الموصل/ سيف الدين العبيدي
كانت المكتبة المركزية في جامعة الموصل قد شهدت خلال العامين الأخيرين سلسلة من التطورات التقنية بدعم من منظمة اليونسكو وجهود موظفيها، ما جعلها اليوم تُعدّ الأحدث في العراق.
فبعد إعادة بناء المبنى المدمّر، أُدخلت بوابات إلكترونية، ونُفذ نظام الاستعارة الذاتية عبر برنامج «كوها»، كما أُضيف «روبوت» متخصص في عمليات الجرد، كذلك أُنشئت قاعة للتصفح عبر الحواسيب المرتبطة بالإنترنت، وأُنجزت أرشفة رقمية شملت أكثر من 11 ألف رسالة وأطروحة منذ عام 2017.
وأوضح أمين المكتبة الدكتور محمد الحمداني في حديثه لـ«المدى» أن هذه المشاريع اكتملت أخيراً بعد عمل استمر عامين، مشيراً إلى أن الخطوة المقبلة ستتجه نحو عقد شراكات مع دور نشر عالمية لتوفير مصادر إلكترونية مثل «جايستور» الأمريكي، «ريسيرش 4 لايف»، و«سبرينكر» الألماني، وبيّن أن المكتبات العالمية باتت تعتمد بنسبة 90% على الكتب الإلكترونية، وأن الباحثين يركزون على الدوريات العلمية أكثر من الكتب، وأكد أن هناك تعاوناً مع العتبة العباسية في مجال الأرشفة والفهرسة، حيث تبادلت كوادر الموصل وكربلاء خبراتها برعاية اليونسكو، كما كشف عن نية تنظيم معرض واسع للكتب مع بداية العام الدراسي المقبل بمشاركة دور نشر من مختلف المحافظات.
وأشار الحمداني إلى أن المكتبة فقدت نحو مليون كتاب بعد عام 2014، وتعتمد منذ 2017 على التبرعات التي أوصلت عدد عناوينها الحالية إلى أكثر من 60 ألف. ولفت إلى أن لجنة خاصة تتولى تدقيق كل كتاب جديد وفق معايير تتعلق بمدى فائدته للطلبة، وتجنب التكرار، وعدم مخالفته للقيم العامة أو إثارة الانقسام الطائفي، فضلاً عن توزيع العناوين العلمية على الكليات بحسب تخصصاتها.
وحدة الترميم وإنقاذ المخطوطات
بدوره، قال الموظف في وحدة الصيانة والترميم عمر محمد إن هذه الوحدة استُحدثت قبل شهرين، وبدأت منذ ذلك الوقت بمعالجة الكتب والمخطوطات النادرة المستخرجة من الأنقاض، وأوضح أن عملية الترميم تمر بمراحل دقيقة تبدأ بتوثيق الكتاب إلكترونياً، ثم ترقيمه يدوياً قبل تفكيكه باستخدام جهاز التبخير، ليُنظف من الأتربة وتُعالج أجزاؤه المفقودة بالورق المدعم واللاصق، بعد ذلك يُرتب على شكل ملازم ويُكبس بالجهاز الحراري، ثم يُعاد ترتيبه وخياطته عبر منضدة خشبية خاصة، ليُغلف في المرحلة الأخيرة. وأكد محمد أن مدة الترميم تختلف تبعاً لحجم الضرر في كل كتاب، مشيراً إلى أن الوحدة نجحت حتى الآن في ترميم 80 كتاباً من أصل آلاف ما زالت تنتظر المعالجة.










