TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النيبال وصولات عبد المهدي

العمود الثامن: النيبال وصولات عبد المهدي

نشر في: 15 سبتمبر, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

غريبة وعجيبة أخبار هذه الدنيا ، فبينما تنشر صحافة العالم صوراً لاحتجاجات النيبال التي اجبرت رئيس الوزراء على الاستقالة بعد مقتل 70 شخصا وليس 700 شاب كما حدث في بلاد الرافدين التي لا يزال يتجول فيها السيد عادل عبد المهدي يقدم نصائحه في الحكم الرشيد ، آنذاك عام 2019 قرر النائب الحالي مصطفى سند مع مجموعة من المستشارين ان يقيم مهرجاناً للتضامن مع رئيس الوزراء مع لافتة تقول : "ستبقى أفكارك نبراسا ينير طريقنا" مع إضافة جملة ظريفة وخفيفة "شكرا بحجم الوطن"، وماذا عن الـ700 عراقي الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج؟.. إنه أمر بسيط لا يثير الاهتمام . ونقرأ في الأخبار أيضاً أن المحتجين في النيبال اضرموا النار في البرلمان وفي بيت رئيس الوزراء ، ونشاهد في الأخبار أيضا نواب عراقيين يشتمون تظاهرات تشرين ويصفون الضحايا بالعملاء والجوكرية .
منذ أن جلس عادل عبد المهدي على كرسي رئاسة الوزراء وحتى لحظة مغادرته لم يكن يريد أن يعترف بأنّ هذا الشعب يملك شجاعة الاحتجاج، فهو يريد منه أن يكون تابعاً، مثل مسؤولينا الذين يتبعون لبلدان الشرق والغرب، لكنهم رغم ذلك يوزّعون "الأجندات الأجنبية" على المتظاهرين، فيما يحاول "جهابذتهم" تلقيننا دروساً في فنون الوطنية.
في هذه البلاد يريدونك أن لا تسأل.. وأن لا تحاول أن تعرف.. وأن لا تصدق الأخبار والتقارير المطروحة حول تورط هذا وتواطؤ هؤلاء، ولا يريدون تقديم إجابات لأسئلتك، يصادرون حقك في معرفة الحقيقة بدواع الحفاظ على الأمن، وبشماعة "بعبع" البعث.
يقولون لك إن الخروج على الحكومة والنظام السياسي انقلاب على الشرعية الدستورية .. ولا يدركون أن الشعوب لا تنقلب، بل هي تثور وتنتفض، وأن تظاهراتها وتحركاتها هي الشرعية وما عداها مجرد زيف.
يتهمونك بالشغب والتمرد على النظام.. وينسون أن هذا النظام فقد شرعيته السياسية، عجز عن أن يكون نظاما عادلا لكل العراقيين، نظام خرّب الوطن وأجج الطائفية.. وأصر على أن يجعل من البرلمان والحكومة مصنعا للأكاذيب والانتهازية واللصوصية.
خروج الشعب لا يمكن تسميته بانقلاب، لأنه محاولة لتعديل الأمور، وإسقاط الحكومة والانتخابات المبكرة بقانون انتخاب جديد مطلب شرعي، يتوافق مع شرعية أي نظام ديمقراطي أو دستوري، وفيه حل آمن لجميع العراقيين.
لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن مثنى السامرائي تحول إلى فيلسوف يريد أن ينافس المرحوم ماركس في نظرية فائض القيمة ، كان قد صمم ان كل فائض من وزارة التربية والصناعة ومن مشاريع محافظة صلاح الدين يجب ان يدخل جيبه .
يلتقي الساسة الذين يحبّون أوطانهم على مشترك واحد، رفاهية الشعوب وطيّ صفحة الدمار والخراب والوقوف بوجه الفساد، لكن في بلاد الرافدين هناك رجال اعتقدوا أنهم إذا حملوا إلى الناس التغيير، فحقَّ لهم استبداله بالسيطرة على مؤسسات الدولة وثرواتها وقتل ابنائها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram