TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > «تطمينات» بين بغداد ودمشق مع قرب الانسحاب الأميركي

«تطمينات» بين بغداد ودمشق مع قرب الانسحاب الأميركي

ثالث لقاء بين الشطري والشرع .. و«الإطار» قلق

نشر في: 31 أغسطس, 2025: 12:11 ص

بغداد/ تميم الحسن

تبادلت بغداد ودمشق «رسائل مطمئنة» في وقت تنفذ فيه القوات الأميركية أكبر عملية إجلاء من العراق منذ عشرة أعوام.
ومساء الخميس الماضي، أعلنت الرئاسة السورية عن لقاء جمع أحمد الشرع، الرئيس المؤقت، برئيس المخابرات العراقية حميد الشطري، وهو ثالث لقاء بين الرجلين خلال الأشهر الخمسة الأخيرة.
وتثير لقاءات بغداد – الشرع، بحسب أطراف قريبة من «الإطار التنسيقي»، غضب أجنحة في التحالف الشيعي، التي تعتقد أن القضية تتعلق بـ«ولاية ثانية للسوداني».
وتقول المصادر المطلعة لـ(المدى)، إن «تشكيلات معارضة لرئيس الحكومة محمد السوداني، داخل الإطار التنسيقي، تعتقد أن الأخير ينسق مع الشرع في خطة لتنصيبه رئيس وزراء لولاية ثانية بدعم خليجي».
وبدأ هذا الاعتقاد، وفق المصادر التي طلبت عدم ذكر هويتها، منذ أزمة الصور المسربة في نيسان الماضي، التي اضطرت الحكومة بعدها للاعتراف بها، والتي أظهرت لقاءً بين السوداني والشرع في قطر.
وعن اللقاء الأخير، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، عن مصدر رفيع لم تسمّه، أن رئيس المخابرات العراقية نقل رسالة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، «تتناول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتجاوز التحديات المشتركة».
«بغداد لم تتدخل»
يأتي هذا التطور بعد أن كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال لقائه مع وفد إعلامي عربي في دمشق يوم 24 آب الجاري، أنه «ساعد السوداني في مواجهة ضغوط البرلمان».
وتحدث الشرع عن الأوضاع في سوريا بعد التغييرات الأخيرة، وتأثيرها على العراق، وقال: «أرسلت رسالة مباشرة وعاجلة إلى السوداني حين كان في البرلمان، خشيت أن يتخذ قرارًا خاطئًا، فبعثت له مقطع فيديو سريعًا، وكان رد فعله جيدًا ليستفيد من رؤية إيجابية للوضع السوري».
وأشار الشرع إلى أن «هناك أطرافًا كثيرة حاولت استثمار الحالة السورية بسبب الاستقطاب الطائفي في العراق لكنني رفضت فتح الباب وفضّلتُ التعامل مع الحكومة العراقية، وما زلتُ ملتزمًا بهذا الخط إلى اليوم».
وكانت الحكومة العراقية قد منحت أطنانًا من القمح إلى حكومات سوريا والأردن ولبنان مقابل حضور «القمة العربية» الأخيرة في بغداد، بحسب «أجنحة الفصائل» السياسية، لكن هؤلاء الزعماء لم يحضروا، كما غاب أغلب حكام الخليج عن الحدث العربي.
ويرى النائب السابق ظافر العاني أن اعتراض بعض الأطراف في العراق على «التطبيع مع سوريا» يعود إلى «خسارة الجبهة الإيرانية».
وقال العاني في تصريح لـ(المدى)، إن تلك المواقف «ليست بعيدة عن الدعاية الانتخابية»، مشيدًا في الوقت نفسه بموقف السوداني «الذي غلّب المصلحة الوطنية».
وحتى الآن، تعارض معظم أجنحة «الإطار التنسيقي» التطبيع مع النظام الجديد في سوريا، فيما هددت جماعات مسلحة بـ«تفجير خط أنابيب كركوك – بانياس» إذا جرى الاتفاق العراقي – السوري على تشغيله مجددًا.
وفي تصريحات تلفزيونية، قال قيس الخزعلي، زعيم «عصائب أهل الحق»، إنه كان «من الممكن التدخل في سوريا لو توفرت الإرادة»، بعد سقوط نظام الأسد نهاية العام الماضي.
وكشف الخزعلي مطلع 2025 عن «وجودَ رأيٍ داخل الفصائل بضرورة التدخل مجددًا في سوريا لوقف التحرك»، واصفًا المشروع الحالي هناك بأنه «تركي – أميركي – صهيوني».
مراقبة الحدود
وتخشى أطراف شيعية من انتقال الأحداث من سوريا إلى العراق، أو عودة «داعش» ضمن ما تعتبره «مؤامرة أميركية»، بعد تحذيرات واشنطن الأخيرة من احتمال تمدد التنظيم مجددًا.
وفي هذا السياق، أعلن فصيل مسلح تنفيذ عملية انتشار على الحدود السورية «لمنع التسلل وتحركات الجماعات المسلحة»، تزامنًا مع اقتراب مغادرة القوات الأميركية قواعد رئيسية في البلاد.
وذكر «اللواء 27»، المرتبط بمنظمة بدر بزعامة هادي العامري، في بيان عبر «فيسبوك»، أنه نشر قواته على الحدود بين العراق وسوريا غربي الأنبار، مرفقًا صورًا لعملية الانتشار، ومؤكدًا أن الخطوة تأتي لتعزيز الحدود ومنع تسلل «الإرهابيين».
ويوم الجمعة الماضية، نفت السفارة الأميركية في بغداد، في بيان رسمي، الأنباء المتداولة عن انسحاب القوات الأميركية بالكامل قبل أيلول المقبل، مؤكدة أن الانسحاب يجري وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
وجاء في البيان: «وفقًا للبيان المشترك الصادر في 27 أيلول 2024 بشأن إنهاء مهمة التحالف الدولي، فإن قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، تواصل عملها حاليًا وفق الجدول الزمني للانتقال نحو إنهاء العمليات العسكرية في العراق».
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن القوات الأميركية ستنسحب مبكرًا من المنطقة الخضراء ومطار بغداد.
ويشمل جدول الانسحاب إجلاء قوات التحالف من قاعدة «عين الأسد» وبغداد بحلول نهاية أيلول 2025، مع نقل جزء منها إلى أربيل والكويت، وتخفيض العدد تدريجيًا من نحو ألفي جندي إلى أقل من خمسمئة جندي في أربيل.
ويحذر سياسيون من أن هذا الانسحاب قد يفتح المجال أمام إسرائيل لاستهداف الجماعات المسلحة المقرّبة من طهران في العراق، أو تسلل عناصر «داعش»، خاصة مع وجود سجون ومخيمات للتنظيم على الحدود السورية.
وبالتوازي مع زيارة الشطري إلى دمشق، بحث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي مع القائم بالأعمال الأميركي، قبيل انتهاء مهامه في العراق، «خطة لإنهاء مخيم الهول»، وفق بيان رسمي.
ويوم الخميس الماضي، كشفت وكالة «فرانس برس» عن مغادرة أكثر من 800 عراقي مخيم «الهول» السوري.
ويُقدَّر وجود نحو ستين ألفًا من عوائل «داعش» في المخيمات السورية الحدودية، نصفهم دون سن العشرين ومتأثرون بالأفكار المتطرفة، إلى جانب عشرة آلاف قيادي معتقلين هناك، بحسب جبار الياور، الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة، في تصريحات لـ(المدى).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram