في مدينة بعقوبة بمحافظة ديالى، ثم إلتحق بكلية التربية قسم اللغات الأجنبية بجامعة بغداد، وتخرج منها عام 1961، شارك في دورتين لدراسة اللغة الإنكليزية في بريطانيا، إضافة الى دورتين اأخريتين الأولى بكلية بغداد الثانوية والأخرى في المعهد البريطاني ببغداد.
مارس التدريس في مدارس بغداد الثانوية، ثم انتقل إلى حقول الإعلام والثقافة، فإشتغل سكرتير تحرير بمجلة الطليعة الأدبية، وبعد صدور مجلة الثقافة الأجنبية أصبح أول رئيس تحرير لها، والأديب حافظ عضوا في إتحاد الأدباء العراقيين، وله عدة دواوين شعرية ومؤلفات وترجمات أدبية، وله مشاركة مهمة في مهرجان ستروكا الشعري العالمي في يوغوسلافيا".
بعدها دعيت الناقدة الأدبية نادية هناوي للحديث عن الشاعر حيث قالت: "للشاعر الكبير ياسين طه حافظ منجزا شعريا مميزا، فله أكثر من عشرين ديوانا، ويعد ديوانه (الوحش والذاكرة) من اعماله المهمة وهو باكورة ابداعاته، تبعها بمجموعات شعرية كثيرة"
وأشارت هناوي "على الرغم مما يشتمل عليه نتاج شاعرنا ياسين طه حافظ من ميزة شعرية وفنية، ونشاطات عدة تتوزع بين النقد الأدبي والترجمة والتحرير الصحفي وغيرها، نلمح انكسارا نقديا عن أعماله، وإذا كان هناك إهتماما فهو يظل قليلا قياسا بمنجزه الكبير، بالنسبة لي أرى أن إنعدام المحفزات ومن أهمها عدم إصطفافه سياسيا مع التيارات السياسية التي كانت سائدة في العراق تقف وراء ذلك، وهذا ما جعله بالوقت نفسه صوتا مختلفا يغرّد خارج السرب".
وأضافت الناقدة هناوي "أن تجربة ياسين طه حافظ قد أحتفى بها شعراء كبار بينهم الشاعر الكبير حسب الشيخ جعفر، وكان الناقد الكبير فاضل ثامر قد كتب عنه في كتابه (رهانات شعراء الحداثة)، مادة بعنوان (شعرية آخر العمر)، وكان لي الشرف في أن أكتب عن شاعرنا حافظ دراستين، أحدهما (شعرية إنكسار البهجة)، والثانية (الاتجاه الوجداني في القصيدة المطولة ليلى من زجاج). فمطولات الشاعر تميزت بميزتين فنيتين فريدتين، هما قطبية الكتابة والأسلوبي التجريبي".
تلا ذلك مداخلة الناقد فاضل ثامر الذي قال: " في البداية نشكر مؤسسة المدى التي عودتنا أن تقدم لنا دائما زادا ثقافيا كبيرا، فالأستاذ طه ياسين حافظ أكثر من يستحق هذا الوفاء ووقفات الاحتفاء"
وأضاف: "أن الحديث عن حافظ أصبح ضرورة، خاصة بعد أن أصدرت له دار الشؤون الثقافية المجموعة الشعرية الكاملة، والشكر هنا موصول للشاعر عارف الساعدي، لأن هذا المبادرة ستمّكن النقاد من معرفة منجزه الشعري المهم، فهناك الكثير من الخصائص في تجربة حافظ، فله بالترجمة باع طويل، فهو من عرّفنا مثلا بشعرية كالفينو، وبقصائد الحرب، وقصائد كثيرة مهمة لشعراء غربيين كبار، فضلا عن عمله كرئيس تحرير لمجلة ثقافية عريقة هي مجلة الثقافة الأجنبية، التي ساهم هو شخصيا في تأسيسها، والتي ما كان لها أن تتطور لولا وجوده.
وجاء في كلمة الناقد الدكتور عدنان سعيد: "إن من دواعي سروري أن اتحدث عن إنسان كبير وشاعر كبير، وعندي أن الشاعر الكبير لابد أن يكون قبل كل شيء إنسانا كبيرًا مخلصًا للثقافة ومخلصا للشعر، هكذا كان الشاعر ياسين طه حافظ"، وأضاف "من تجربة الشاعر انه كان يتوسل باليومي لكي يعبّر عما هو كوني وعام، ومن إخلاصه للشعر أنه كتب عن الحرب ولكن بطريقة الإدانة مظهرا بشاعتها، لا مثل من زينوا الحرب".
