 متابعة / المدى

أعلنت الهند والصين استئناف الرحلات الجوية المباشرة بينهما بعد أكثر من خمس سنوات من التوقف، في خطوة تعكس مساعي البلدين لإعادة بناء العلاقات الثنائية في ظل تزايد الضغوط التجارية الأميركية.
وأكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هذه الخطوة خلال لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم السبت الماضي، قبيل انطلاق قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، من دون تحديد موعد بدء الرحلات. وتعد هذه أول زيارة لمودي إلى الصين منذ سبع سنوات، وتشير إلى تحسن نسبي في العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من التوتر.
شهدت العلاقات الهندية–الصينية خلال الشهر الجاري انفراجة، عقب اتفاق وزيري الخارجية في البلدين على تسهيل التجارة والاستثمارات الثنائية. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد التقى مودي وأشاد بالتقدم في العلاقات، واصفًا إياها بأنها «تستند إلى احترام مصالح كل طرف».
تأتي هذه التطورات في وقت فرض فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً عقابية بنسبة 50% على البضائع الهندية، بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي. وفي المقابل، مدّد ترامب تعليق الرسوم الجمركية المرتفعة على البضائع الصينية لمدة 90 يوماً إضافياً، ما أبقى على الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين.
من جانبها، أعربت شركة «إنديغو» الهندية للطيران عن استعدادها لتسيير الرحلات المباشرة فور استكمال التراخيص، فيما يُنتظر أن تحذو شركة «طيران الهند» الخطوة نفسها. وكانت الرحلات المباشرة بين البلدين قد توقفت عقب جائحة كورونا، وتواصل الانقطاع بعد تدهور العلاقات الدبلوماسية إثر الاشتباكات الحدودية عام 2020.
وفي يوليو/تموز الماضي، سمحت نيودلهي مجدداً بإصدار التأشيرات السياحية للمواطنين الصينيين بعد سنوات من القيود. كما اتفقت الحكومتان في وقت سابق من العام الجاري على استئناف الرحلات، غير أن التقدم ظل بطيئاً حتى الإعلان الأخير.
يستخدم المسافرون حالياً مراكز عبور مثل هونغ كونغ وسنغافورة للتنقل بين البلدين. وقبل تعليق الرحلات، كانت شركات «طيران الهند» و«إنديغو»، إلى جانب «طيران الصين» و«تشاينا ساوثرن» و«تشاينا إيسترن»، تسيّر خطوطاً مباشرة بين المدن الكبرى في البلدين.