 متابعة المدى

اقيم في "ساحة مظفر" في مدينة (الصدر)، مهرجان الكتاب بموسمه الثاني، والذي أقامه "منتدى الركن المعرفي" في المدينة بمشاركة دور نشر وروابط ثقافية ومؤسسات مدنية ومتطوعين ، وكان لمؤسسة المدلى للاعلام والثقافة والفنون مشاركتها المتميزة من خلال تبرعها بمجموعة كبيرة من المطبوعات والكتب

جذب المهرجان أعدادا غفيرة من المواطنين ، كبارا وصغارا، ما منح الجميع فرصة الانضمام إلى الفضاء الثقافي، وإشباع اهتماماتهم بالثقافة وميادينها. و شهد المهرجان الذي حملت دورته اسم الشاعر الشعبي الراحل جبار رشيد، حضور آلاف القادمين من مناطق مختلفة في بغداد والمحافظات القريبة، إضافة إلى حضور وجوه ثقافية وإعلامية وأدبية وشخصيات رسمية، وشارك في فعاليات المهرجان ، رابطة المرأة العراقية، فضلا عن اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي. حيث دعم العديد من أعضاء الرابطة والاتحاد، المهرجان بالتبرع بالكتب، إلى جانب الدعم المالي.
محمد الفريداوي، مسؤول مهرجان الكتاب في مدينة الصدر، قال في حديثه لوكالة الأنباء العراقية): إن "مهرجان الكتاب – دورة الراحل جبار رشيد – يمثل مبادرة شبابية خالصة ينظمها منتدى الركن المعرفي التابع للقسم الثقافي في تجمع بغداد الخدمي، وهو فريق تطوعي يضم شباناً وشابات يعملون في المجالات الثقافية والخدمية والرقابية". ، وأضاف، أن "فكرة المهرجان انطلقت مطلع عام 2024 بعد سلسلة من النشاطات الثقافية التي أثبتت حاجة مدينة الصدر إلى منابر أدبية وفكرية متواصلة"، مؤكداً أن "هذه هي الدورة الثانية بعد نجاح الدورة الأولى التي حملت اسم الإعلامي عباس حمزة". .وأشار الفريداوي، إلى أن "اختيار الشاعر الراحل جبار رشيد لم يأتِ اعتباطاً، بل لما يمثله من قيمة في ذاكرة أبناء المدينة الذين اعتادوا أن يقدّموا أسماء بارزة في الأدب والفن والبحث الأكاديمي".
الدورة الثانية للمهرجان جاءت متنوعة، إذ تضمنت تندوتين ثقافيتين وفقرة لتكريم عدد من المبدعين، إضافة إلى عرض مسرحي وبازار فني ومعرض للوحات تشكيلية، فضلاً عن حفلات توقيع كتب والعاب للأطفال".
وقد امتدت فعاليات المهرجان لمدة خمس ساعات وسط حضور كبير من شباب وعوائل مدينة الصدر ومشاركين من محافظات أخرى.
من جانبه رحب مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة، ورئيس الإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الدكتور عارف الساعدي باقامة المهرجان ، وتحدث في الندوة التي اقيمت له عن ذكرياته الثقافة في مدينة الصدر قائلاً: " مدينتي، مدينة الصدر فيها مشاهد عظيمة طيلة 60 عاماً، ولكن المشهد الموجود أمامي من أجمل المشاهد الثقافية، حيث الحضور الكبير للشباب والعائلات وسعيهم في أن يتلقفوا الكتاب". واضاف الساعدي :" أن من ذكرياتي، وتحديداً قبل 30 عاما، هو أنني شكلت مع مجموعة من الأصدقاء في مدينة الصدر ( رابطة الرصافة للشعراء الشباب ) في ساحة مظفر.. إذ كنا شبابا عشرينيين وجيوبنا خالية ولكننا أسّسنا حركة شعرية اسمها ( قصيدة الشعر) وأثرت فيما بعد بالمشهد الثقافي العراقي" .
واكد القائمون على المعرض توزيع نحو 8 آلاف كتاب مجانا على الزائرين في خطوة لاقت تفاعلاً واسعاً بين الحاضرين، لما تحمله من رسالة تشجيع على القراءة وتعزيز الوعي الثقافي. وقد خُصصت زاوية لأدب الأطفال جذبت أعدادا كبيرة من الأطفال وأسرهم. في حين نُظمت فعالية رسم حر استعادت صورة الشاعر الراحل جبار رشيد.
القائمين على المهرجان قالوا انهم يسعون لتحويل هذا الحدث السنوي إلى منصة دائمة لتلاقح الأفكار وتشجيع القراءة والإبداع. ولفتوا إلى أن الدورة الثالثة ستنطلق بحجم أكبر وبفعاليات أوسع، بما يحوّل المهرجان إلى تقليد ثقافي سنوي يعزز مكانة مدينة الصدر كمركز إشعاع معرفي وفني.