 متابعة المدى

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الحلفاء الأوروبيين لكييف يعملون على «خطط دقيقة للغاية وخريطة طريق واضحة» لاحتمالية نشر قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا كجزء من ضمانات أمنية إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين كييف وموسكو، وذلك بدعم من القدرات الأميركية، وفق ما نقلته عنها صحيفة «فايننشال تايمز» في مقابلة معها.

وأضافت فون دير لاين خلال تصريحاتها، أن أي تحرك من هذا النوع سيحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن «الرئيس ترامب طمأننا إلى أن هناك وجودًا أميركيًا سيكون جزءًا من خط الدفاع، كان هذا واضحًا جدًا وأكد عليه مرارًا».
وقالت: «الضمانات الأمنية أساسية ومطلقة الأهمية. لدينا خريطة طريق واضحة، وقد توصلنا إلى اتفاق في البيت الأبيض، وهذا العمل يمضي قدمًا بشكل جيد للغاية».
وأشارت إلى أن القادة الأوروبيين يعملون على وضع إطار لـ «انتشار قوات متعددة الجنسيات مدعومة من الأميركيين. بالطبع إن الأمر يحتاج دائمًا إلى قرار سياسي من كل دولة معينة، لأن نشر القوات هو أحد أهم القرارات السيادية لأي أمة».
ووفقًا للتقرير، فإن الانتشار قد يشمل عشرات الآلاف من الجنود بقيادة أوروبية إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام، مدعومين بمساعدة من الولايات المتحدة تشمل أنظمة القيادة والسيطرة، وكذلك الأصول الاستخباراتية والمراقبة، لكن ليس القوات البرية. وتم التوصل إلى هذا الترتيب في اجتماع الشهر الماضي ضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعددًا من كبار القادة الأوروبيين.
من المتوقع أن يجتمع قادة أوروبيون، بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، بالإضافة إلى فون دير لاين، في باريس يوم الخميس بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمواصلة المناقشات رفيعة المستوى حول أوكرانيا، بحسب ما نقلته صحيفة «فايننشال تايمز» عن ثلاثة دبلوماسيين مطلعين على الخطط.
يأتي ذلك في وقت شنت فيه الطائرات المسيّرة الروسية هجمات على منشآت للطاقة في شمال وجنوب أوكرانيا ليل السبت، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن نحو 60 ألف مشترك. وبعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب، كثفت روسيا وأوكرانيا الضربات الجوية في الأسابيع الأخيرة، حيث استهدفت موسكو أنظمة الطاقة والنقل الأوكرانية، بينما تهاجم كييف مصافي النفط وخطوط الأنابيب الروسية.
وقالت القوات الأوكرانية الأحد إنه على الرغم من ادعاء موسكو بشأن نجاح هجومها الصيفي، فإنها فشلت في السيطرة الكاملة على أي مدينة أوكرانية كبرى.
أما الكرملين فقد قال أمس إن القوى الأوروبية تعرقل جهود ترامب للسلام، مؤكدًا أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية في أوكرانيا حتى ترى مؤشرات حقيقية على استعداد كييف للسلام.
وقال الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، خلال مشاركته في قمة منتدى منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) التي استضافتها الصين في مدينة تيانجين الاثنين، إن «التفاهمات» التي توصل إليها مع دونالد ترامب خلال قمتهما في ألاسكا فتحت الطريق نحو السلام في أوكرانيا، مضيفًا أنه سيناقش اجتماع ألاسكا مع القادة المشاركين في القمة.
وقد شوهد بوتين في القمة الصينية وهو يتبادل الحديث والضحك مع المضيف شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وقال بوتين للمنتدى: «نحن نقدر عاليًا الجهود والمقترحات من الصين والهند الرامية إلى تسهيل تسوية الأزمة الأوكرانية. كما أن التفاهمات التي تم التوصل إليها في الاجتماع الروسي – الأميركي الأخير في ألاسكا، آمل أن تسهم أيضًا في هذا الهدف».
وأضاف أنه قد شرح بالفعل للرئيس الصيني شي يوم الأحد نتائج محادثاته مع الرئيس الأميركي ترامب، والعمل «المستمر بالفعل» من أجل حل النزاع. وتابع: «لكي تكون التسوية الأوكرانية مستدامة وطويلة الأمد، يجب معالجة الأسباب الجذرية للأزمة»، مشيرًا إلى أن جزءًا من مصدر النزاع «يكمن في المحاولات المستمرة من الغرب لضم أوكرانيا إلى الناتو». وجدد قوله إن محاولات الغرب لجر أوكرانيا إلى الناتو تشكل «تهديدًا مباشرًا لأمن روسيا».
لكن بوتين لم يوضح ما إذا كان سيوافق على إجراء محادثات سلام مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي بوساطة ترامب، الذي كان قد حدد فيما يبدو يوم الاثنين كموعد نهائي لرد بوتين.
ويوم الجمعة قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بوتين يواجه غدًا موعدًا نهائيًا يوم الاثنين حدده ترامب للموافقة على محادثات سلام مع زيلينسكي.
وأضاف ماكرون أنه إذا لم يوافق الزعيم الروسي، فسيظهر مرة أخرى أنه قد خدع الرئيس ترامب.
لكن ترامب قال في مقابلة مع شبكة CNN بتاريخ 22 آب إنه يمنح بوتين «أسبوعين آخرين» للرد. وكان ترامب قد جعل من إنهاء الحرب في أوكرانيا أولوية قصوى لإدارته، وقد صرّح في السابق بأنه قادر على حل حرب أوكرانيا «في يوم واحد»، لكنه أصبح أكثر إحباطًا من رفض الرئيس بوتين الاجتماع مع زيلينسكي. كما أكد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف لشبكة CNN أن بوتين وافق على ضمانات أمنية لأوكرانيا. وأوضح أن ذلك سيعني أن الولايات المتحدة وأوروبا «ستقدمان فعليًا لغة مشابهة للمادة الخامسة» لتغطية ضمان أمني، في إشارة إلى بند الناتو الذي ينص على وجوب دفاع أعضاء الحلف عن أي عضو يتعرض لهجوم.
من جانب آخر، قال المستشار الألماني ميرتس، في مقابلة مع القناة الألمانية ZDF، إن الحرب قد تستمر فترة طويلة، لكنه أكد أن إنهاءها بسرعة على حساب أوكرانيا ليس خيارًا مطروحًا.
وأضاف بقوله: «نحن نحاول إنهاءها بأسرع ما يمكن. لكن بالتأكيد ليس بثمن استسلام أوكرانيا وفقدان استقلاليتها».
عن صحف ووكالات عالمية