TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وماذا عن العراقيين؟

العمود الثامن: وماذا عن العراقيين؟

نشر في: 11 سبتمبر, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

في احدى مسلسلاته الكوميدية يقول دريد لحام لأحد أصدقائه القدامى: "لا تهتم للمصائب. تعودنا على قبول كل شيء"، تذكرت هذه الجملة وأنا أقرأ التعليقات حول اطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف المختطفة في العراق منذ عام 2023 ، فقد اخبرنا السيد رئيس الوزراء ان تسوركوف تم تحريرها بعملية أمنية ، فيما قال الرئيس ترامب ان المختطفة الروسية تم اطلاق سراحها من قبل الخاطفين ، فيما قالت بعض القوى السياسية ان اطلاق سراحها جاء لتجنيب العراق عقوبات امريكية .
اطلاق سراح إليزابيث تسوركوف في هذا الوقت يبدو عملا حكيماً للابتعاد بالبلاد والعباد عن الازمات التي تمر بالمنطقة ، لكننا ياسادة هل يحق لنا ان نسأل : ماذا عن المختطفين العراقيين ، من يعرف اين حل الدهر بالصحفي توفيق التميمي والكتبي والاعلامي مازن لطيف ، والناشط سجاد العراقي ومعهم مئات المغيبين ؟ .
في الايام الماضية ضحك العراقيون على ما يجري في هذه البلاد، حتى البكاء على وطنٍ يعاني غياب الأمل في اصلاح العملية السياسية .
إن المشهد يبدو مثيراً للأسى حين يتم تحرير مختطفة روسية وتسليمها الى السفارة الامريكية ، في الوقت الذي لا تزال أم الشاب سجاد العراقي تريد معرفة مصير ولدها حياً كان أم ميتاً. والسيدة لا تطلب شيئاً خارج القانون، وليست طالبة سلطة ولا تزاحم ساستنا الأشاوس على الكعكة العراقية.
ربما يسخر مني البعض ويقول: يا رجل عشرات عمليات والخطف تمت خلال السنوات الماضية، والنتيجة أن الدولة تضع الملفات في أحد الأدراج، مثلما وضعت من قبل ملف قتل المتظاهرين، ولهذا علينا أن نعرف جيداً أن كل أعضاء اللجنة التي حققت في اختطاف توفيق التميمي ومازن لطيف سجاد العراقي، ذهبوا مطمئنين إلى النوم العميق، بعد أن أوهموا العراقيين بأن الحكومة اقتصّت من الخاطفين. لا شيء تغيّر، إلا مأساة أهالي الضحايا التي ازدادت هولاً وضخامة وفجيعة،.
وإذا كانت عوائل المخطوفين لاتزال تأمل أن تجد جواباً لسؤالها عن أبنائها المغيبين، ولم يشفِ القضاء غليل أهاليهم، فإن المواطن المغلوب على أمره، مثل "جنابي"، يحق له أن يسأل، متى يطمئن جميع العراقيين على مستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح والمنافع؟، بينما لا شاطئ هناك ولا ضوء بعيد نهتدي به وإليه، باستثناء خطابات عالية نصيف الثورية .
تلحّ الدولة بكل أجهزتها على أنها حامية للمواطن، وأنها لن تسمح لأية جهة غيرها بأن تمتلك السلاح، وأصبح شعار "السلاح بيد الدولة" مثل معزوفة موسيقية تعزفها الأجهزة الأمنية مع كل عملية خطف أو اغتيال.. أما البحث عن الجاني فهذه مسؤولية المواطن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. احمد عبد الرزاق شكارة

    منذ 3 شهور

    تساؤلات مشروعة طرحها الاستاذ علي حسين المحترم تنتظر اجابة واضحة من قبل مايعرف باهل الحل والعقد.بالفعل اين المغييبون من مثقفينا وعلماء الامة في شتى حقول ومياديين الحياة الانسانية. شكرا جزيلا.

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram