 ذي قار / حسين العامل

وصفت الحكومة المحلية في ذي قار أزمة السكن بالمتفاقمة، مؤكدة حاجة المحافظة إلى 250 ألف وحدة سكنية لتأمين السكن لمواطنيها، فيما كشف مجلس المحافظة عن استحصال موافقات مركزية لتخصيص 26 ألف قطعة أرض سكنية لمنتسبي الحشد الشعبي في ذي قار.
يأتي ذلك بالتزامن مع تظاهرة شارك فيها أكثر من 200 جريح من منتسبي الحشد الشعبي، اعتصموا أمام مبنى مجلس المحافظة لعدة ساعات لعرض مطالبهم أمام المسؤولين في المجلس المذكور.
وأكد محافظ ذي قار، مرتضى الإبراهيمي، حاجة المحافظة إلى 250 ألف وحدة سكنية لحل مشكلة السكن، وأوضح أن «التعداد السكاني الأخير أحصى 2.5 مليون نسمة في محافظة ذي قار بعد أن كانت التقديرات الرسمية المعتمدة في الموازنة الاتحادية تشير إلى مليونين و100 ألف نسمة»، وأضاف أن «هذا يضع المحافظة أمام تحديات كبرى، خاصة فيما يتعلق بأزمة السكن والتخطيط العمراني».
وأفاد الإبراهيمي في تصريح إعلامي تابعته (المدى) أن «مركز المحافظة المتمثل بمدينة الناصرية وحده يضم حالياً أكثر من 1.2 مليون نسمة، بينما كانت الخطط السابقة تعتمد على تعداد 750 ألف فقط».
ويرى محافظ ذي قار أن المحافظة بحاجة إلى 250 ألف وحدة سكنية لحل مشكلة السكن المتفاقمة وذلك وفق بيانات التعداد السكاني، مشيراً إلى أن «النمو السكاني يستدعي إعادة النظر في الخطط العمرانية والخدمية، بما يشمل التوسع في البنى التحتية والمدارس وأعمال البلدية».
وبدوره تحدث الناطق الرسمي باسم مجلس محافظة ذي قار أحمد سليم لـ(المدى) عن استحصال مجلس المحافظة موافقة سابقة من رئيس مجلس الوزراء حول تخصيص مقاطعة خاصة بمنتسبي الحشد الشعبي، مبيناً أن «المقاطعة ستكون ضمن ضواحي مدينة الناصرية، وأن آلية التوزيع فيها سوف تجري وفق استثناء سكان الأقضية والنواحي من شرط مسقط الرأس»، مبيناً أن «المقاطعة تضم 26 ألف قطعة أرض سكنية».
وعن تظاهرات جرحى الحشد ومطالباتهم بقطع أراضٍ سكنية قال سليم إن «الإخوة في الحشد الشعبي كان من المقرر أن يتم شمولهم بتوزيع قطع الأراضي من قبل الحكومة المحلية خلال الأيام الماضية غير أن ذلك تأخر حتى الآن»، وأضاف أن «عدداً من جرحى الحشد الشعبي حضروا إلى مجلس المحافظة، وبينوا أن إدارة المحافظة وزعت ثلاث وجبات من قطع الأراضي للشرائح الأخرى غير أنهم لم يشملوا بذلك أسوة ببقية الشرائح».
وكشف سليم أن «مجلس المحافظة وجّه بإلزام إدارة المحافظة ومديرية البلدية بشمول جميع جرحى الحشد والبالغ عددهم 227 جريحاً في ذي قار بقطع الأراضي السكنية خلال الوجبة القادمة»، لافتاً إلى أن «إدارة المحافظة بدورها شكلت لجنة من الدوائر المعنية لهذا الغرض».
ونفى الناطق الرسمي أن تكون قد حصلت أعمال عنف أو احتكاك بين المتظاهرين والقوات الأمنية أثناء اعتصام الجرحى أمام مبنى مجلس المحافظة، لافتاً إلى أن «جلّ المعتصمين لا يزالون يعانون من إصابات خطيرة أو بتر في الأطراف السفلى».
ومن جهته أفاد أحد متظاهري جرحى الحشد في حديث لـ(المدى) أن «مقاتلي الحشد الشعبي قدموا جلّ التضحيات للدفاع عن البلاد وتعرض العديد منهم لإصابات خطيرة نجم عن الكثير منها عوق دائم»، وأضاف «وبالمقابل لم نلمس اهتماماً جدياً بحقوقنا ومطالبنا المشروعة ولاسيما في مجال توزيع قطع الأراضي»، مشدداً على ضرورة التعجيل بشمولهم بقطع الأراضي السكنية ليتمكنوا من تأمين السكن الملائم لهم ولعوائلهم».
وفي ذات السياق ذكر بيان لمجلس محافظة ذي قار أن «نائب رئيس مجلس المحافظة، مرتضى السعيدي، التقى بحضور عدد من أعضاء المجلس، مجموعة من جرحى الحشد الشعبي، وذلك لبحث ملف توزيع قطع الأراضي»، وأشار البيان الذي تلقت (المدى) نسخة منه إلى أنه «تم الاطلاع على أبرز المعوقات التي تحول دون حسم الملف المذكور»، مبيناً أنه «تقرر أن يكون هناك مقرر خاص ضمن جدول أعمال الجلسة القادمة لمجلس المحافظة لغرض تدارس حيثيات ملف توزيع قطع الأراضي مع الجهات المختصة، والإسراع في حسمه».
وبدوره كشف معاون محافظ ذي قار لشؤون التخطيط، رزاق العلي، عن إجراءات للمصادقة على التصاميم القطاعية الخاصة بأربع وحدات إدارية في المحافظة، مرجحاً أن تسهم هذه الخطوة في توفير أكثر من 6 آلاف قطعة أرض سكنية.
وأوضح العلي في بيان صحفي أن «الوحدات الإدارية المشمولة هي العكيكة وكرمة بني سعيد والفجر والدواية»، معرباً عن أمله بإقرار التصاميم خلال سقف زمني أمده أسبوع واحد، عادّاً ذلك خطوة مهمة في تأمين جزء من احتياجات المواطنين في قطاع السكن بالمحافظة».
وأنهى العراق في أواخر 2024 تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه للمرة الأولى منذ 1987، بعدما حالت حروب وخلافات سياسية شهدتها البلاد دون ذلك، وأظهرت النتائج الأساسية للتعداد العام للسكان أن عدد سكان العراق يبلغ 46 مليوناً و118 ألف نسمة بحسب ما أعلنته وزارة التخطيط. وأضافت أن «السكان توزعوا حسب البيئة بواقع 70.17% في الحضر و29.83 % في الريف في العراق، و84.57% في الحضر و15.43 % في الريف بإقليم كردستان».