بعدها تحدث الناقد سمير الخليل مشيدا بالأديب حافظ قائلا: "يحتار الناقد عندما يتحدث عن الشاعر ياسين طه حافظ، هل يتحدث عنه بصفته شاعرا أم مترجما أم ناقدا أم مقاليا من الدرجة الأولى؟ وأنا هنا أبارك له إختياره رمزا ثقافيا عربيا، كما أبارك له إطلاق إسمه على إحدى مدارس بغداد". وأضاف: "يسعدني أن نحتفل اليوم بشخصية عظيمة مثل ياسين طه حافظ".
الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب الشاعر عمر السراي كانت له مداخلة جاء فيها: "أستاذنا الكبير، شكرًا لك لأنك منحتنا هذه الصباحات وشكرا للمدى أيضا، فأنا لا أملك قولا بعد ما قاله اساتذتنا الكبار"، وواصل: "كان حافظا يسير لوحده، وتميّز وحده، لكنه لم يسع الى طمر الدروب الأخرى، تميّز بنهره الوحيد، لكنه شرب من كل الأنهر، بقلبه الناصح الجميل، فقليل جدا أن يكون رئيسنا الفخري في إتحاد الأدباء، وأن تكون كل المدارس تحمل إسمه".
بعدها تحدث الناقد الدكتور سعد التميمي عن جهود حافظ في الترجمة قائلا: "لا يمكن أن أضيف لما قدمته الناقدة نادية هناوي، وما قدمه الأستاذ فاضل ثامر، والناقدان عدنان سعيد، وسمير الخليل، فبكل تأكيد أن الشاعر ياسين طه حافظ ،شاعر تجربة غنية يميزها التواصل، فهو مازال ينتج الى يومنا هذا، لكني سأخصص كلامي عنه كمترجم، فلطالما وقفت عند أربع روايات قام بترجمتها، ثلاثة منها لكالفينو، والرابعة لهاينرش الذي فاز بجائزة نوبل عام 1972، إضافة الى ثلاث كتب شعرية للشاعر الإنكليزي ييتس، وأيضا شعراء الحرب ومختارات أخرى لعشرة شعراء، وإستوقفني أن يتس - حسب الشاعر ياسين طه حافظ - يوازن بين الفكرة والعبارة، وهذا ما عمد إليه شاعرنا ياسين طه حافظ في قصائده".
احتتمت الجلسة بالشاعر المحتفى به ياسين طه حافظ الذي قال: "أنا سعيد بحضوركم هذا، لأني كنت أخشى أن أموت منسيا وهذه مسألة تستحق الرثاء، الآن يتحدث عني نقاد وشعراء كبار، وهذه قمة السعادة، فالتجربة السياسية التي مررنا بها، هي تجربة سيئة ولا نذكرها بخير، هي تفعل فعلا سيئاً في كتاباتك، وتحجب عنك آفاق إنسانية وتشغلك بالتفاهة، وعندما نذكرها الآن نضحك، ونردد لماذا كل هذا؟ ان تضحي وتموت ناس، ولكن ما هي النتائج؟
أن الناس يقرأون الشعر لتزجية مزاج، ليريحوا أنفسهم بقصيدة غزل مثلا، لكن الشعر عندنا بديل عن الحرمان، في الشعر ما نتمنى، ما نريد، ما فاتنا، لعله يعود أو في محاولة فاشلة لنستعيده، ماذا ننتظر من الشعر غير هذا؟"
وأضاف: "لذلك أنا هنا اليوم، أتحدث عن الشعر، أو أقرأ شعرًا، أرحِّل المعاني التي أريد الى المستقبل لتنجو من خراب الحاضر، ورداءة هذا الحاضر، علها تكون حكمة لمن يأتون". ثم أشار الى أن "هناك ثلاث محطات للشعر: نقرأه، نكتبه، ثم نتركه في بريد أمين الى المستقبل، أنتم هنا تحضرون ساعة سفره وتتمنون له سلامة الوصول. نعم، نعم، لا تشككوا أيها الأصدقاء، ستختلف الأفهام غدا، ولكنهم سيروننا على حقيقتنا، سيحيون بسالتنا في معركة معقدة مع الرداءة".
وأختتم كلامه بنصيحة موجهة للشعراء في الوطن: "يا رفاقي في محنة العيش، في الوجود الصعب، أقرأوا وأنتم في منتهى الصحو، منتهى الإنسانية أيضا، حاولوا ما إستطعتم الإنتصار على الهموم البشرية، على الخذلان السياسي، وعلى متاعب الجسد، حافظوا على فرح الروح بالحياة، الحياة التي تتطلب منا حمايتها من فرط القوة ونفاق قادة العالم وهستيريا رأس المال .. سلاما أيتها الحياة .. سلاما أيتها الشعوب .. وسلاما سلاما أيها الوطن".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram