 الموصل / سيف الدين العبيدي

تسجل الموصل أدنى أسعار الثلج في العراق، إذ يبلغ سعر القالب الواحد بالجملة 750 ديناراً فقط، ويباع داخل المعمل بالمفرد بألف دينار، فيما يصل سعره عند الباعة المتجولين إلى 2000 دينار. أما في بغداد فيباع القالب بالمفرد بـ3 آلاف دينار، وبالمعامل بـ1750 ديناراً، وفي البصرة يصل سعر الجملة إلى 1500 دينار والمفرد إلى 2000 دينار.
ورغم هذه الأسعار المنخفضة، تتحمل معامل الموصل أعباءً كبيرة بسبب ارتفاع رسوم الكهرباء التي تتراوح بين مليون و5 ملايين دينار شهرياً أو أكثر. وتضم المدينة حالياً نحو عشرة معامل ثلج موزعة بين جانبيها، اثنان منها مهددان بالإزالة من قبل مستثمر من دون تدخل من الجهات الرسمية.
يقول عمار الزينو، صاحب معمل ثلج في الموصل، لـ(المدى) إن مهنة صناعة الثلج التي بدأت في عائلته منذ عام 1950 مهددة بالاندثار نتيجة غياب الدعم وارتفاع تكاليف المواد الأولية. وأوضح أن سعر قنينة غاز الأمونيا ارتفع من 13 ألف دينار في السابق إلى 125 ألف دينار بعد استيرادها من تركيا، فيما قفز سعر برميل الدهن من 75 ألفاً إلى مليون دينار، وسعر القالب الحديدي من 8 آلاف إلى 40 ألف دينار.
وأشار إلى أنهم يبيعون القالب منذ عام 1990 بـ800 دينار فقط، ولم يشهد السعر زيادة إلا خلال مواسم عاشوراء والأربعينية، حين تغلق معامل الموصل أبوابها أمام الأهالي لتزويد كربلاء بآلاف القوالب يومياً. وأكد أن معامل نينوى استنفرت طاقاتها خلال تلك المناسبات، حتى أنهم تلقوا كتب شكر من كربلاء التي أشادت بجودة ونظافة ثلج الموصل، لافتاً إلى أن بعض المعامل كانت تجهز يومياً نحو 800 قالب. وأضاف أن رسوم الكهرباء باتت تمثل عبئاً كبيراً عليهم بعد اعتماد نظام الجباية بالساعة الإلكترونية، حتى صارت، على حد وصفه، «شريكاً في الأرباح».
من جانبه، أوضح زياد خلف، صاحب معمل ثلج آخر في الموصل، أن سوق الثلج تراجع في السنوات الأخيرة، وأصبح الموسم الفعلي للإنتاج يقتصر على شهري تموز وآب. وأشار إلى أن الاعتماد الرئيسي للمعامل بات على مبيعات عاشوراء والأربعينية، حيث يصل سعر القالب بالجملة لديهم إلى 750 ديناراً وبالمفرد 1500 دينار، وزبائنهم هم القصابون والمطاعم والمقاهي وسائقو الشاحنات الكبيرة.
وأكد أن معامل الموصل صدّرت هذا العام نحو 80 ألف قالب ثلج إلى كربلاء، في استمرار لدورها الذي بدأ قبل خمس سنوات بتزويد المدينة بالثلج خلال الزيارات المليونية.